ج: 1- جاء في سفر الملوك الثاني أن جيوش الكلدانيين طاردوا صدقيا
الملك الهارب من
أورشليم فأدركوه في برية أريحا "
فَأَخَذُوا الْمَلِكَ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى
رَبْلَةَ وَكَلَّمُوهُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِ. وَقَتَلُوا بَنِي
صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَلَعُوا عَيْنَيْ صِدْقِيَّا
وَقَيَّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى
بَابِلَ"
(2مل 25: 6، 7).
وجاء في سفر ارميا "
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ
إِسْرَائِيلَ.
اذْهَبْ وَكَلِّمْ صِدْقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا وَقُلْ لَهُ.
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ.
هأَنَذَا أَدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةَ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ
فَيُحْرِقُهَا بِالنَّارِ. وَأَنْتَ لاَ تُفْلِتُ مِنْ يَدِهِ،
بَلْ تُمْسَكُ إِمْسَاكًا وَتُدْفَعُ لِيَدِهِ، وَتَرَى عَيْنَاكَ
عَيْنَيْ مَلِكِ بَابِلَ، وَتُكَلِّمُهُ فَمًا لِفَمٍ وَتَذْهَبُ
إِلَى بَابِلَ"
(ار 34: 2، 3).
وواضح تمامًا من قول سفر الملوك أو
سفر أرميا أن صدقيا سيرى ملك بابل عينًا لعين، ولم يُذكَر هنا أو
هناك أن هذه الرؤية ستكون في بابل، إنما تم هذا اللقاء في ربلة،
فبعد القبض على صدقيا في برية أريحا أخذوه إلى ربلة حتى التقى بملك
بابل، وسمع الحكم عليه وعلى أولاده بأذنيه، فقتلوا أولاده أمام
عينيه، ثم قلعوا عيني صدقيا وقيدوه وقادوه إلى بابل، وجاء تأكيد
لهذه الأحداث في موضع ثالث، فقال: "فَقَتَلَ مَلِكُ بَابِلَ بَنِي صِدْقِيَّا فِي رَبْلَةَ أَمَامَ
عَيْنَيْهِ، وَقَتَلَ مَلِكُ بَابِلَ كُلَّ أَشْرَافِ يَهُوذَا.
وَأَعْمَى عَيْنَيْ صِدْقِيَّا، وَقَيَّدَهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ
لِيَأْتِيَ بِهِ إِلَى بَابِلَ"
(ار 39: 6، 7) وعندما تنبأ حزقيا النبي عن هذا الحدث قال بلسان
الوحي الإلهي: "وَأَبْسُطُ شَبَكَتِي عَلَيْهِ فَيُؤْخَذُ فِي شَرَكِي، وَآتِي
بِهِ إِلَى بَابِلَ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَلكِنْ لاَ
يَرَاهَا وَهُنَاكَ يَمُوتُ"
(حز 12: 13) فأنه سيأتي إلى بابل ورغم ذلك لا يراها، لأنهم
قد قلعوا عينيه في ربلة قبل أن يأتي إلى بابل.
2- جاء نبوزرادان رئيس الشرط إلى
أورشليم
وأحرق بيت الرب وبيت
الملك وكل بيوت
أورشليم، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
وذكر سفر الملوك تاريخ مجيئه في اليوم
السابع في الشهر الخامس: "فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ، فِي
سَابِعِ الشَّهْرِ، وَهِيَ السَّنَةُ التَّاسِعَةَ عَشَرَةَ
لِلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، جَاءَ
نَبُوزَرَادَانُ" (2مل 25: 8).
بينما ذكر
سفر ارميا أن مجيئه كان في اليوم العاشر من الشهر الخامس: "فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ، فِي عَاشِرِ
الشَّهْرِ، وَهِيَ السَّنَةُ التَّاسِعَةُ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ
نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، جَاءَ نَبُوزَرَادَانُ" (أر 52: 12).
والحقيقة
أن خبر مجيء نبوزرادان إلى
أورشليم
جاء مُدمجًا مع خبر حرق المدينة
بما فيها الهيكل وبيت الملك وبيوت المدينة، وهذا الحريق لم ينتهي
في يوم فبعد أن جاء نبوزرادان إلى
أورشليم
من أجل حرق
هيكل سليمان
وقصر الملك وبقية المدينة، وكان ذلك في السابع من الشهر الخامس
(وكان يوافق الأربعاء 24 أغسطس سنة 586 ق.م.) ثم أمضى يومين يضع
الخطط والتنظيمات، ومع نهاية اليوم التاسع أشعل النيران في الهيكل
والمدينة فظلت النيران مشتعلة على مدار نحو 24 ساعة، حتى اليوم
العاشر من الشهر (ويوافق السبت 27 أغسطس سنة 586 ق.م.) وجاء في سفر
أرميا أيضًا: "أَمَّا
بَيْتُ الْمَلِكِ وَبُيُوتُ الشَّعْبِ فَأَحْرَقَهَا
الْكَلْدَانِيُّونَ بِالنَّارِ، وَنَقَضُوا
أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ" (ار 39: 8) وقد ذكر ارميا اليوم العاشر (ار
52: 12) حيث أتت النيران على كل شيء، واتفق السفران الملوك وارميا
في الشهر الخامس والسنة التاسعة عشر لمُلك نبوخذناصَّر الذي تم في
عهده هذا الحادث المأسوي.
_____
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) البهريز جـ 1 س 369، س 370.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1366.html
تقصير الرابط:
tak.la/n5g5ngn