يقول " ليوتاكسل": "قال فولتير في هذا السياق {لو كانت هذه الرواية في أي كتاب آخر، غير الكتاب المقدَّس، لعدت مجرد خرافة عادية، بل وسيئة البناء ولكن بما أن المؤلف هنا هو " الروح القدس " فالخرافة تستحق التعظيم كغيرها من هراء هذا المؤلف} أما فيما يخص اللاهوتيون، فإنهم لا يشكون في صحة حدوث المشهد، ولكنهم لا يعرفون بالضبط، من هو الشخص الذي استدعته المشعوذة، فالقديس يوستين يسلّم في " حوار مع تريفو اليهودي " بأن السحرة من الأزمنة الماضية كانوا يستدعون أرواح الأنبياء والصديقين بإذن خاص من يهوه... فحسب القديس يوستين إذًا، أنه لا شيء يمنع رؤية ساحرة عين دور لروح صموئيل نفسها.
أما الأب المقدَّس الآخر أوربغين فقد ذهب أبعد من أخيه في الرب بكثير، فالساحرة لم تستدع روح صموئيل وحسب، بل استدعت جسده أيضًا، وإلاَّ لما استطاعت أن ترى الملابس البيضاء التي كان يرتديها. ويطرح هذا الأمر سؤالًا فضوليًا آخر: هل يرتدون الملابس في جهنم أي ملابس؟ وهل كانت لديهم فيها ملابس ضد الاحتراق؟ أما الآن" (فإن) اللاهوتيون المعاصرون... يؤكدون أن المشعوذة استدعت شيطانًا أدعى أنه صموئيل ولكن النص التوراتي يدحض هذه الشروحات السفسطائية، وهو يكرر غير مرة: "وقال صموئيل لشاول" و"خاف شاول من كلام صموئيل " وأخيرًا يسأل صموئيل شاول: "لماذا أقلقتني ؟"(1).
أما " جيمس فريزر " فراح يحكي عشرات القصص عن تحضير الأرواح في الأماكن المختلفة وكأن الكتاب المقدَّس أقتبس من تلك الأساطير(2).
ج: هناك رأيان في شخصية من ظهر للعرَّافة، فالبعض قال أنه صموئيل النبي وقد حضر بسماح من الله وليس بقدرة العرَّافة والجان، وقال آخرون أنها روح شيطانية تقمصت شخصية صموئيل النبي، فدعنا يا صديقي نعرض لحجج كل فريق من الفريقين:
أولًا: حجج القائلين بأن من ظهر روح صموئيل النبي:
1- أن روح صموئيل قد حضرت قبل أن تقوم العرَّافة بأية طقوس، فبمجرد أن طلب شاول من العرَّافة أن تُحضِر له روح صموئيل النبي رأت العرَّافة على الفور روح صموئيل صاعدة بمجد، وليس كمثل بقية الأرواح الشيطانية التي اعتادت عليها، حتى أنها انزعجت وصرخت: "فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم وكلَّمت المرأة شاول قائلة لماذا خدعتني وأنت شاول" (1صم 28: 12).. لقد تعرَّفت على شخصية شاول الذي ذهب إليها مُتنكّرًا... فمن أخبرها بهذا؟!
2- لو كانت المرأة هي التي أحضرت الروح لعرفت من هي هذه الروح، ولكنها لم تعرف، ووصفتها لشاول بالآلهة قائلة: "رأيت آلهة يصعدون من الأرض. فقال ما هي صورته. فقالت رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة. فعلم شاول أنه صموئيل" (1صم 28: 13، 14) وليس معنى قولها " آلهة " أنها رأت جمع، لأن الكلمة في العبرية تُطلق على المفرد، وتُطلق على ما هو إلهي وما هو بشري أيضًا، ويقول " القس منسى يوحنا": "اللفظة العبرانية المترجمة (آلهة) بمعنى المفرد وإن كانت بصيغة الجمع، والدليل على ذلك أن شاول قال لها "ما هي صورته" (ع 14) واللفظة ليس مدلولها الألوهية فقط، بل تُطلق أحيانًا على المخلوق على سبيل الإجلال والتعظيم فلذلك دعت تلك المرأة صموئيل النبي آلهة"(3).
3- يظهر من النص الكتابي أن المتحدث هو صموئيل الذي قال لشاول: "لماذا أقلقتِني بإصعادك إياي" (1صم 28: 15) وليس معنى هذا أن شاول هو الذي أحضر روح صموئيل عن طريق العرَّافة، ولكن المعنى أنه بسبب شاول أمر الله روح صموئيل بالحضور أمام العرَّافة ليخبر شاول بنهايته المأساوية.
4- كان الهدف من ظهور روح صموئيل هو ضبط شاول متلبسًا بالتجاءه للعرَّافة والجان، وجاء في " كتاب السنن القويم": "من يقرأ هذا النبأ بلا حكم سابق أو تغرُّض يفهم منه أن صموئيل صعد صعودًا حقيقيًا وتكلَّم مع شاول وذلك بقوة الله لا بقوة المرأة"(4).
5- ما تنبأ به صموئيل عندما قال " ويدفع الربُّ إسرائيل أيضًا معك ليد الفلسطينيين وغدًا أنت وبنوك تكونون معي ويدفع الربُّ جيش إسرائيل أيضًا ليد الفلسطينيين" (1صم 28: 19) تحقق " فمات شاول وبنوه الثلاثة وحامل سلاحه وجميع رجاله في ذلك اليوم معًا" (1صم 31: 6).
6- جاء ذكر القصة في الكتاب على أنها حقيقة واقعة، ولم يشر الكتاب قط في هذا الموضع أو في أي موضع آخر أن هذه القصة هي خدعة شيطانية، بل أيد الكتاب حقيقة القصة بدليل قول يشوع بن سيراخ عن صموئيل النبي: "ومن بعد رقوده تنبأ وأخبر الملك بوفاته ورفع من الأرض صوته بالنبوءة لمحو إثم الشعب" (سي 46: 23)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويقول " الخوري بولس الفغالي": "كيف نفسر هذا الحدث؟ تدخل إلهي، تدخل شيطاني، غش وخداع من قِبل المرأة. خدعت المرأة شاول فانخدع، ولكن الرب سمح أن تظهر روح صموئيل (ولهذا خافت المرأة) لتكشف عن المستقبل. نقرأ مثلًا في (1أي 10: 13) بحسب الترجمة السبعينية ما يلي: أخطأ شاول حين سأل الساحرة، ولكن صموئيل هو من أنبأه بما يحدث، ونقرأ في (سي 46: 23) {ومن بعد رقاده تنبأ صموئيل. وأخبر الملك شاول كيف سيموت. من قلب الأرض رفع صوته. فتنبأ ليمحو أثم الشعب}"(5).
7- يقول " أ. م رينويك": "ورجال الدين من اليهود كانوا دائمًا يعتقدون أن صموئيل ظهر فعلًا، وهذا كان أيضًا اعتقاد الآباء القدامى في المسيحية مثل جستين مارتر، وأورويجينوس، وأوغسطين. أما ترتليان وجيروم... فكانوا يعتقدون أن روحًا شريرًا ظهر في صورة صموئيل"(6).
8- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "كانت المرأة بسحرها تحضر بعض الشياطين الذين كانوا يوهمونها ويوهمون الناس أنهم أرواح الموتى، ولكن في هذه المرة ظهر صموئيل نفسه ليس بسحر المرأة أو قوتها ولكن بسماح من الرب نفسه لأن الأرواح البشرية ليست تحت سلطة السحرة والخطاة. وعندما رأت المرأة صموئيل وخافت و(صرخت بصوت عظيم):
(1) لأن الهيئة التي ظهر بها صموئيل لم تعتد المرأة أن ترى مثلها في الشياطين التي كانت تحضر بسحرها، ويرجح أن صموئيل ظهر بمجد عظيم مثل موسى وإيليا اللذين ظهرا بمجد (لو 9: 31) فانزعجت المرأة واضطربت وربما صحبت ظهوره ظواهر روحية أخرى بما أنه نبي قديس عظيم.
(2) وخافت أيضًا لأنها عرفت أن الذي في بيتها هو الملك شاول نفسه ولذلك سألته وهي خائفة (لماذا خدعتني وأنت شاول؟) ولعل الرب هو الذي سمح فعرَّفها أن زائرها هو الملك لكي يزيد من رعبها وخوفها، أو لعل صموئيل عرَّفها بذلك.
وظهور القديسين أمر يؤمن به المؤمنون، وقد ظهر أرميا النبي ليهوذا المكابي في الرؤيا (2مك 15: 14) وظهر موسى وإيليا في التجلي ورآهما القديسون بطرس ويعقوب ويوحنا (مت 17: 1 - 13)..
أن الذي ظهر هو صموئيل نفسه:
(1) أن النصوص الإلهيَّة تُصرّح بذلك ففي هذا العدد يقول الوحي (فلما رأت المرأة صموئيل).
(2) أنه وبخه على خطاياه وقال له (ولماذا تسألني والرب قد فارقك؟) كما ذكَّره بعصيانه للرب وعدم تحريمه لعماليق تحريمًا كاملًا وأن الرب يجازيه بعدل عن أخطائه (ع 18) ولو كان الشيطان هو الذي يكلمه لما شرح له عاقبة الخطية وعقاب البُعد عن الله بل كان يخاطبه بكلام باطل يزيده ضلالًا على ضلاله.
(3) والأكثر من ذلك أنه ينبئه بهزيمته وبموته مع بنيه في الحرب ويحدد له موعد موتهم بقوله (وغدًا أنت وبنوك تكونون معي) وليس في سلطان الشيطان أن يحدد موعد الموت"(7).
ثانيًا: حجج القائلين بأن من ظهر ليس روح صموئيل:
1- سبق " فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا الأنبياء" (1صم 28: 6) فإن كان الله لم يرسل له نبيًا معاصر له فكيف يرسل له نبيًا قد فارق هذا العالم؟ وكيف يجبه الله عن طريق العرَّافة وهو الذي سبق ونهى عن ذلك بشدة: "وإذا كان في رجلٍ أو امرأة جان أو تابعة فإنه يُقتل. بالحجارة يرجمونه. دمه عليه" (لا 20: 27) وبسبب هذه الخطية طرد الله الأمم من أرض كنعان (تث 18: 9 - 12).
2- ليس لهذه المرأة العرافة سلطان على أرواح الأنبياء، فمفاتيح الهاوية والموت في يد الله وحده وليست في يد أي كائن آخر " ولي مفاتيح الهاوية والموت" (رؤ 1: 18).
3- الذي ظهر لم يعلن عن شخصه ولم يقل أنه صموئيل، ولا العرافة قالت أنه صموئيل، إنما شاول الملك هو الذي استنتج ذلك من وصف العرَّافة للملابس التي ترتديها. أما عبارة الكتاب: "قال صموئيل " فالمقصود بها ما يعتقده الناس، فعندما قال الكتاب: "إن قام في وسطك نبي أو حالم حالمًا وأعطاك آية أو أعجوبة... قائلًا لنذهب وراء آلهة أخرى.." (تث 13: 1 - 3) فهذا الإنسان دعاه الكتاب " نبيًا " والحقيقية ليس هو نبي ولكن الناس اعتقدوا هذا، وبالمثل قال إيليا لأنبياء البعل: "أدعوا بصوت عالٍ لأنه إله.." (1مل 18: 27) فهم يقولون عن إلههم أنه إله، وهو ليس إله.
4- ما معنى قول صموئيل لشاول: "لماذا أقلقتني بإصعادك إياي "؟ هل يستطيع شاول المرفوض من الله أن يقلق روح صموئيل النبي؟ ولو كان صموئيل مرسلًا من قِبل الله فلماذا يقول لشاول " لماذا أقلقتني بإصعادك إياي"؟
5- ما فائدة ضبط شاول متلبسًا باللجوء إلى العرَّافة إذا كان الله سبق ورفضه؟! كما أن الله لم يستخدم هذه الوسيلة قط من قبل ولا من بعد، ولم يتعامل الله مع الإنسان مطلقًا عن طريق العرافة، وأيضًا عبارة " لكي يضبطه متلبسًا " غير مقبولة، لأن الله عارف وعالِم بكل شيء، فاحص القلوب والكُلى ولا يحتاج لإثبات، ولو كان الله يريد أن يُرسل صموئيل لأرسله بطريقة أشرف وأفضل من أن يظهر أمام عرافة، ويظهر أنه صاعد من الأرض(8).
6- الشياطين يخدعون الناس بأنهم في وسعهم مخاطبة أرواح الموتى، ولذلك نهت الشريعة عن هذا: "لا يوجد فيك... من يسأل جانًا أو تابعه ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب" (تث 18: 10 - 12).
7- لو كانت المرأة وضعت في نفسها تحضير روح صموئيل، ووجدت نفسها أمام روح صموئيل سواء هي التي أحضرتها أو حضرت من ذاتها، كان ينبغي أن هذه المرأة تسر وتفرح بنجاح مهمتها، ولكن ما حدث أنها انزعجت و" صرخت بصوت عظيم" (1صم 28: 12) وما فعلته هذا كان تمثيلية متقنة، كما أنها كانت تعرف شاول لأنه كان مميزًا بطوله الفارع، وحتى لو لم تكن تعرفه فإن الشيطان أخبرها باسمه.
8- قال صموئيل " غدًا أنت وبنوك تكونون معي" (1صم 28: 19) لم تحدث في الوقت الذي حدده، لأن داود ذهب مع جيش أخيش وأعادوه واستغرق هذا ثلاثة أيام " ولما جاء داود ورجاله إلى صقلغ في اليوم الثالث" (1صم 29: 1) وأيضًا لم يدفع الرب كل بني إسرائيل ليد الفلسطينيين، لأنهم هربوا ومات منهم عدد قليل فقط أما الغالبية العظمى فقد تركوا مدنهم وهربوا: "ولما رأى رجال إسرائيل الذين في عبر الوادي والذين في عبر الأردن أن رجال إسرائيل قد هربوا وأن شاول وبنيه قد ماتوا تركوا المدن وهربوا" (1صم 31: 7).
9- يقول " القمص تادرس يعقوب": "ما هو رأي الآباء في الروح الذي ظهر لشاول؟
يرى القديس " هيبوليتس " أن شاول لم يرَ صموئيل، إنما كان ذلك خداعًا. أما ما أنبأ به الشيطان فهو نتيجة طبيعية (هزيمة شاول) لغضب الله عليه، وكأنه بطبيب ليست له معرفة بعلم الطب ورأى المريض في حالة خطيرة فأنبأه بموته. هكذا عرف الشيطان غضب الله على شاول من تصرفات شاول نفسه مقدمًا له المشورة خلال الجان، مخبرًا إياه بهزيمته وموته...
(ويقول العلامة ترتليان) استشار شاول الميت بعد فقدانه الله الحي. حاشا لنا أن نظن أن نفس أي قديس -وبالأكثر نفس النبي- تُستدعى (من مكان راحتها في الجحيم) بواسطة شيطان. إننا نعلم " أن الشيطان نفسه يغير شكله إلى ملاك نور" (2كو 11: 14) فبالأكثر إلى رجل نور، بل وسيُظهر نفسه في النهاية أنه هو الله (2تس 2: 4) ويعطي آيات وعجائب " حتى يضلُّوا لو أمكن المختارين أيضًا" (مت 24: 24).."(9).
10 - يقول " القس صموئيل يوسف": "هنا يرى بعض العلماء أن المرأة رأت صموئيل بالفعل، وسمح الرب بذلك... ويرى البعض الآخر أن المرأة كذبت مرتين على شاول:
الكذبة الأولى: أنها لم ترَ صموئيل، إذ كيف يُعقل أن يسمح الرب للجان أن يصطحب صموئيل بأمر المرأة، والرب قد رفض شاول ولم يجبه لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء (1صم 28: 6) لاحظ أيضًا شهادة شاول عن نفسه في العدد (15).
الكذبة الثانية: في قولها لشاول: لماذا خدعتني وأنت شاول؟ ولعلها في هذه الكلمات تظهر فطنة وذكاء شديدين منها، مع حكمة إنسانية شيطانية، حتى يتيقن شاول أنها أجابته لطلبه بإصعاد صموئيل له. ولعلها أيضًا عرفت - كما يرى كثير من العلماء - بأنه شاول وهو يخطو إلى بيتها لحظة أن رأته، لأنه كان أطول من كل الشعب من كتفه فما فوق (1صم 10: 23). ويتساءل أحد العلماء في الآيات (من 15 - 20 من الإصحاح 28 ذاته) كيف يمكن لجان أن يُطلق إنسان وهو في الأبدية (ع 15) وهل يوجد في الأبدية شيوخ وشبان ويتغطون أيضًا بجبة وغيرها ؟ وما هو الجديد الذي أتى على شاول من طلبه هذا؟ (قارن أعداد 15 - 18) أم يسمع ذات الكلمات من صموئيل النبي والقاضي قبل موته؟!
أما عن الكلمات " غدًا أنت وبنوك تكونون معي" (ع 19) فهل لا تحمل نبوءة عسرة الفهم، بل هي تحصيل حاصل. إذًا لا بُد لشاول وبنيه أن يرحلوا من هذا العالم في لحظة معينة، والكلمة " غدًا " تعبير عن زمن مجهول غير مُحدَّد"(10).
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 328، 329.
(2) راجع الفولكلور جـ 2 الفصل الرابع: ساحرة عين دور.
(3) ردود كتابية منطقية على مزاعم وافتراءات خيالية عن الكتاب المقدَّس ص 59.
(4) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (أ) ص 130.
(5) التاريخ الاشتراعي - تفسير أسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك ص 305.
(6) مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 120.
(7) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الأول ص 273، 274.
(8) راجع قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث - مقال بجريدة وطني بتاريخ 12 ديسمبر 2004م.
(9) تفسير سفر صموئيل الأول ص 195، 196.
(10) المدخل إلى العهد القديم ص 234.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1160.html
تقصير الرابط:
tak.la/5f6ksxh