ج: 1- جاء في سفر الملوك: "فَأَخَذَ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ صُنْدُوقًا وَثَقَبَ ثَقْبًا فِي غِطَائِهِ، وَجَعَلَهُ بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ عَنِ الْيَمِينِ عِنْدَ دُخُولِ الإِنْسَانِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. وَالْكَهَنَةُ حَارِسُو الْبَابِ جَعَلُوا فِيهِ كُلَّ الْفِضَّةِ الْمُدْخَلَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ" (2مل 12: 9).
وجاء في سفر الأخبار: "وَأَمَرَ الْمَلِكُ فَعَمِلُوا صُنْدُوقًا وَجَعَلُوهُ فِي بَابِ بَيْتِ الرَّبِّ خَارِجًا. وَنَادَوْا فِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ بِأَنْ يَأْتُوا إِلَى الرَّبِّ بِجِزْيَةِ مُوسَى عَبْدِ الرَّبِّ الْمَفْرُوضَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ" (2أي 24: 8، 9).
وهناك احتمالان لمكان الصندوق:
أ - أن الصندوق الذي أعدَّه يهوياداع وجعله بجانب المذبح، غير الصندوق الذي أمر الملك بعمله وجعلوه في باب بيت الرب خارجًا. أي أن هناك صندوقان أحدهما بجانب المذبح والثاني في الباب الخارجي.
ب - أنه يوجد صندوق واحد، كان موضوعًا داخل بيت الرب بجوار مذبح المحرقة في الدار الخارجية على يمين الداخل إلى بيت الرب، لأن الإنسان يقدم عطاياه بيده اليمنى، وبهذا يكون العطاء في الخفاء لأن الصندوق بجوار اليد اليمنى، وبهذا يتحقَّق قول السيد المسيح " وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ" (مت 6: 3). ثم أمر الملك بنقل هذا الصندوق من مكانه إلى خارج بيت الرب ليكون منظورًا من الجميع، ومتاحًا للكل.
2- فيما أُستخدم إيراد الصندوق؟.. جاء في سفر الملوك أن كل الفضة خُصّصت للترميمات وتجديد بيت الرب فقط: "لَمْ يُعْمَلْ لِبَيْتِ الرَّبِّ طُسُوسُ فِضَّةٍ وَلاَ مِقَصَّاتٌ وَلاَ مَنَاضِحُ وَلاَ أَبْوَاقٌ، كُلُّ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَآنِيَةِ الْفِضَّةِ مِنَ الْفِضَّةِ الدَّاخِلَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، بَلْ كَانُوا يَدْفَعُونَهَا لِعَامِلِي الشُّغْلِ، فَكَانُوا يُرَمِّمُونَ بِهَا بَيْتَ الرَّبِّ" (2مل 12: 13، 14).
وجاء في سفر الأخبار: "فَعَمِلَ عَامِلُو الشُّغْلِ وَنَجَحَ الْعَمَلُ بِأَيْدِيهِمْ... وَلَمَّا أَكْمَلُوا أَتَوْا إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ وَيَهُويَادَاعَ بِبَقِيَّةِ الْفِضَّةِ وَعَمِلُوهَا آنِيَةً لِبَيْتِ الرَّبِّ، آنِيَةَ خِدْمَةٍ وَإِصْعَادٍ وَصُحُونًا وَآنِيَةَ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ" (2أي 24: 13، 14).
فواضح تمامًا أنه لا يوجد التناقض الذي تصوَّره الناقد، ففي بداية العمل خصَّصوا كل الفضة الداخلة للهيكل لأعمال الترميمات " لِلنَّجَّارِينَ وَالْبَنَّائِينَ الْعَامِلِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، وَلِبَنَّائِي الْحِيطَانِ وَنَحَّاتِي الْحِجَارَةِ، وَلِشِرَاءِ الأَخْشَابِ وَالْحِجَارَةِ الْمَنْحُوتَةِ لِتَرْمِيمِ مَا تَهَدَّمَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ، وَلِكُلِّ مَا يُنْفَقُ عَلَى الْبَيْتِ لِتَرْمِيمِهِ" (2مل 12: 11، 12)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وعندما انتهوا من أعمال الترميمات وكانت الفضة مازالت تتدفق على بيت الرب، بدأوا في عمل آنية ذهب وآنية فضة لبيت الرب، وهذا ما أوضحه سفر الأخبار جليًا عندما قال: "وَلَمَّا أَكْمَلُوا " أي عندما أكملوا الترميمات بدأوا في عمل هذه الآنية، ولاسيما أن الهيكل قد فرغت منه هذه الآنية بسبب تصرفات بعض الملوك السابقين، فرحبعام مثلًا أخذ خزائن بيت الرب ودفعها لشيشق ملك مصر (1مل 14: 26) وأيضًا آسا أخذ جميع الفضة والذهب الباقية في خزائن بيت الرب ودفعها لبنهدد ملك آرام (راجع 1مل 15: 18) وهكذا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1345.html
تقصير الرابط:
tak.la/h4nq7b5