St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1336- هل ملك يهوذا هو أخزيا (2مل 8: 24، 26) أم أنه يهواحاز (2أي 21: 17)؟ وهل ملك في السنة 12 من ملك يورام بن أخآب ملك إسرائيل (2مل 8: 25) أم في السنة الحادية عشر ليورام (2مل 9: 29)؟

 

          ويقول " علاء أبو بكر": "متى تولى أخزيا بن يهورام الحكم في السنة الثانية عشر من حكم يهورام ملك إسرائيل (2مل 8: 25) أم في السنة الحادية عشر من حكم يهورام ملك إسرائيل (2مل 9: 29)؟

وتؤكد دائرة المعارف الكتابية هذا الخطأ في الكتاب وتضارب النسخ المختلفة مع بعضها البعض، الأمر الذي يؤكد أنها لم تصدر عن الله سبحانه وتعالى، وأنها كتبت من ذاكرة الكتبة، فتقول: {وأخزيا هو الابن الأصغر للملك يهورام بن يهوشافاط، وقد بدأ حكمه في السنة الثانية عشرة ليورام ملك إسرائيل (2مل 8: 25) لكن في (2مل 9: 29) يذكر أنه ملك في السنة الحادية عشرة ليورام بن أخآب، ويبدو أن الأول حسب الأسلوب العبري، أما الثانية فحسب الأسلوب اليوناني في حساب السنين، إذ يذكر في الترجمة السبعينية في (2مل 8: 25) على أنه " ملك في السنة الحادية عشرة "}.. والغريب في تبريرات هذا الكتاب (دائرة المعارف) أنه يضع في المقدمة جهل من يقرأ موسوعته وأنه لا يوجد باحث واحد يمكنه تتبع صدق كلامه من كذبه... الغريب أيضًا أنه لا يعي تضارب وتعدد النسخ للموضوع الواحد، ولا يهتم بالاختلافات الجلية بين هذه المخطوطات، ولا يدرك أن المُوحَى به من عند الله لا يمكن أن يختلف ولو في نقطة واحدة!"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Ahaziah (Ochozia), King of Judah, son and successor of Jehoram - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493. صورة في موقع الأنبا تكلا: أخزيا ملك يهوذا، ابن يهورام وعثليا - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

St-Takla.org Image: Ahaziah (Ochozia), King of Judah, son and successor of Jehoram - from The Nuremberg Chronicle, book by Hartmann Schedel, 1493.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أخزيا ملك يهوذا، ابن يهورام وعثليا - من كتاب تاريخ نورنبيرج، بقلم هارتمان شيدل، 1493 م.

ج: 1- معنى اسم " أخزيا " أي " من يسنده الرب أو من يمسكه الرب" (دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 126)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبحسب قاموس سترونج " يهوه يستولي " وبحسب قاموس برون " يهوه إستولى " ودعى أخزيا في عدة مواضع من الكتاب مثل (2مل 8: 24 - 29، 9: 16 - 29، 2 أي 22: 1 - 9) كما دُعي باسم "يهوأحاز" في (2أي 21: 17؛ 25: 23) وفي العبرية جاء الاسم " يهواخاز " ويعني أيضًا بحسب قاموس سترونح "يهوه يستولي" وبحسب قاموس برون "يهوه استولى" وهو نفس معنى أخزيا، فالاسمان لهما معنى واحد، فسواء "يا" في اسم أخزيا، أو " يهو " في اسم يهواحاز فكليهما بمعنى يهوه، وسواء " أخز " في اسم أخزيا، أو "أخاز" في اسم يهواخاز بمعنى يستولي أو استولى، فمعنى اسم أخزيا أو يهواخاز "يستولي يهوه" أو "يهوه استولى"، فيمكن تقديم أو تأخير أحد المقطعين دون الإخلال بمعنى الاسم، فإذا جاء اسم يهوه في المقطع الثاني نُطق "يا" وهو اختصار يهوه، مثلما جاء في أسماء أخزيا، وإشعياء، وأرميا، وعوبديا، وإذا كان اسم يهوه في المقطع الأول نُطق كاملا " يهو " مثلما جاء في يهواخاز، أو يهورام، أو يهوشافاط. لقد افترض الناقد وجود شخصين هما أخزيا، يهوأخاز، والحقيقة أنه شخص واحد له اسمان.

 

2- جاء في سفر الملوك: "فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ بْنِ أخآب مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا" (2مل 8: 25) وفي الإصحاح التالي مباشرة " فِي السَّنَةِ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ بْنِ أخآب، مَلَكَ أَخَزْيَا عَلَى يَهُوذَا" (2مل 9: 29).. فما سر هذا الخلاف؟

     عندما قال الكاتب " فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ " احتسب السنة التي تم فيها تنصيب يورام، وعندما قال في الإصحاح التالي "فِي السَّنَةِ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ" احتسب المدة من السنة التالية لسنة التنصيب، وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ: 841 ق.م. تقريبًا، في (2مل 9: 29) تحسب السنة الأولى من حكم يورام سنة تنصيبه وحُسبت السنة الثانية وكأنها السنة الأولى لمُلكه، وأما هنا فسنة تنصيبه ملكًا تُحتسب السنة الأولى لحكمه"(2).

     ويقول " القمص تادرس يعقوب": "جاء في (2مل 8: 25) أن أخزيا بن يورام صار ملكًا على يهوذا في السنة الثانية عشر من مُلك يورام بن أخآب ملك إسرائيل، ومع ذلك ورد في (2مل 9: 29) أن أخزيا مَلَكَ على يهوذا في السنة الحادية عشر من مُلك يورام على إسرائيل. أين الصواب؟

     كلاهما صحيح، الاختلاف نابع هنا من طريقة حساب مدة المُلك في إسرائيل ويهوذا. في أثناء مُلك أخزيا ليهوذا كان النظام المتبع لحساب سنين المُلك هو نظام " سنة التنصيب - accession - year " حيث أن أول سنة رسمية للملك لا تبدأ إلاَّ عند بداية السنة الجديدة بعد الجلوس على العرش. أما النظام المتبع في إسرائيل هو "سنة اللاتنصيب non accession - year" والذي فيه تُحسب السنة التي يستلم فيها الملك العرش هي السنة الأولى الرسمية لمُلكه. وبالتالي تكون السنة الحادية عشر بحسب نظام سنة التولية توافق السنة الثانية عشر بحسب النظام الآخر"(3).

     وربما الذي شجع الكاتب على استخدام هذا النهج بالنسبة لأخزيا أن الاحتفالات بتنصيبه ملكًا استغرقت عدة أسابيع بدأت بالأيام الأخيرة من السنة الحادية عشر لحكم يورام على إسرائيل، وامتدت للأيام الأولى من السنة الثانية عشر لحكم يورام.

 

3-  لم تذكر ولم تؤكد دائرة المعارف الكتابية أن هناك تضارب بين النسخ المختلفة للكتاب المقدَّس، إنما صرَّحت بأن ما جاء في (2مل 8: 25) جاء بحسب الأسلوب العبري، وما جاء في (2مل 9: 29) جاء بحسب الأسلوب اليوناني في حساب السنين، فورد في الترجمة السبعينية أن أخزيا مَلَكَ في السنة الحادية عشرة، هذا ما ورد في دائرة المعارف. أما "علاء أبو بكر" فأخذ يهاجم الكتاب المقدَّس ويؤكد أنه ليس من الله، كما هاجم دائرة المعارف وقال أن كاتبها " لا يعي تضارب وتعدد النسخ للموضوع الواحد، ولا يهتم بالاختلافات الجدية بين هذه المخطوطات، ولا يدرك أن المُوحَى به من عند الله لا يمكن أن يختلف ولو في نقطة واحدة " وتغافل تمامًا قصة جمع القرآن، وأيضًا عندما ذهبوا لدفن الرسول وبعد عودتهم وجدوا داجن بيت الرسول قد أكل قطعة من الرق كان مسجل عليها آيات قرآنية، كما تجاهل "علاء أبو بكر" قصة حرق المصاحف، نظرًا للاختلافات التي كانت بين قرآن عثمان وقرآن أبي بن كعب، وقرآن عبد الله بن مسعود، وقرآن أبي موسى الأشعري، حتى اختلف الناس مع بعضهم البعض في الأمصار، ووصل الحد إلى تكفير بعضهم البعض، وكادت تكون فتنة في الأرض وفساد كبير، ولاسيما أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وتلك القراءات لم تكن معروفة في الأمصار، فاستصرخ القادة عثمان بن عفان ليستدرك الأمة قبل أن تتقاتل، فأمر عثمان بأخذ المصحف من "حفظة"، ونسخوا منه أعداد ضخمة، وزعوها على الأمصار، مع أوامر مشدَّدة بحرق أي قرآن سواها، ودُعي هذا المصحف بمصحف عثمان فأصبحت بقية المصاحف مثل مصحف أبن مسعود، ومصحف أبي بن كعب، ومصحف عائشة ومصحف علي ومصحف سالم مولى أبي حذيقة في خبر كان، فبعضها غُسل بالماء والآخر أُحرق بالنار، وخلى مصحف عثمان من سورتي الخلع والحفد اللتان كانتا في مصحف أبي بن كعب، وأيضًا تجاهل " علاء أبو بكر " الاختلاف القائم للآن في عدد السور بين القرآن الذي في أيدي السنة والقرآن الذي في أيدي الشيعة... فلماذا يكيل بمكيالين. أن هذا يذكرني بطرفة ظريفة إذ ذهب شخص يستفتي شيخًا عن حكم الدين في جدار بال عليه كلب، فقال: لا بُد أن يُهدم ويُبنى غيره، وعندما قال أنه الجدار الفاصل بين بيتي وبيتك يا مولانا، فاستدرك الأمر قائلًا: قليل من الماء يطهره.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 443 ص 316، 317.

(2) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 881.

(3) تفسير سفر الملوك الثاني ص 252، 253.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1336.html

تقصير الرابط:
tak.la/77z23dc