St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1213- كيف يقتل داود النبي أولاده الخمسة من ميكال (2صم 21: 8، 9)؟ وهل ميكال أنجبت خمسة أولاد أم أنها لم تنجب حتى ماتت (2صم 6: 23)؟(1)

 

يقول " علاء أبو بكر": "أي هدف تعليمي أو تربوي أو أخلاقي نجده في أن داود يقتل أولاده الخمس؟ في (2صم 21: 8، 9) نجد أن داود قد أخذ بني ميكال (زوجته) الخمسة وأرسلهم للصلب مع أثنين آخرين، وهو مسجل هكذا في النسخة العربية وبعض النسخ الألمانية مثل Einheitsubersetzung لعام 1982م إلاَّ أنها عُدّلت في النسخ الألمانية الحديثة إلى: {الأولاد الخمسة الذين ولدتهم ميراب ابنة شاول} وكان ذلك حتى يرضى الرب ويمنع استمرار المجاعة التي دامت ثلاث سنوات. ومن المُسلَّم به أن ميكال زوجة داود وأخت ميراب الصغرى، فعُدلّت حتى لا يكون داود قد قتل أولاده، بل أولاد ميراب ابنة شاول الذي أراد الإمساك به وقتله. ولنرى سويًا مقدار تلاعب المترجمين بهذا النص (وأورد علاء أبو بكر ستة ترجمات للنص منها ثلاث وهي (ASV) و(KJV) و(GEB) قالت أنهم أولاد ميكال، وثلاث أخرى هي (BBE) و(CEV) و(GLB) قالت أنهم أولاد ميراب) أعتقد أنه لا يوجد عذر يغفر هذا التحريف!! وبذلك تسقط أيضًا محاولة القس الدكتور منيس عبد النور لتوفيق هذا التحريف، فقد أفترض أن ميراب أخت ميكال قد تزوجت أولًا، ثم ماتت وتزوج زوجها أختها، وأكرر أنه يفترض ذلك دون سند أو دليل كتابي. إلاَّ أن العلماء الغربيين كانوا أكثر جرأة وصراحة من الدكتور القس واعترفوا أنه خطأ في الكتاب وقاموا بتصحيحه بأنفسهم"(2).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- غضب الله على شعبه لأن شاول الملك قتل عدد كبير من الجبعونيين، فمنع المطر من السماء، وحلت بالشعب مجاعة شديدة، وعندما تضرع داود للرب وسأله عن سبب هذه المجاعة أخبره الرب أنها بسبب سفك شاول دماء الجبعونيين، وإن قال أحد أن بني إسرائيل الذين حلَّت بهم المجاعة لم يحنثوا بالقسم، لأنهم لم يقطعوا عهدًا أساسًا مع الجبعونيين. فما هو ذنبهم..؟ جاء في " كتاب السنن القويم": "لأجل شاول... لماذا جوَّع الله أناسًا لم يكونوا من الذين حلفوا للجبعونيين في القديم ولا من الذين خالفوا الحلف في زمان شاول. والجواب على هذا الاعتراض:

(1) أن الشعب شعب واحد، يموت أناس ويُولد أناس وأما شعب إسرائيل فيبقى قرنًا بعد قرن.

(2) أن الملك نائب الشعب والشعب يُعاقبون بسياسة الملك السيئة ويستفيدون من سياسته الصالحة.

(3) ربما أن الشعب في أيام داود أخطأوا إلى الجبعونيين أو غيرهم فاستحقوا تأديب الرب بسبب خطاياهم فضلًا عن خطايا شاول"(3).

 

2- عندما علم داود سبب المجاعة " قال داود للجبعونيين ماذا أفعل لكم وبماذا أكفّر فتباركوا نصيب الرب" (2صم 21: 3) أي أن ترضوا عن شعب الله وتغفرون له ما أصابكم منه ومن ملكه شاول، فقال الجبعونيين أن شاول لم يأخذ منا فضة ولا ذهب، وليس لنا أن نميت أحدًا في إسرائيل، فقال لهم داود: مهما طلبتم أنا أفعله لكم، فقالوا: "الرجل الذي أفنانا والذي تآمر علينا ليبيدنا لكي لا نُقيم في كل تخوم إسرائيل. فلنعطَ سبعة رجال من بنيه فنصلبهم للرب في جبعة شاول" (2صم 21: 5، 6) وأعطاهم داود داود ابني رصفة سرية شاول " وبني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل بن برزلاَّي المحولي" (2صم 21: 8).

 

3- هؤلاء الأبناء الخمسة هم أبناء "ميرب" أخت ميكال الكبرى، وكان شاول قد وعد داود أن يزوجه ميرب هذه، ولكن بسبب عدم رضائه عن داود نقض وعده وزوجها لعدرئيل: "وكان في وقت أعطاء ميرب ابنة شاول لداود أنها أُعطيت لعدرئيل المحولي امرأة" (1صم 18: 19)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ثم تزوج داود بميكال، غير أنها لم تنجب " ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها" (2صم 6: 23) وغالبًا ماتت ميرب فتولت ميكال تربيتهم فدُعيت أمهم، أو قد تكون أمهم ميرب ما زالت حيَّة ولكنها فضلت أن يتربى أولادها في بيت أختها ميكال زوجة الملك داود، وقول الكتاب عن أبناء ميرب أنهم أبناء ميكال يشبه قول يوسف عن " بلهة جارية راحيل" (تك 30: 7) أو ليئة خالته أنها أمه، في حلمه الذي رآه أن " الشمس والقمر وأحدى عشر كوكبًا سأجده له" (تك 37: 9) والشمس إشارة لأبيه، والقمر إشارة للأم، مع أن أمه كانت قد ماتت، وهذا الأمر معتاد حتى الآن حيث تتولى الخالة تربية أولاد أختها التي فارقت الحياة، وأيضًا تتولى الخالة العاقر تربية أولاد أختها التي مازالت على قيد الحياة.

ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "وخمسة أبناء لميرب الابنة الكبيرة لشاول التي كان أبوها قد زوجها لعدرئيل (1صم 18: 19) وينسبهم الوحي هنا إلى ميكال لأن ميكال كانت قد تبنتهم لأنه لم يكن لها أولاد، وربما كانت أمهم قد ماتت أو لم تزل على قيد الحياة، وكان لهم شرف الانتساب إلى ميكال لأنها زوجة للملك داود وفي مقام الملكة. وقد مرَّ بنا أن هناك مثلًا لهذا لأن يعقوب يقول ليوسف ابنه " ما هذا الحلم الذي حلمت. هل نأتي أنا وأمك وأخوتك لنسجد لك إلى الأرض" (تك 37: 10) مع أن أمه راحيل كانت قد ماتت وتبنته خالته ليئة أو بلهة جارية راحيل ودُعيت مربيته أمًا له"(4).

4- جاء في التفسير اليهودي "التنخ" Tanakh أن هؤلاء الأبناء الخمسة هم أبناء ميرب:

"8 Instead, the king took Armoni and Mephibosheth, the two sons that Rizpah daughier of Aiah bore to Saul, and the five sons that Merab daughter of Saul bore to Adriel son of Barzillai the Meholathite".

وجاء في الترجوم أن ميرب ولدتهم وميكال ربتهم:

وجاس في تفسير الراشي العبري:

"The five sons of Michal: Now did Michal bear them ? Did not Merab bera them ? We conclude that Merab bore them but Michal raised them and they therefore were coulled after her name; fore one who raises an orphan in his house is as if he had begotten them and he is called after his name"

وترجمتها: "خمسة أبناء ميكال هل أنجبتهم ميكال؟ ألم تنجبهم ميرب؟ من هذا نستنتج أن ميرب ولدتهم وميكال أنشأتهم ولذلك دُعوا على أسمها لأن (ويتكلم عن تقليد يهودي) الذي يربي اليتيم في بيته كما لو كان ولده ولهذا يُلقَب باسمه"(5).

 

5- الذين يحتجون بقول الكتاب عن هؤلاء الخمسة: "وبني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدريئيل " ويقولون قول الكتاب " ولدتهم " دليل كافٍ على أنها أمهم، مع أن تعبير " ولدتهم " له معنى أوسع من الولادة الجسدية وتستخدم بمعنى مجازي، فجاء في سفر إشعياء: "أنهضي أنهضي قومي يا أورشليم... ليس لها من يقودها من جميع البنين الذي ولدتهم وليس من يمسك بيدها من جميع البنين الذين ربَّتهم" (أش 51: 17، 18) فهو يقول من أورشليم أنها تلد بنين وتربيهم، كما جاء في سفر إشعياء: "من سمع مثل هذا. من رأى مثل هذه. هل تمخض بلاد في يوم واحد. أو تُلَد أمَّة دفعة واحدة. فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها" (أش 66: 8) وقال الله في سفر إشعياء: "ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا عليَّ" (أش 1: 2) وجاء في سفر صفينا: "قبل ولادة القضاء كالعُصافة عبر اليوم" (صف 2: 2) وجاء في سفر أيوب عن الشرير: "حبل شقاوة وولد أثمًا" (أي 15: 35).. " صقيع السماء من وَلَدَه؟" (أي 38: 28) فكلمة ولادة أُطلقت على أورشليم وصهيون والأمة والقضاء والإثم والصقيع... إلخ.

 

6- الترجمات التي غيرت اسم "ميكال" إلى "ميرب" فعلت ذلك ظنًا من الذين قاموا بالترجمة أن الناسخ أخطأ في كتابة الاسم، فأرادوا توضيح الحقيقة بأجلى بيان والتأكيد على أن الأبناء الخمسة هم أبناء ميرب وليسوا أبناء ميكال، وهذا يتفق تمامًا مع الترجمات التي بين أيدينا أن هؤلاء الأبناء هم أبناء ميكال، ولأنه في نفس الترجمة جاء: "ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها" (2صم 6: 23) فواضح أن ميكال أمهم بالتبني، فميراب ولدتهم وميكال ربَّتهم، إذًا المعنى في الترجمتين واحد، أحداهما أوضحت أن ميكال أمهم بالتبني والأخرى أوضحت أن ميراب أمهم التي ولدتهم.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ 1 س383، س416.

(2) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س242 ص 168 - 170.

(3) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (أ) ص 222.

(4) تفسير الكتاب المقدَّس - تفسير صموئيل الثاني ص 205.

(5) راجع موقع هوليبايبيل.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1213.html

تقصير الرابط:
tak.la/r6f5h53