ج: أراد هامان أن ينتقم من مردخاي وكل بني جنسه "فقال هَامَانُ لِلْمَلِكِ أَحَشْويرُوشَ إنَّه مَوْجُودٌ شَعْبٌ ما مُتَشَتِّتٌ ومُتَفَرِّقٌ بين الشُّعُوب في كُلِّ بلاد ممْلَكَتِكَ وسُننُهُم مُغَايرَةٌ لجَمِيعِ الشُّعُوب وهُمْ لا يَعْمَلُونَ سُنَنَ المَلِكِ فلا يَلِيقُ بالمَلِكِ تَرْكُهُمْ" (أس 3: 8) فقد أراد هامان الشرير أن يوهم الملك بأن هذا الشعب شعب مجهول لا قيمة له، فدعاه "شَعْبٌ مَّا" ولم يذكر أنه يقصد الشعب اليهودي العريق، والذي ما زال له تواجد في أرض فلسطين، وأنه منذ عدة سنوات أصدر الملك كورش العظيم أمرًا بالسماح لهم بالعودة إلى أوطانهم طالبًا منهم أن يصلوا لإلههم من أجله، ووهبهم هبات عظيمة من أجل تقديم قرابين ومحرقات لإلههم في أورشليم، وأعاد الآنية المقدَّسة التي سلبها نبوخذنصر إليهم، فعاد منهم نحو خمسين ألفًا بقيادة زرُبَّابل. هذا من جانب، ومن جانب آخَر لا أحد يستطيع أن ينكر أن الشعب اليهودي بسبب آثامه وخطاياه وعناده وشروره سمح الله بأن يتفرقوا ويشتتوا، فسبى ملوك أشور المملكة الشمالية إلى بلاد ما بين النهرين، وذلك سنة 722 ق. م.، وسبى نبوخذنصر مملكة الجنوب إلى بابل وهدم الهيكل سنة 586 ق. م. لكن ما زال لهم بقية في يهوذا، كما أنهم أسسوا جاليات مترابطة في شتى بقاع العالم، فكان لهم تواجد في الإسكندرية ومعابد، وأيضًا في جزيرة فيلة بالقرب من أسوان ومعبد عظيم، وفي القرن الأول الميلادي كتب "القديس يعقوب" رسالته: "إلى الاثْني عشَرَ سِبْطًا الذين في الشَّتَات"(يع 1: 1) وكتب بطرس الرسول: "إلى المُتَغَرِّبين من شَتَات بُنْتُسَ وغلاطيَّةَ وكَبَّدُوكيَّةَ وأسيَّا وبِيثِينِيَّةَ" (1بط 1: 1).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1489.html
تقصير الرابط:
tak.la/92xa8m4