ج: 1- أوضح صموئيل للشعب حقوقهم وواجباتهم تجاه الملك، ومفهوم المُلك في إسرائيل، وحقوق وواجبات الملك، ولم يكتف بهذا بل كتبه في سفر (كتاب) وأودعه بجوار تابوت العهد، كما فعل موسى النبي من قبل: "فعندما كمَّل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب إلى تمامها. أمر موسى اللاويين حاملي التابوت عهد الرب قائلًا: خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهدًا عليكم" (تث 31: 24 - 26). ثم جاء يشوع " وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله" (يش 24: 26).
2- الذي يتساءل أين سفر قضاء المملكة..؟ نقول لمثل هذا المتساءل أن هذا السفر لم يكن من الأسفار المقدَّسة الموحى بها من الله، إنما هو عبارة عن الدستور الذي يحكم العلاقة بين الملك والشعب، فيوضح حقوق الملك وإمتيازاته، وحدود تصرفاته، فلا يستبد بالشعب ولا يستعبده، وبموجب هذا السفر عندما تولى داود مسئولية المُلك قطع عهدًا مع شيوخ إسرائيل: "وجاء جميع شيوخ إسرائيل إلى الملك إلى حبرون فقطع الملك داود معهم عهدًا في حبرون أمام الرب ومسحوا داود ملكًا على إسرائيل" (2مل 5: 3) ويوآش بن أخزيا الذي نجا من مذبحة عثليا جدته التي أبادت النسب الملكي ليخلو أمامها عرش المملكة، وبعد الاحتفاظ بيوآش وتأمينه في بيت الرب تحت رعاية يهوياداع الكاهن لمدة ست سنوات، أظهروه ونصَّبوه ملكًا " وقطع يهوياداع عهدًا بين الرب وبين الملك والشعب ليكونوا شعبًا للرب" (2مل 11: 17).. وهل لو ضاعت العهود والمواثيق التي تكلَّم عنها القرآن، فهل هذا يعد مبررًا للطعن فيه؟!(1).
3- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس":" (أ) فكلَّم صموئيل الشعب بقضاء المملكة:
1- شرح لهم النظام الذي تسير عليه مملكتهم، وأوضح واجبات كل من الملك والشعب الواحد نحو الآخر، وواجبات كل منهما نحو الله ونحو الصالح العام ليكون هذا دستورًا يبين الحقوق والواجبات لكل من الحاكم والرعية.
2- ويرجح أنه قرأ عليهم أيضًا واجبات الملك الذي ذكره الرب لموسى في سفر التثنية (ص 17: 14 - 20) حتى يكون الملك ورعًا قانعًا حكيمًا.
3- وربما ذكر لهم أيضًا ما نبههم عن إستبداد بعض الملوك وأخذهم كل ما يحلو لهم من الشعب وقد سبق وذكره لهم في (1صم 8: 10 - 17) حتى لا يكون لهم عذر فيما بعد.
4- ولعله كلمهم بإعلان الرب له باختيار شاول وتدبير الرب لمجيئه إليه ومسحه ملكًا وتدبير العلاقات التي صادفته في طريقه ثم خروج القرعة عليه مما يدل على أن الأمور كلها مرتبة من الله.
(ب) لم يكتف بأن يكلم الشعب مشافهة بقضاء المملكة، بل (كتبه أيضًا في سفر) لأن عمل الله بين شعبه لم يكن فوضى بل كان عملًا حكيمًا مرتبًا، ولأن أمور الشعب كلها كانت بترتيب حكيم، ربما كتب كل هذه الوقائع في السفر. والمقصود (بالسفر) إما كتاب عادي دوَّن فيه الحوادث، أو سفر صموئيل نفسه ودوَّن فيه الأحداث المتعلقة بتأسيس المملكة وإقامة شاول ملكًا.
(ج) وضع السفر (أمام الرب) ويعني هذا في الغالب أنه سلمه للكهنة للاحتفاظ به والرجوع إليه عند الحاجة"(2).
_____
(1) راجع كتاب الهداية جـ 4 ص 116، 117.
(2) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر صموئيل الأول ص 99.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1106.html
تقصير الرابط:
tak.la/n8sfm98