St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1245- هل عندما جعل سليمان له أثنى عشر وكيلًا يمتارون على قصر الملك كل منهم شهرًا (1مل 4: 7-18) أعفى سبط يهوذا من هذا؟

 

          يقول " زينون كوسيدوفسكي": "فقد قسم البلاد إلى اثني عشر إدارة (أو دائرة) وفرض على كل منها تقديم المواد التموينية لحاجات القصر والجيش، ومن الملاحظ أن اسم يهوذا لم يرد في قائمة الدوائر، تلك دلالة على أنها كانت معفاة من الضرائب، فهي قبيلة داود وسليمان، وما كان لمثل تلك الأفضلية إلاَّ أن تُولِد الغضب في نفوس القبائل الأخرى، وخصوصًا قبيلة أفرايم التي طالما شكلت ندًا قويًا ليهوذا في الصراع على السلطة في إسرائيل"(1).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- عندما أعفى سليمان سبطه من تقديم المؤونة للقصر، ربما كان هذا السبط، سبط يهوذا، يتحمل أعباء أخرى، فمثلًا كان العاملون والخدم والطباخات والخبازات.. إلخ. جميعهم من سبط يهوذا، يعملون طوال العام في القصر على دفعات متتالية، فنحن لا نملك كافة التفاصيل حتى نحكم حكمًا سليمًا على الموقف، وعما إذا كان سليمان منح سبطه امتيازات خاصة فلم يقع على عاتقه أي التزامات للقصر، مع أنه كان من الشرف أن يقدم أي سبط مؤونة شهر للقصر الملكي، فإن هذا يرضي كرم وشهامة الرجل الشرقي، وبمفهوم العهد الجديد " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (أع 20: 35) حتى وإن نظر البعض لهذا الأمر على أنه تحيُّز ومحاباة من سليمان لسبطه، فنحن نقول أن سليمان مجرد إنسان، ولا يوجد إنسان معصوم من الخطأ.

 

2- اختلفت مساحات الأراضي الزراعية ومدى خصوبتها بين الأسباط، ولذلك لم يلتزم سليمان بالتقسيم التقليدي للأسباط، إنما وضع تقسيمًا يتمشى مع غنى هذه المناطق، وجاء في "الكتاب المقدَّس الدراسي": "عيَّن سليمان أثنى عشر وكيلًا. غالبًا لم تكن المناطق الاثني عشر المذكورة هنا موازية لمناطق مدن أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، لأن الإنتاج الزراعي للأسباط كان متفاوتًا جدًا. ولكن قرار سليمان الإداري انتهك الحدود التقليدية بين الأسباط، وربما أجج بعض التحزبات القبلية القديمة، وهذا أحد أسباب انقسام هذه المملكة الموحدة"(2).

 

3- يقول " القمص تادرس يعقوب": "استخدم سليمان الحكيم نظامًا أشبه بنظام المحافظات، فقسم إسرائيل إلى اثني عشر محافظة، وأقام محافظًا أو وكيلا على كل قسم. عمل المحافظ الرئيسي هو أن يمد القصر الملكي بالمواد الغذائية (ع 27)، وأن يجمع الضرائب من أجل مشروعات سليمان (ع 22 - 23)، وللإنفاق على الجيش الضخم (ع 26، 28) وبناء الهيكل.. كانت كل محافظة تُعرف بالمدينة الكبرى (العاصمة) ويُلاحظ أنه لم يقم محافظًا على نصيب يهوذا، ربما كنوع من الامتياز للسبط الملكي"(3).

     ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "كان البيت الملكي يستهلك مقادير وفيرة من المئونة والأطعمة كما نرى في (ع 22، 23) وكان الوكلاء يجمعون هذه المؤن من الشعب في الغالب مجانًا، وإن كان هذا مرهقًا للشعب إلى حد ما إلاَّ أنهم كانوا يقدمونه برضى وسرور في أيام سليمان بالنسبة لوفرة الخير والرخاء في عهده (ع 27)"(4).

 

4- يقول " الأب متى المسكين": "وأسَّس سليمان نظام الضرائب على شعب إسرائيل، بالإضافة إلى الجزية التي كانت تأتيه من المدن والشعوب الخاضعة لسلطانه. وقسَّم شمال إسرائيل (لم يذكر يهوذا) إلى اثني عشر محافظة أو إقليم أقام عليها اثني عشر وكيلًا، كل وكيل كان عليه تقديم كل تموينات ومستلزمات الملك وكل بيته شهرًا.. وقد وحَّد سليمان البلاد تحت مظلة الاكتفاء الاقتصادي بل والغنى حتى عمَّ الفرح البلاد كلها " وَكَانَ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلُ كَثِيرِينَ كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى الْبَحْرِ فِي الْكَثْرَةِ. يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَفْرَحُونَ" (1مل 4: 20). وقد أُكتشف حديثًا نظام التدبير أو الاقتصاد المركزي للبلاد -بحسب ما وُجد في بيت شمس التي كانت من نصيب سبط دان- إذ أكتُشف فيها مقر المدبّر أو القائد أو الوكيل العام الذي كان موكَّلًا عليها واسمه " ابن ديكر " أو دِقَر(5) وبجوار مركزه وُجِد مبنى ضخم عبارة عن دهاليز سميكة الحوائط وأسقف عالية هي عبارة عن المخازن التي يُجمع فيها المحاصيل، وهي عينة من مدن المخازن التي جاءت في الكتاب، كما وُجِد في لاخيش نفس الطراز.

     ولكن باستطلاع زمن هذه المخازن من الشقافة والحفائر وُجِد أنها من زمن داود. ومن هذا ندرك تمامًا لماذا جاء في تاريخ سليمان أنه قام ببناء مدن المخازن في الشمال أي في إسرائيل ولم يذكر يهوذا، هذا لأن داود كان قد أستكمل بناء هذه المخازن في أيامه"(6).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) ترجمة د. محمد مخلوف - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 296.

(2) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 782.

(3) تفسير سفر الملوك الأول ص 115، 116.

(4) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الملوك الأول ص 51، 52.

(5) Ernest Wrigtt, Biblical Archaedogy P. 76.

(6) تاريخ إسرائيل من واقع نصوص التوراة والأسفار وكتب ما بين العهدين ص 93 - 95.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1245.html

تقصير الرابط:
tak.la/sr6fd33