St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1488- هل مؤامرة الخصيين حدثت في السنة السابعة من مُلك أحشويروش (أس 2: 16-21) أم في السنة الثانية من مُلكه (أس 11: 2)؟ وهل أستير هي التي أخبرت الملك بالمؤامرة (أس 2: 22) أم مردخاي (أس 12: 2)؟ وهل الملك لم يكافئ مردخاي (أس 6: 3) أم أنه كافأه ووهبه هبات (أس 12: 5)؟

 

ج: 1- في السنة الثانية من مُلك أرتحشستا (أحشويروش) رأى مردخاي الحلم: "وكان في السنة الثانية من مُلك أرتحششتا الأكبر، في اليوم الأول من شهر نيسان، أن مردخاي.. رأى حلمًا.. وهذا حلمه. رأى كأن أصواتًا وضوضاء ورعودًا وزلازل واضطرابًا في الارض. ثم إذا بتنِّينين عظيمين متهيئان للاقتتال، وقد تهيَّجت كل الأمم بأصواتهما لتقاتل شعب الأبرار.. فاضطرب شعب الأبرار خوفًا من شرورهم متوقِّعين الموت، وصرخوا إلى الله. وفيما هم يصرخون إذا بينبوع صغير قد تكاثر حتى صار نهرًا عظيمًا وفاض بمياهٍ كثيرةٍ. ثم أشرق النور والشمس فارتفع المتواضعون وافترسوا المتجبِّرين" (أس 11: 2 - 11).

 فهذا الحلم يوضّح نوايا هامان في إبادة شعب الله، مما ترتب عليه أصوات وضوضاء ورعود وزلزال، وهو ما يعبر عن مدى رعب الشعب اليهودي وصراخهم لله لكيما ينقذهم من يد هامان وانتظار يد أعدائهم، والتنينان اللذان تهيئا للاقتتال هما هامان ومردخاي، والينبوع الصغير الذي تكاثر حتى صار نهرًا عظيمًا إشارة لأستير الفتاة اليتيمة المسبية والتي وصلت إلى مركز الملكة، والدور الذي قامت فيه لإثبات براءة شعبها وهذا ما عبَّر عنه الحلم بإشراق النور والشمس وارتفاع المتواضعين، ثم جاء في الحلم انتقام هؤلاء المتواضعين من أعدائهم المتجبّرين الذين أرادوا افتراسهم، وهذا الحلم رآه مردخاي في السنة الثانية من حكم الملك أحشويروش، وإن كان الحلم لم يوضح مؤامرة الخصيين، لكن سبب هيجان هامان على مردخاي هو الكشف عن هذه المؤامرة بالإضافة لرفض مردخاي السجود له، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما هذه المؤامرة فقد حدثت على أرض الواقع بعد مرور خمس سنوات من الحلم، أي في السنة السابعة من حكم أحشويروش كما هو واضح في (أس 2: 16 - 21).

 

 

2- أخبر مردخاي الملك أحشويروش بمؤامرة الخصيين بطريق غير مباشر، إذ أخبر أستير الملكة لتخبر زوجها، فإذ أوضح السفر أن مردخاي هو الذي أبلغ الملك: "فاطلع الملك على ذلك"(أس 12: 2)، فهذا أمر صحيح، مع ملاحظة أن مردخاي أبلغ الملك عن طريق أستير الملكة، وهذا ما أوضحه السفر: "فأخبَرَ أستير المَلِكَةَ، فَأخْبرَتْ أستير المَلِكَ بِاسم مُرْدخَاي"(أس 2: 22) فبعد أن علم أحشويروش خبر المؤامرة عن طريق أستير، أراد تقصّي الأمر أكثر فأكثر فاستدعى هامان وتفهّم أبعاد المؤامرة. وبينما أخبرت أستير الملك بالمؤامرة وبمردخاي الذي كشف هذه المؤامرة لم تخبر الملك عن قرابتها بمردخاي.

 

 

3- عندما علم الملك بالمؤامرة وتحقَّق منها حكم بالصلب على بغثان وترش، والتقى بمردخاي: "ثم أمره الملك أن يقيم ببيت الملك وأمر له بهبات لأنه أطلعه على ذلك" (أس 12: 15)، فقد طلب منه أن يقيم ببيت الملك ليكون عينًا حارسة للملك، فربما كشف عن مؤامرات أخرى تُحاك في الظلام، كما منحه هبات، ولكن يبدو أن الهبات التي وهبها له كانت محدودة، حتى أن غلمان الملك إما لم يسمعوا بها، أو قد نسوها، كما نسى الملك إذا كان قد كافئ مردخاي أم لا، ولذلك عندما طار النوم من عيني الملك وقرأوا أمانه سفر تذكار أخبار الأيام: "فقالَ المَلِكُ: أيَّةُ كَرَامَةٍ وعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَاي لأَجلِ هذا؟ فقال غِلْمَانُ المَلِكِ الذِينَ يَخْدِمُونَه لم يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ"(أس 6: 3)، فربما اعتبر هؤلاء الغلمان أن ما ناله مردخاي من هبات لا يساوي عظم الخدمة التي أسداها للملك، إذ أنقذ حياته من الموت.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1488.html

تقصير الرابط:
tak.la/nwh42m4