St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1161- كيف يخرج داود مع أخيش الفلسطيني لمحاربة الملك شاول وبني إسرائيل (1صم 29: 2)؟ وكيف يحلف "أخيش" الملك الوثني لداود قائلًا "حي هو الرب" (1صم 29: 6)؟ وأي رب يقصد؟

 

ج: 1- عندما طلب " أخيش " ملك جت الفلسطيني من داود أن يخرج معه لحرب بني إسرائيل قائلًا له: "أعلم يقينًا أنك ستخرج معي في الجيش أنت ورجالك" (1صم 28: 1) صُدم داود بالرغم من أنه كان يتوقع هذا الطلب من أخيش، لأنه كان متتبعًا الموقف بدقة، ولم يجبه داود بالإيجاب ولا بالسلب، إنما أجاب بدهاء قائلًا: "أنت ستعلم ما يفعل عبدك" (1صم 28: 2) فداود لا يتصوَّر على الإطلاق نفسه في موقف الخائن لإلهه، والمُنقلب على شعبه، وكيف يمد يده على مسيح الرب شاول؟! أو كيف يقتل حبيبه وصديق عمره يوناثان؟! وحانت ساعة الانطلاق لساحة الوغي وتحرك جيش الفلسطينيين من شونم نحو الجنوب إلى أفيق بالقرب من معسكر شاول الذي انتقل من جبل جلبوع إلى يزرعيل، ولم يجد داود مناصًا من الخروج مع أخيش "وعبر أقطاب الفلسطينيين مئات وألوف وعبر داود ورجاله في الساقة مع أخيش" (1صم 29: 2) والساقة هي مؤخرة الجيش، أما داود فكان يصرخ من أعماقه لكيما يخلصه الله من تلك الشدة، إذ هو بين نارين، لو رفض الخروج مع جيش أخيش إذًا فهو خائن، وإذ خرج مع هذا الجيش كيف يحارب بني شعبه..؟! واستمعت السماء لصرخات الجبار، وإذ بملوك الفلسطينيين يعترضون على خروج داود ورجاله لئلا ينقلبوا عليهم، فرضخ لهم أخيش وأعاده قائلًا له: "حي هو الرب أنك أنت مستقيم وخروجك ودخولك معي في الجيش صالح في عيني لأني لم أجد فيك شرًا من يوم جئت إليَّ إلى هذا اليوم... فالآن ارجع بسلام" (1صم 29: 6، 7) ومرة أخرى يتظاهر داود بأنه متأثر من هذا القرار الذي يمنعه من محاربة أعداء الملك " فقال داود لأخيش فماذا عملت وماذا وجدت في عبدك من يوم صرت أمامك إلى اليوم حتى لا آتي وأحارب أعداء سيدي الملك. فأجاب أخيش وقال لداود علمت أنك صالح في عينيَّ كملاك الله" (1صم 29: 8، 9).

 

2- عندما حلف أخيش لداود قائلًا: "حي هو الربُّ" (1صم 29: 6) لم يوضح أي رب يقصد، فربما قصد بالرب إلهه الذي يعبده ويؤمن به ويقسم باسمه، وربما قصد الرب الذي يعبده داود، كنوع من المجاملة والاعتذار لداود لأنه أعاده من الطريق ومنعه من اصطحابه إلى ساحة الحرب، معتبرًا أن إله داود هو واحد من الآلهة العديدة التي تعبدها تلك الشعوب، وهذا الموقف يشبه موقف "أدوني بازق" عندما قال: "كما فعلت كذلك جازاني الله" (قض 1: 7) وقد يكون قصد الإله الذي يعبده هو أو إله إسرائيل الحي، كما أعترف فرعون من قبل عندما قال لموسى: "الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار" (خر 9: 27)(1).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) راجع مدارس النقد جـ 8 س 982.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1161.html

تقصير الرابط:
tak.la/v937dhh