ويقول " ليوتاكسل": "أن خلوة حنة طالت في الهيكل... وأخيرًا ظهرت العزيزة يرافقها حفنى وفينحاس ولدا عالي، وكان وجها الرجلين يشعان فرحًا لسبب ما لا يعرفه سواهما وحنة وربما عالي الكاهن... على أغلب الظن أن المرتابين لن يصدقوا أن زيادة عدد أفراد عائلة ألقانة قد حدث دون مشاركة ولدي عالي"(1).
ج: 1- قيل أن هناك ثلاثة أشخاص رأوا شخصًا يسير في سكون الليل، فقال أحدهم لا بُد أن هذا الرجل هو لص خرج في تلك الساعة للسرقة، وقال الثاني لا بُد أن هذا الرجل زاني خرج في تلك الساعة ليلتقي بإحدى بنات الليل، أما الثالث الذي كان مُحبًا للخلوة والصلاة فقال لا بُد أن هذا الرجل ذاهب ليختلي بالله في صلاة حارة، وهكذا كل منهم فسَّر هذا التصرف الواحد بحسبما يفكر، وهكذا أسقط ليوتاكسل ما بداخله على وجود حنَّة في بيت الرب، ومع أن الكتاب لم يعرض غير منظر حنَّة وهي تصلي بمرارة، وعالي الكاهن يراقب، أما لسان عدو الخير الذي لا يكف عن تشويه الصورة فيخترع مرافقة حفنى وفينحاس لحنَّة ووجه كل منهما يشع بالفرح لسبب لا يعرفه سواهما وحنَّة، وهكذا يشتكي عدو الخير على أبناء الله القديسين.
2- جازت القديسة حنَّة تجربة صعبة إذ كانت عاقر، وضرتها فننه لا تكف عن تعيّرها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فصارت مرة النفس، ورغم ذلك لم تحسد فننه، ولم تحقد عليها ولم تكرهها، إنما اتجهت بكل عواطفها وجوارحها إلى إله السماء الذي وضعت عليه كل رجاءها، وفي لجاجتها في صلاة صامتة حسبها عالي الكاهن أنها مخمورة، وقال لها: "حتى متى تسكرين. انزعي خمركِ عنكِ. فأجابت حنَّة وقالت لا يا سيدي. إني امرأة حزينة الروح ولم أشرب خمرًا ولا مسكرًا بل أسكب نفسي أمام الرب. لا تحسب أمتك ابنة بليعال" (1صم 14 - 16) فهل إنسانة بهذه المشاعر المقدَّسة تحتسب من يسكر أنه ابن بليعال، تُرى هل تنزلق إلى الزنا مع ابني عالي الكاهن..؟!! يُكذّب هذا الافتراء شهادة عالي الكاهن لهذه السيدة " وقال أذهبي بسلام وإله إسرائيل يعطيكِ سؤلكِ الذي سألتهِ من لدنه. فقالت لتجد جاريتك نعمة في عينيك" (1صم 1: 17، 18).
3- تعلم حنَّة جيدًا أن عدم الإنجاب بسببها وليس بسبب زوجها، لأن زوجها أنجب عدة أبناء من فننه، وبالتالي فإنها تعلم أن حل مشكلتها ليست في يد إنسان، بل في يد الله، فما الداعي أن تخون زوجها الذي أحبها وقال لها "يا حنَّة لماذا تبكين ولماذا لا تأكلين. ولماذا يكتئب قلبك. أما أنا خير لك من عشرة بنين" (1صم 1: 8)..؟! ولو تصوَّرنا أن حنَّة بسبب ما تعانيه قد طمست بصيرتها وأسلمت نفسها للشر من أجل إنجاب طفل، فما الداعي أن تزني مع كل من حفنى وفينحاس..؟! ألم يكن واحدًا يكفي.
4- تصوَّر أن حنَّة تفعل هذا الشر العظيم وأين..؟ في بيت الرب..!! ولماذا كل هذا؟ من أجل رغبتها الجامحة في امتلاك طفل، فهل يُعقل بعد كل هذا أن تتنازل عن هذا الطفل، حتى أنها " قالت يا رب الجنود إن نظرت نظرًا إلى مذلة أمتك وذكرتني ولم تنسَ أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشر فإني أعطيه للرب كل أيام حياته ولا يعلو رأسه موسى" (1صم 1: 11)؟!
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 261، 263.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1073.html
تقصير الرابط:
tak.la/9ctx3s2