يقول " محمد قاسم محمد": "ورد في (1صم 15: 7، 8) أن شاول قد ضرب العمالقة من حويلة إلى شور التي أمام مصر، وأنه قد حرَّم جميع الشعب بحد السيف. أن لم يتبقَ عماليقي بعد. ورغم ذلك نجد أن داود يحارب العماليق مرة أخرى رغم قصر المدة بين الحربين، ثم تدَّعي التوراة أيضًا أنه لم يستبق أحدًا لئلا يخبروا أخيش، ورغم ذلك ستجد فيما بعد (2صم 8: 12) أن داود قد أخضع عماليق، وكأن هذه القبائل تُخلَق من العدم بعد أن تُقتل"(2).
ج: 1 - في خروج بني إسرائيل من أرض مصر هجم عليهم شعب عماليق: "وأتى عماليق وحارب إسرائيل في رفيديم" (خر 17: 8) فحاربهم يشوع وبصلوات موسى انتصر عليهم، وقال الرب لموسى " للرب حرب مع عماليق من دورٍ إلى دورٍ" (خر 17: 16) والمعنى واضح أن الحرب مستمرة مع عماليق، فهي ليست مجرد حرب مرة واحدة بين يشوع أو شاول أو داود، إنما هي حرب متكرّرة من دورٍ إلى دورٍ، وعندما ملك شاول أخذ تكليفًا إلهيًا بالقضاء على عماليق وكل ماله: "وضرب شاول عماليق من حويلة حتى مجيئك إلى شور التي مقابل مصر" (1صم 15: 7) وقبض على ملكهم " أجاج " الذي قطَّعه صموئيل النبي، ولكن هل هذا يعني أن عماليق قد انتهى..؟! بالقطع لا، لأن شاول حارب رجال عماليق الذين تصدوا له، بينما ظل النساء والأطفال والفتيان وكبار السن ملازمين خيامهم، فالذين خرجوا للحرب هم الذين حرَّمهم شاول، ولذلك قام داود وهو في صقلغ ببعض الغزوات ضدهم، وأيضًا لم يكن هذا نهاية المطاف، فقد عاد العمالقة وهاجموا صقلغ وأحرقوها بالنار وساقوا كل النساء سبايا: "ولما جاء داود ورجاله إلى صقلغ في اليوم الثالث كان العمالقة قد غزوا الجنوب وصقلغ وضربوا صقلغ وأحرقوها بالنار. وسبوا النساء اللواتي فيها" (1صم 30: 1، 2) وفي أيام حزقيا الملك ذهب خمسمائة رجل من شمعون إلى جبل سعير وضربوا بقية المنفلتين من عماليق وسكنوا هناك (1أي 4: 42، 43).
2- لم يكن شعب عماليق يعيشون في منطقة صغيرة محدودة، إنما كانوا منتشرين في عدة أماكن، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فجاء في " دائرة المعارف الكتابية": "كان العمالقة شعبًا بدويًا، يتجولون في المنطقة ما بين شمال سيناء والنقب جنوبي كنعان، إلى الجنوب من بئر سبع بما في ذلك منطقة العربة إلى الشمال من إيلات وعصيون جابر، وربما إلى بعض الأجزاء الشمالية من شبه جزيرة العرب... كما مدَّ العمالقة نفوذهم شمالًا في فلسطين وأفرايم كما نفهم من وجود جبل باسمهم في أرض أفرايم بالغرب من نابلس الحالية، حيث دُفن عبدون بن هليل الفرعتوني قاضي إسرائيل (قض 12: 15). ونقرأ في سفر صموئيل الأول أن العمالقة " قد غزوا الجنوب وصقلغ" (1صم 30: 1، 2) وما جاء في سفر القضاة (قض 6: 30، 33) عن تحالف العمالقة مع المديانيين وملوك الشرق في غاراتهم على بني إسرائيل، قد يكون دليلًا على أن العمالقة كانوا في وقت من الأوقات قد زحفوا شرقًا واختلطوا بالقبائل العربية في شمال شبه جزيرة العرب"(3).
_____
(1) البهريز جـ1 س396.
(2) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 377.
(3) دائرة المعارف الكتابية جـ 5 ص 312.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1156.html
تقصير الرابط:
tak.la/jdm4ng4