وأيضًا يقول " علاء أبو بكر": "من هي أبيجايل؟ إنها شخصية غريبة تحير، فمرة تكون أخت داود وابنة يسَّي، ومرة تكون هي نفسها زوجته، ومرة يكون داود خالها وتكون هي ابنة أخته... فهل نسى الرب الأنساب التي خلقها هو أم هي من أخطاء الكتاب المقدَّس؟
وتحل دائرة المعارف الكتابية هذه المشكلة بقولها: "أخت داود وأم عماسا الذي كان في وقت من الأوقات قائدًا لجيش داود (1 أي 2: 16، 17، 2صم 17: 25) وفي الأخبار يُقال عنها أخت داود مع صروية، بينما في صموئيل الثاني يُقال عنها: "بنت ناحاش " وهناك جملة إفتراضات لحل هذه المشكلة حلًا مرضيًا:
أ - أن ناحاش كان اسمًا آخر ليسَّى، أو
ب - أن ناحاش كانت زوجة ليسَّى وأمًا لأبيجايل، أو
ج - أن ناحاش أبا أبيجايل وصروية مات وأصبحت أرملته زوجة ليسَّى وولدت له بنين "
هكذا يحل العلماء العباقرة المشكلة التي فعلها الرب في كتابه!
وتقول دائرة المعارف الكتابية تحت كلمة (ناحاش): "ونعلم من سفر أخبار الأيام الأول (2: 16) أن صروية وأبيجايل كانتا أختين لداود وأخوته بني يسَّى، وهنا نتساءل: كيف يمكن أن تكون أبيجايل ابنة لناحاش، وفي نفس الوقت أختًا لداود بن يسي؟
وهناك ثلاثة احتمالات للإجابة على هذا السؤال:
أ - يقول التقليد اليهودي أن " ناحاش " كان اسمًا آخر ليسَّي.
ب - يقول بعض المفسرين أن أم أبيجايل وصروية كانت أصلًا زوجة لناحاش ملك بني عمون، وولدت له أبيجايل وصروية، ثم صارت زوجة ليسَّي وولدت له أبناءه السبعة، الذي كان آخرهم داود.
ج - والاحتمال الثالث هو أن " ناحاش " لم يكن اسمًا آخر ليسَّي، ولا اسمًا لزوج سابق، بل كان اسم زوجة يسَّي، وأم بنيه السبعة وبنتيه "
والقارئ الدقيق يلاحظ أن دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبيجايل أعلاه) تفترض أن أبيجايل قد يكون اسمًا مذكرًا، وقد يكون اسمًا مؤنثًا.
ونأخذ افتراضات دائرة المعارف الكتابية واحدة تلو الأخرى:
أ - أن ناحاش أبو أبيجايل هو اسم آخر ليسَّي أبي داود، وهذا مستحيل لأن داود قد تزوج بأبيجايل (1صم 25: 39، 42) وعلى ذلك لا يمكن أن يتزوج داود أخته، لأن هذا مخالف لتعاليم التوراة (فسفر اللاويين 18: 9 يُحرّم الزواج من الأخت للأب أو للأم!).
ب - لو افترضنا أن ناحاش كانت امرأة وأمًا لأبيجايل، وابنة ليسَّي كما يسميها الكتاب فهي تُحرَم على داود لكونها أخته من أبيه، والكتاب لا يفترض كون أبيجايل ابنة بالتبني أو التربية.
ج - لو كان ناحاش اسمًا آخر ليسَّى، لكانت أبيجايل أخت داود، ويُحرَم عليه الزواج منها، ولا أعلم كيف فات هذا مفسرو الكتاب المقدَّس، ومعلمو الشريعة؟"(2).
ج: 1- اختصارًا للسؤال أن الناقد يتساءل عن شخصية أبيجايل:
أ - هل هي أرملة نابال التي تزوجها داود (1صم 25: 3)؟
ب - هل هي ابنة ناحاش وشقيقة صروية (2صم 17: 25)؟
ج - هل هي ابنة يسَّى وأخت داود (1أي 2: 15، 17)؟
والحقيقة أن هناك شخصيتان باسم أبيجايل هما:
1- أبيجايل زوجة نابال: كما جاء في سفر صموئيل " اسم الرجل نابال واسم امرأته أبيجايل" (1صم 25: 3) ونابال من نسل كالب بن يفنه الذي تجسَّس الأرض مع يشوع بن نون في أيام موسى النبي، وكان يسكن " في معون وأملاكه في الكرمل" (1صم 25: 2) وكان رعاته يرعون في نفس المكان الذي عسكر فيه داود مع رجاله: "وكان داود ورجاله في برية معون في السهل عن يمين القفر" (1صم 23: 24) واستغرقت قصة نابال وأبيجايل الإصحاح الخامس والعشرين، وعندما أخطأ نابال في حق داود ورجاله، وغضب داود وحمل سيفه للقضاء على نابال وكل ماله التقته أبيجايل ونلاحظ:
أ - لم تستعطف أبيجايل داود على أنها أخته، لأنها لم تكن أخته.
ب - لا توجد أية إشارة إلى أن نابال كان زوجًا لشقيقة داود.
ج - لو كانت أبيجايل أخت داود ما كان يستطيع الزواج بها.
د - أبيجايل هذه كانت زوجة نابال، وبعد موته تزوجها داود، وأنجب منها كيلآب (2صم 3: 3)، أما أبيجايل أخت داود فزوجها هو يثر الإسماعيلي أو الإسرائيلي، وابنها هو عماسا.
وبذلك ينحصر الإشكال في أبيجايل هل هي ابنة ناحاش (2صم 17: 25) أم أنها إبنى يسَّى (1أي 2: 15، 17)؟
2- جاء في سفر صموئيل أن أبيجايل ابنه ناحاش وهي أخت صروية وقد تزوجت يثر الإسرائيلي وأنجبت عماسا " وكان عماسا ابن رجل اسمه يثر الإسرائيلي الذي دخل إلى أبيجايل بنت ناحاش أخت صروية أم يوآب" (2صم 17: 25)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وجاء في سفر أخبار الأيام أن أبيجايل هي ابنة يسَّى وتزوجت يثر الإسماعيلي أو الإسرائيلي وأنجبت عماسا، فقال الكاتب عن داود وأخوته: "وأختاهم صروية وأبيجايل... وأبيجايل ولدت عماسا وأبو عماسا يثر الإسماعيلي" (1أي 2: 16، 17) وأبيجايل هذه تمثل شخصية واحدة، زوجها واحد وهو " يثر"، وابنها واحد وهو " عماسا " وبهذا ينحصر الإشكال في ابنة من هي؟ هل هي ابنة ناحاش (2صم 17: 25) أم أنها ابنة يسَّى (1أي 2: 16، 17)؟
ولا نملك إلاَّ أن نقول أن هناك ثلاث إحتمالات منطقية، وهي(3):
أ - أن يكون " ناحاش " اسم آخر ليسَّى، وقال بهذا التقليد اليهودي، واعتراض الناقد على هذا الحل، لأن داود تزوج بأبيجايل، فكيف تكون أخته من أبيه يسَّى أو ناحاش ويتزوج بها، فقد أوضحنا من قبل أن داود لم يتزوج بأبيجايل هذه، إنما تزوج بأبيجايل أخرى، وهي أرملة نابال.
ب - أن يكون " ناحاش " اسم زوجة يسَّى، وبذلك نُسبت أبيجايل تارة لأمها ناحاش (2صم 17: 25) وتارة لأبيها يسَّى (1أي 2: 13 - 17). أي أن ناحاش من المحتمل أن يكون اسم مؤنث وهو اسم زوجة يسَّى، واعتراض الناقد على هذا الحل، وتساؤله كيف يتزوج داود بأخته، ليس له محل من الإعراب لأننا قلنا مرارًا وتكرارًا أن أبيجايل زوجة داود هي أرملة نابال وهي غير أبيجايل أخت داود.
جـ- أن يكون "ناحاش" قد تزوج بامرأة وأنجب منها أبيجايل وصروية، ومات أو طلق زوجها، فتزوج بها يسَّى، وأنجب منها داود وأخوته السبعة، إذًا أبيجايل هي أخت غير شقيقة لداود وأخوته، وقال الكتاب " وأختاهم صروية وأبيجايل" (1أي 2: 16) فهي أخت داود من جهة الأم وليس من جهة الأب.
_____
(1) البهريز جـ1 س404.
(2) البهريز في الكلام اللي يغيظ س389 ص 271 - 273.
(3) راجع السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (أ) ص 206، والأرشيدياكون نجيب جرجس - تفسير سفر صموئيل الأول ص 171.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1149.html
تقصير الرابط:
tak.la/dvxfsb7