St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1512- لماذا أوقفت الكنائس قراءة ميمر أيوب (لكنيسة السقايين) يوم أربعاء البصخة؟

 

ج: أوقفت الكنيسة قراءة ميمر أيوب (هذا) نظرًا للأخطاء التي شابته، ويبدو أن الذي كتب الميمر لم يكن له الخلفية الكتابية اللاهوتية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فانحدر نحو الأساطير والخرافات التي لا تتفق مع السفر، بل أن الميمر غلبت عليه اللهجة الإسلامية، ولذلك اكتفت الكنيسة بقراءة سفر أيوب يوم أربعاء البصخة بجوار إنجيل لوقا، وفي بعض الأديرة مثل دير الأنبا بولا العامر يُقرأ السفر علنًا مثله مثل بقية الأناجيل(6).

 

     وفيما يلي نعرض لبعض الأمور الغريبة عن الحقيقة والتي وردت في ميمر أيوب:

1-  بعد أن حصل الشيطان على إذن إلهي بتجربة أيوب في ممتلكاته، جمع أعوانه وقال لهم: "الويل لي ولكم يا أعواني من أجل أيوب الذي مدحه الرب... أين الذين ينفخون فتخرج من أفواههم النار؟ أين الذين إذا فرشوا أجنحتهم وطاروا يظهر منهم الشرار؟ فنشر بعضهم أجنحتهم وإذا هي نار تلتهب وتشعل لهيبًا عظيمًا، وركب بعضهم على دواب من نار تسحق كل ما تمر به رطبًا أو يابسًا، وتخرج من أفواههم نيران لها نتن وزفرة تفتت الأكباد وتهلك من تجوز فيه".

2-  إن أيوب عرف بما نواه الشيطان، فعندما احترق الغنم وجاء الشيطان متنكرًا في شبه رئيس الرعاة وجد أيوب قائمًا يُصلِّي فأخبره بأمر الغنم، فقال له أيوب: "اخرج أيها اللعين من عندي مذمومًا خازيًا فلو علم ربي ما فيك خيرًا ما كان أسقطك من سمائه... فخرج إبليس من عند أيوب الصديق مخزيًا منكس الرأس مقطوع الرجاء " وهكذا حدث بعد هلاك البقر والجِمال والأتُن.

3-  عندما أخبر رئيس الغلمان أيوب بموت عبيده وإمائه وهو واقف يُصلِّي، لم يلتفت إليه، وبعد أن فرغ من صلاته شكر الله قائلًا: "أشكرك على ما أعطيت وعلى ما أخذت، وعلى ما وهبت وعلى ما أذهبت، فإنك أنت الذي أعطيتني هؤلاء العبيد والممالك والإماء وكلهم عبيدك وصنعة يديك وإليك راجعون، أنت الذي تحيي وتميت ولك القدرة على كل شيء، ومنك العطايا وإليك المصير... ثم التفت إلى اللعين -خزاه الله عنّا- وقال له: أخرج عني أيها الشيطان الرديء مخزيًا، أذهب لا خير فيك مطرودًا مغلوبًا... فخرج إبليس من عند الصديق البار أيوب منحني الرأس إلى الأرض حزينًا مخزيا وقد خاب ظنه وانقطع رجاؤه".

4-  جاء الشيطان متنكرًا يُبلِّغ أيوب بموت أولاده وكان واقفًا يُصلِّي، فقال: "أنا أعلم يا رب من محبتك لي فعلت ذلك لراحتي وأفرغتني لعبادتك فأنه لم يبقَ شيء يشغلني عنك، لا ولد ولا مال ولا شيء مما أغنيتني به، الكل منك وإليك يا سيّد رجعوا... فخرج الشيطان الملعون من عند أيوب خازيًا خائبًا حزينًا".

5-  أثار الشياطين مشاعر زوجة أيوب فأخذت تبكي وتنتحب فقال لها أيوب: " يا آمة الله " رحمة " لا تقولي لي هذا الكلام... يا رحمة أنت تعرفين أن نعيم الدنيا ينقضي ويزول ونعيم دار الآخرة لا يفنى ولا يزول... فلمَّا سمع الشيطان هذا الكلام من أيوب لزوجته رحمة ولَّى هاربًا خائبًا".

6-  بعد أن حصل الشيطان على إذن إلهي بتجربة أيوب في جسده: "نفخ عليه نفخة واحدة بين عينيه فسرت في جسده كله وصار مثل النار التي تشتعل من فوق رأسه إلى قدميه حتى تغيَّر جسمه كله في اليوم الأول واحمرَّ كالدم ثم ظهر فيه نقط في اليوم الثاني، وصار كالجدري في الثالث، وكبر في اليوم الرابع، وتشقق في اليوم الخامس، وخالطه القيح في اليوم السادس، وتقرَّح في اليوم السابع، وصار قرحة واحدة في الثامن. فلما كان اليوم التاسع تساقط لحم فخذيه ورجليه وتقطَّعت أعضاؤه وسقط لحم ظهره وذراعيه وبطنه وصدره، وذهب لحم وجهه وأكتافه ومقاعده، ولم يبقَ شيء من أثر اللحم إلاَّ وذاب، ثم وقعت أذناه وسقط حاجباه، وتقطَّعت أعضاؤه وأصابعه، ولم يبقَ في رأسه غير عينيه يدوران بوجهه، والمخ والدماغ، وخرجت العروق والعصب، ولم يبقَ من الخدين غير العظام تمسكها العروق. ولمَّا صار اليوم العاشر صار خيالًا وبقى قلبه معلقًا بلسانه يسبح الله ليلًا ونهارًا... وعندما نظرته امرأته بكت بكاءً مرًّا، فلما رآها تبكي قال لها يا رحمة: لا تبكين عليَّ فقد افتقدني ربي بالنعمة. ولا تحزني قلبي فإن في هذا أجر عظيم عند الله... ولا تكوني كالنساء الضعيفات الجاهلات اللواتي لا ينظرن سوى للحُسن الباطل الذي للجسد الظاهر... افرحي الآن يا أختي لأن الله سبحانه وتعالى قد اهتم بنفوسنا ليجعلها أن تكون معه بلا عيب... كان الدود يتناثر من جسده فيأخذه هو بيده ويرده إليه ويقول له كل من لحمي مما رزقك الله تعالى وهو خير الرازقين...".

 7-  كانت "رحمة" زوجة أيوب بارعة الجَمَال وذهبت لتتسوّل حتى تجد خبزًا لزوجها، فلقاها الشيطان في شكل طبيب حكيم، ونصحها بأن تذبح جديًا من الغنم بيدها اليسرى دون أن تدعي بِاسم الله، وتدعو زوجها للأكل منه فينال الشفاء، ففرحت رحمة وأخبرت زوجها فأخبرها بأن هذا الطبيب هو الشيطان الملعون.

8-  أرسل الشيطان أصدقاء أيوب ليقنعوا أيوب أن يكفَّ عن شكره للَّه، ولا يحارب الشيطان الأقوى منه، كما وسوس لهم ليسقوه خمرًا ليزل ويكفر بربه، فقال أصحاب أيوب له: "قل كلمة واحدة واكفر بربك عسى أن تبرأ من هذا السقم أو تموت وتستريح. فلمَّا سمع أيوب منهم هذا الكلام ومشورتهم الرديئة قال لهم: احملوا طعامكم وشرابكم فما أذوقه. يا مساكين قد ملأكم أبوكم الشيطان من مشورته الرديئة وخديعته وأتى بكم إليَّ لتخدعوني وتضلوني".

9-  كانت رحمة تمضي إلى البلد لتتسوّل، وإذا بالشيطان يُحذّر أهل البلد منها لأنها ستنقل لهم عدوى مرض أيوب، فطردها أهل البلد، فحملت زوجها إلى بعض قرى بني إسرائيل، وعرضت خدماتها على أهل القرية قائلة: "من كان منكم عنده خدمة أنا أخدمه. من عجين أو غسيل أو طحين أو كنس أو ملو ماء أو غزل أو نسج. فحزن عليها نساء القرية جميعهن ورثوا لحالها وبكين عليها وبكت هي أيضًا. وقالوا لها يا آمة الله لا تبكِ لقد أحرقت قلوبنا " فصارت رحمة تقضي عندهم طول النهار تخدمهم وتعود بالطعام لزوجها، غير أن إبليس حذر أهل هذه القرية أيضًا من العدوى فطردوها.

10-           عادت رحمة إلى زوجها باكية، فصبَّرها أيوب قائلًا: "يا رحمة أنتِ آنية ضعيفة ليس لك قوة إيمان. كل صباح أعرف أن الله تعالى يقويني على هذا البلاء، الذي هو عندي أحلى من العسل والشهد، ولا بد لنا من الموت، ثم بعد ذلك قيامة الدينونة التي لا ينفع فيها مال ولا عبيد ولا أولاد ولا أي شيء إلاَّ العمل الصالح، فتعزت رحمة كثيرًا".

11-           مكث أيوب ورحمة ثلاثة أيام بلا طعام، فذهبت رحمة إلى الخبَّاز لتحصل منه على رغيفين مقابل ضفيرتي شعرها، وبينما كانت رحمة عائدة إلى أيوب وإذ بالشيطان يظهر لها متنكرًا يذكّرها بأمجاد الماضي وموت أولادها، وأخبرها أن زوجها مريض منذ سبع سنوات، وسيظل في هذا البلاء أربعة عشر عامًا أخرى، ونصحها بترك زوجها والزواج بآخر، فعادت رحمة تبكي وتصرخ، فقال لها زوجها: "أيتها المرأة المخدوعة ما هذا الكلام الذي تقولينه لي اليوم؟ كلام كُفر مثل السم المُهلِك للنفوس. أنا أعرف من لقَّنك هذا كله، فقد خدعك الشيطان اللعين، ملعونة الرسالة وملعون من قالها... إن أراد الله وعشتُ بعد هذه الأيام وخلصني ربي من هذا البلاء سوف أجلدك مائة جلدة"، فاعترفت رحمة بخطئها.

12-           صلّى أيوب وشكر الله لأنه منحه السُّلطة على الشيطان، أمَّا الملائكة فرفرفوا بأجنحتهم النورانية مُمجِّدين الله الذي أعان أيوب طوال السنين السبع، وعندما علم أيوب أن زوجته قصّت شعرها مقابل رغيفي الخُبز تأثّر جدًا، وصلّى للَّه لكيما يشفيه، فجاءه الملاك جبرائيل وأعطاه السلام، وأمسكه بيده وأقامه مُعافى، وأنبع له ماء من الأرض وحمَّاه في عين الماء هذه، فصار جسده مثل الذهب الخالص المُصفّى بالنار يضيئ كالشمس، وصعد أيوب مع جبرائيل إلى الجبل، وعندما عادت رحمة ولم تجد زوجها ظلت تبكي وتنوح وظنت أن الوحوش قد افترسته، فطلب جبرائيل من أيوب أن يُظهر نفسه لها، فذهب إليها ولم تعرفه، فعرَّفها بنفسه، وذكر المائة جلدة، وأخبر الملاك جبرائيل أنه أقسم باسم الله أن يجلد رحمة مائة جلدة لأنها سمعت كلام إبليس، فقال له الملاك: "يا أيوب خذ لك مائة قضيب ريحان وأربطها حزمة واحدة واجلدها بها دفعة واحدة فتبرأ من يمينك ويكون لك عادة مستمرة طوال السنين فرحًا بعافيتك وتذكارًا لمَّا فعله الله معك من الرحمة، وأعلم يا أيوب أن الله الخالق قد رحمك رحمة عظيمة فيجب عليك أنت أيضًا أن ترحم خليلتك وزوجتك رحمة".

 

والدارس يلاحظ أن كثير من عناصر هذه القصة الخيالية مستمد من التراث الإسلامي الذي لا يعتمد على أي سند كتابي، فمثلًا:

1-  قال " الثعلبي": إن الشيطان عندما حصل على إذن إلهي بتجربة أيوب في جسده: "فانقض عدو الله سريعًا فوجد أيوب ساجدًا فقبل أن يرفع رأسه أتاه من قِبل الأرض في موضع وجهه ونفخ في منخريه نفخة اشتعل منها جسده... (فقال أيوب): إلهي تقطَّعت أصابعي... إلهي تساقطت لهواتي ولحم رأسي فما بين أذني من سداد بل أحدهما تُرى من الأخرى. وإن دماغي ليسيل في فمي. إلهي تساقط شعر عيني كأنما أُحرق بالنار وجهي، وحدقتاي متدليتان على خدي، وورم لساني حتى ملأ فمي فمًا أدخل فيه طعامًا إلاَّ غصني، وورمت شفتاي حتى غطت العليا أنفي والسفلى ذقني، وتقطعت أمعائي في بطني وإني لأدخل الطعام فيخرج كما دخل ما أحسه ولا ينفعني. وذهبت قوة رجليَّ فكأنهما قد يبستا ولا أطيق حملهما... قد ملني أهلي وعقني أرحامي وتنكرت لي معارفي ورغب عني صديقي وقطعني أصحابي... أصرخ فلا يصرخونني وأعتذر فلا يعذرونني، دعوت غلامي فلم يجبني وتضرعت لأمتي فلم ترحمني"(1).

2-  قال " الثعلبي " أيضًا أنه عندما صبر أيوب على بلواه، انزعج إبليس فصرخ صرخته التي جمَّعت جنوده من أقطار الأرض، فاستشارهم في أمر أيوب، فأشاروا عليه أن يسقطه بواسطة زوجته كما فعل من قبل مع آدم: "فانطلق حتى آتى امرأته وهي تطلب الصدقة، فتمثل لها في صورة رجل، فقال: أين بعلك يا أمة الله؟ فقالت هو ذاك يحك قروحه وتتردَّد الدواب في جسده، فلمَّا سمع منها طمع أن تكون كلمة جزع فوسوس لها وذكَّرها ما كانت فيه من النعيم والمال وذكَّرها جمال أيوب وشبابه وما هو فيه اليوم من الضرر. وإن ذلك لا ينقطع عنه أبدًا. قال الحسن فصرخت فلمَّا صرخت علم أنها جزعت فأتاها بسخلة وقال لها ليذبح أيوب هذه لي وسيبرأ... (وجاءت زوجة أيوب لزوجها تذكره بالأمجاد الماضية وتعلمه بأمر الذبيحة...) قال ويلك والله ما عدلت ولا أنصفت... والله لئن شفائي الله لأجلدنك مائة جلدة كما أمرتني أن أذبح لغير الله تعالى، وطعامك وشرابك الذي تأتيني به عليَّ حرام... فاغربي عني لا أراك، فطردها فذهبت"(2)(7).

3-  تأخرت زوجة أيوب عن ميعادها في إحضار الطعام له، فشك فيها، وتوعدها بمئة جلدة، ثم اكتشف أنها باعت شعرها، فيقول " أحمد بهجت": "حضرت زوجة أيوب متأخرة فوجدت أيوب غاضبًا. كانت تلف رأسها بغطاء... وكانت قد أحضرت إليه طعامًا طيبًا... وسألها أيوب: من أين جاءتك النقود؟ وأقسم أيوب أن يضربها مائة ضربة بالعصا عندما يُشفى. كان صبره واسعًا مثل نهر عظيم. ثم اكتشف في المساء أن زوجته قد قصت شعرها لتحضر إليه طعامًا يأكله"(3).

4-  عندما شُفي أيوب تذكَّر أنه توعد زوجته بمئة جلدة، فيقول " أحمد بهجت": "وشكر أيوب الله، وكان قد أقسم أن يضرب امرأته مائة جلدة بالعصا عندما يُشفى، وها هو قد شُفي، وكان الله سبحانه وتعالى يعلم أنه لا يقصد ضرب امرأته... ولكي
لا يحنث في قسمه، أو يكذب فيه، أمره الله أن يجمع حزمة من أعواد الريحان عددها مائة، ويضرب بها امرأته ضربة واحدة، وبذلك يكون قد برَّ في قسَمه ولم يكذب"
(4)(8).

وقال " دكتور رشدي البدراوي": "وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" (سورة ص 44) والضغث هو شراخ النخل أو عثكال النخل فيه مائة قضيب، وكذلك معناه قبضة من حشيش مختلطة الرطب واليابس(9). وقال الضحاك حزمة من الحشيش بها مائة عود، فيضرب بالضغث ضربة واحدة، فكأنه ضربها مائة ضربة، وبهذا يكون قد برَّ بيمينه ووفى بنذره، ولم يحنث...

ويثور السؤال: هل يجوز مثل هذا عند تنفيذ حد الجلد؟ أخرج عبد الرازق وابن جرير وآخرون عن أبي أمامه: فقال: حملت وليدة في بني ساعدة من زنا. فقيل لها ممن؟ قالت من فلان المُقعد، واعترف المُقعد. فرُفع ذلك إلى رسول الله صلعم فقال: خذوا عثكولًا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة واحدة. ففعلوا"(5).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) قصص الأنبياء المُسمّى عرائس المجالس ص 137-139.

(2) المرجع السابق ص 142، 143.

(3) أنبياء الله ص 180.

(4) أنبياء الله ص 180، 181.

(5) قصص الأنبياء والتاريخ جـ3 إسحق ويعقوب ويوسف وأيوب وشعيب ص 630، 631.

(6) راجع جهاد أيوب - إصدار كنيسة الملاك غبريال بحارة السقائين.

(7) راجع أيضًا د. رشدي البدراوي - قصص الأنبيـاء والتاريخ جـ3 ص 626، 627.

(8) راجع عبد الوهاب النجار - قصص الأنبياء ص 418.

(9) القاموس المحيط ج1 ص 169.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1512.html

تقصير الرابط:
tak.la/rdr86v4