يقول " علاء أبو بكر":
"كم كان عمر يهوآش حين ملك على
إسرائيل؟
سبع سنوات (2مل 11: 21) ملوك أطفال! فأين عقلاء الأمة؟! أين
أنبياؤهم؟ هل رضى الرب أن يحكم طفل في السابعة على شعبه المختار
وأنبيائه المصطفين؟"(1).
ج:
1- جاء في سفر الملوك: "كَانَ يَهُوآشُ ابْنَ سَبْعِ
سِنِينَ حِينَ مَلَكَ" (2مل 11: 21) وكان نظام الحكم في مملكة
يهوذا نظامًا ملكيًا محصور في أسرة مالكة واحدة، وهي أسرة
داود النبي والملك، وكان هناك وعدًا إلهيًّا أن المُلك سيكون في سبط
يهوذا، ولهذا دعوه بالسبط الملوكي، وأبينا يعقوب قبل موته تنبأ عن
هذا السبط قائلًا: "لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ
رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ
شُعُوبٍ"
(تك 49: 10) والمقصود بالقضيب هنا هو قضيب المُلك، فالمُلك
لا يزول
من سبط يهوذا إلاَّ عندما يأتي شيلون المسيا المنتظر مشتهى الأجيال
وملك السلام. وإن كان أول ملك على
إسرائيل
كان شاول وهو من سبط
بنيامين، فأنه جاء كحالة مؤقتة نظرًا لاستعجال الشعب لإقامة ملك
عليهم، وسمح الله بهذا حتى يعرف الشعب مدى الفارق بين شاول وداود،
وقد اختار الرب داود وهو بعد فتى صغير يرعى غنم أبيه، ومسحه
صموئيل النبي (1صم 16: 13) وأعطى الله عهدًا لداود أن نسله يحتفظ
بكرسي الملك قائلًا له: "كُرْسِيُّكَ يَكُونُ
ثَابِتًا إِلَى الأَبَدِ"
(2صم 7: 16) وعندما أوصى داود
ابنه
سليمان الوصية الوداعية
أوصاه بحفظ فرائض الرب ووصاياه " لِكَيْ يُقِيمَ الرَّبُّ
كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنِّي قَائِلًا... لاَ يُعْدَمُ
لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ
إِسْرَائِيلَ" (1مل 2: 4)
وبهذا الوعد تغنى
سليمان
في صلاته في تدشين الهيكل (2مل 8: 25)، وهناك صدى لهذا الوعد الإلهي في القرآن:
"يا داود إنا جعلناك
خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى" (سورة
ص 38: 26) ومن المعروف أن الخليفة يورث مُلكه لابنه، "وقَتَلَ داود جالُوت وأتاه الله المُلك والحكمة" (سورة
البقرة 2: 251).
2- كانت عثليا تقضي على النسل الملكي الداودي حين سفكت دماء
أحفادها لتنفرد بكرسي داود، وكأنها تتحدى إله داود الذي وعده
بحفظ المُلك في نسله، ولكن كان الله لها بالمرصاد، إذ أنقذ طفلًا
رضيعًا وهو يهوآش عن طريق عمته يهوشبع وزوجها يهوياداع الكاهن،
وأخفياه ست سنوات ملكت خلالها عثليا التي اغتصبت عرش داود وزرعت
عبادة البعل في مملكة يهوذا، وفي السنة السابعة رتب يهوياداع
الأمور جيدًا وأظهر يهوآش في هيكل الرب " وَأَخْرَجَ ابْنَ
الْمَلِكِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ التَّاجَ وَأَعْطَاهُ الشَّهَادَةَ،
فَمَلَّكُوهُ وَمَسَحُوهُ وَصَفَّقُوا وَقَالُوا: لِيَحْيَ
الْمَلِكُ"
(2مل 11: 12)، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
وعندما اكتشفت الملكة الأمر " شَقَّتْ
عَثَلْيَا ثِيَابَهَا وَصَرَخَتْ خِيَانَةٌ، خِيَانَةٌ" (2مل 11: 14) فأمر يهوياداع رؤساء المئات قواد الجيش بالقبض
عليها وإخراجها من بيت الرب وقتلها.
ومن الطبيعي أن صبي في السابعة لا يستطيع أن يمسك بزمام الحكم، ولا يستطيع أن يتصرف في أمور المملكة، ولكن كانت هناك يد أمينة
بجواره تدبر الأمور حسنًا، وهي يد يهوياداع كاهن العلي الرجل
الأمين تجاه إلهه وتجاه ملكه وتجاه وطنه، وشهد له الكتاب عندما
قال " وَعَمِلَ يَهُوآشُ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ
الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِهِ الَّتِي فِيهَا عَلَّمَهُ يَهُويَادَاعُ
الْكَاهِنُ"
(2مل 12: 2).. " وَشَاخَ يَهُويَادَاعُ وَشَبعَ مِنَ
الأَيَّامِ وَمَاتَ. كَانَ ابْنَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً
عِنْدَ وَفَاتِهِ" (2أي 24: 15).
_____
(1)
البهريز في
الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 446 ص 319.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1343.html
تقصير الرابط:
tak.la/zb2p6j6