يعلق " محمد قاسم " على قول أم سليمان لزوجها داود " أما حلفتَ يا سيدي الملك أن سليمان ابنك يملك بعدك ويجلس على كرسيك " فيقول: "إن طريقة عرض هذا الحدث توضح أن داود لم يكن قد حلف لتمليك سليمان، وإنما أوحوا لداود أنه قد حلف بذلك مستغلين كبر سنه وضعف ذاكرته، بينما في (1أي 22: 9) في نبوءة لداود بأن سليمان هو الذي سيبني بيتًا للرب وإن الرب يثبت مملكته إلى الأبد"(1).
ج: 1- لم يذكر الكتاب أن داود أقسم لسليمان أنه يملك بعده، وصمت الكتاب لا يعني على الإطلاق نفي هذا الحدث، وكان للناقد الحق كل الحق لو أن الكتاب نفى صراحة قسم داود لسليمان ثم جاء ما يناقض هذا، والحقيقة أن من يدرس الموضوع سيُغلّب حلف داود لبثشبع، بدليل تصديق داود على قول بثشبع: "فَحَلَفَ الْمَلِكُ وَقَالَ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي فَدَى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقَةٍ، إِنَّهُ كَمَا حَلَفْتُ لَكِ بِالرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي، وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي عِوَضًا عَنِّي، كَذلِكَ أَفْعَلُ هذَا الْيَوْمَ" (1مل 1: 29، 30).
2- ليس مُلك سليمان وليد لفظ أو لحظة أو وهم، إنما هو أمر له جذوره في الكتاب المقدَّس، فمثلًا قال الله لداود: "مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ" (2صم 7: 12، 13) فواضح تمامًا أن الذي سيبني الهيكل هو الذي سيتولى كرسي المُلك، وهناك وعد إلهي بتثبيت مملكته، وفي سفر الأخبار ذكر داود هذا الوعد مفصحًا أن الله قد أخبره باسمه وهو سليمان، فقال داود في وصيته لابنه: "فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا... هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ، وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ، لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَمًا وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا، وَأَنَا لَهُ أَبًا وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ" (1أي 22: 8 - 10) فالرب قد ذكر اسمه صراحة لداود، بل وربط بين اسمه " سليمان " وبين السلام الذي يسود عصره، فبيت الله مُرتبط بالسلام.
3- يقول " القمص تادرس يعقوب": "بلا شك كان أدونيا يعلم بالقسم الذي نطق به والده أمام بثشبع بأن ابنها سليمان يكون وارثًا له على كرسيه، لهذا عندما خطط للملك لم يدعُ سليمان ولا ناثان النبي وبناياهو والجبابرة الذي سمعوا بالقسم وكانوا متحالفين مع داود على إقامة سليمان ملكًا"(2).
_____
(1) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 407.
(2) تفسير سفر الملوك الأول ص 52.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1236.html
تقصير الرابط:
tak.la/9sj42dg