كما يقول " علاء أبو بكر " أيضًا:
"كيف خلط الرب الأنساب ونسى من خلق؟ {وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ
اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ... وَاسْمُ أُمِّهِ
عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ
إِسْرَائِيلَ}
(2مل 8: 26) أي أن عثليا بنت عمري هي أم أخزيا، وتزوج يهورام
من عثليا بنت عمري {وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ
إِسْرَائِيلَ... لأَنَّ بِنْتَ أخآب كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً... }
(2مل 8: 18) {وَاضْطَجَعَ عُمْرِي... وَمَلَكَ أخآب
ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ}
(1مل 16: 28) إذًا فأخآب هو ابن عمري، وبذلك تكون عثليا بنت عمري
أخته وليست إبنته"(2).
ج: 1- أراد يهوشافاط ملك يهوذا الصالح أن يصنع صلحًا مع
مملكة إسرائيل، بعد حروب دامت نحو ستين عامًا بين المملكتين، وكان من
عادات ذاك الزمان أن معاهدات الصلح تنتهي بالمصاهرة، ولذلك تزوَّج
يهورام بن يهوشافاط بعثليا بنت أخآب، وربما كان ليهوشافاط نظرة
مستقبلية في توحيد المملكتين على يد ابنه يهورام بعد موت أخآب،
فأنه هو الوريث الشرعي لمملكة يهوذا، وهو صهر أخآب ملك
إسرائيل،
فربما تشأ الأقدار أن تتحد المملكتان تحت مُلك يهورام، وجاء في
سفر الأخبار " وَكَانَ لِيَهُوشَافَاطَ غِنًى وَكَرَامَةٌ
بِكَثْرَةٍ. وَصَاهَرَ أخآب" (2أي 18: 1) وفي هذا أخطأ
يهوشافاط لأنه ربط نفسه بمصدر الشر أخآب وإيزابل، وكان يمكنه أن
يصنع هذا السلام دون التورط في مصاهرة ذاك الملك الشرير الذي أوقعه
في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وكاد يُقتل بيد جنود آرام
(1مل 22: 32، 33). كما أن دخول عثليا إلى مملكة يهوذا كان بشير
شؤم، إذ حاولت جاهدة على نشر شر أبيها وأمها في المملكة وزرعت
عبادة البعل في
أورشليم، في الوقت الذي كان فيه يهورام أخيها
يجتهد لإقتلاع عبادة البعل من المملكة الشمالية. وخاب ظن يهوشافاط
الذي توقع أن عثليا تسلك سلوك بنات يهوذا، فإذ بها تجتذب زوجها
يهورام ثم إبنها أخزيا إلى عبادة الأوثان، حتى قال الكتاب عن
زوجها يهورام بن يهوشافاط " وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ
إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أخآب، لأَنَّ بِنْتَ أخآب
كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ"
(2مل 8: 18). وعندما تكلم الكتاب عن أخزيا الابن
الشرير ربط بينه وبين أمة " عثليا " وجده والد أمه " أخآب " وجده
الأكبر " عمري " فجميعهم متجذّرون في الشر، فقال الكتاب عن أخزيا
ملك يهوذا " وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي
مَلِكِ
إِسْرَائِيلَ. وَسَارَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ أخآب، وَعَمِلَ
الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كَبَيْتِ أخآب، لأَنَّهُ كَانَ
صِهْرَ بَيْتِ أخآب" (2مل 8: 26، 27).. لاحظ أن
الكتاب ربط بين الشخصيات الأربعة، وفي سفر ميخا عاتب الله شعبه
على عبادتهم الباطلة قائلًا " وتحفظ فرائض عمري وجميع أعمال
بيت أخآب. وتسلكون بمشوراتهم" (مي 6: 26).
ويقول " القس وليم مارش": "بِنْتَ أخآب
كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً: وهي عثليا التي أبادت جميع النسل
الملكي ليهوذا ماعدا يوآش الذي خبأته عمته (2مل 11: 1) وكانت عثليا
كإيزابل، وكان يهوشافاط قد أفتكر أنه يقوّي مملكته بإتحاده مع
مملكة إسرائيل، وأما الإتحاد مع الأشرار فلا ينتج منه إلاَّ
ضعف وخراب"(3).
وجاء في " التفسير التطبيقي":
"رتب الملك يهوشافاط زواج ابنه يهورام من عثليا ابنة أخآب وإيزابل
الشريرين. وسارت عثليا على نهج المملكة الشمالية في عبادة الأوثان،
فأدخلت عبادة البعل إلى يهوذا. وهكذا بدأت المملكة الجنوبية في
الانحدار. وعندما مات يهورام، أصبح ابنه أخزيا ملكًا، وعندما قتل
أخزيا في المعركة قتلت عثليا كل أحفادها، وجعلت من نفسها ملكة (2مل
11: 1 - 3). ربما كان لزواج يهورام فوائد سياسية، ولكنه كان ضربة
قاضية روحيًا"(4).
2- لا يظن أحد أن الكاتب أخطأ عندما قال تارة أن عثليا بنت أخآب،
وتارة أخرى أنها بنت عمري، لأن المعلومتان جاءتا في إصحاح واحد،
ومتقاربتان جدًا، لا يفصل بينهما سوى سبع آيات فقط، إنما فعل
الكاتب هذا عن قصد، فنسب عثليا تارة إلى أبيها " أخآب " الملك
الشرير، وتارة إلى جدها " عمري " أيضًا الملك الشرير، وكأنه يريد
أن يقول أنها متجذّرة في الشر أبًا عن جد، كما أن نسبة الابن لأبيه
أو جده أمر اعتدنا عليه في
الكتاب المقدَّس.
ويقول " القس وليم مارش": "بنت عمري: كانت بنت
أخآب بن عمري وكان لعمري اعتبار خصوصي لأنه كان الأول في سلسلة
ملوك هم أخآب وأخزيا ويورام... وبواسطة ابنته عثليا صار من أسلاف
ملوك يهوذا أيضًا، واشتهر في الحروب وله اسم في الكتابات الأشورية،
وفرائض عمري مذكورة في (مي 6: 16)"(5).
ويقول "
الأرشيدياكون نجيب جرجس
" عن أخزيا " وأمه كانت (عثليا) ابنة أخآب الشرير، ونُسبت إلى
(عمري) جدها، لأنه المؤسّس لبيت عمري والمؤسّس للسامرة عاصمة
إسرائيل،
وكانوا يدعون الجد أبًا في كثير من الأحيان"(6).
_____
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) البهريز جـ 1 س 443.
(2) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ1 س 440 ص 313.
(3) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (ب) ص 389.
(4) التفسير التطبيقي ص 796.
(5) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (ب) ص 391.
(6) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الملوك الثاني ص 108.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1335.html
تقصير الرابط:
tak.la/mgy92q2