ج: 1- كان هذا الولي إنسانًا أنانيًا يحرص على ممتلكاته أكثر من حرصه على طاعة الوصية والشريعة الإلهيَّة، فسرَّ وانشرح للعرض الأول وهو شراء قطعة الحقل الخاصة بأبيمالك ليوسع أملاكه وتخومه، ولكن عندما فوجئ بالعرض الثاني وهو الزواج من راعوث وإقامة نسلًا للميت تراجع عن رأيه ورفض أن يقوم بواجب الولي " فقال الولي لا أقدر أن أفكَّ لنفسي لئلا أفسد ميراثي" (را 4: 6) لأن الطفل المولود من راعوث هو الذي سيمتلك الحقل محل الفكاك، وتناسَى أن هذا الطفل هو ابنه بالحقيقة حتى لو نُسِب للمتوفي لكن هذا لا يلغي أبوته له، وبينما رفض هذا الولي قبل بوعز بهذه التضحية، ولهذا لم يذكر الكتاب اسمه، إنما دعاه " فلان الفلاني" ولا ننسى أن الله غضب على أونان بن يهوذا لأنه تعمد أن لا يقيم نسلًا لأخيه المتوفي عير (تك 38: 8 - 10).
2- يقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "والوحي لم يذكر اسم الرجل:
(أ) لعدم أهمية اسمه.
(ب) وربما لعدم استحقاقه ليُذكر اسمه في الكتاب المقدَّس ويُخلد ذكره بما أنه رفض أن يقضي لنعمي وراعوث حق الولي ليحفظ أسماء أليمالك وابنيه"(1).
3- في صباح لقاء راعوث ببوعز خرج بوعز إلى باب المدينة، وجمع عشرة شيوخ من شيوخ المدينة، وإذ بالولي الأول عابرًا عليهم فناداه بوعز وعرض عليه رغبة نعمي في بيع الأرض التي يملكها زوجها، وهو له حق الشفعة بحكم الشريعة " إذا افتقر أخوك فباع من ملكه. يأتي وليه الأقرب ويفك مبيع أخيه" (تث 25: 25) ولفظة " ولي " لفظة مكرَّمة لأنها أُطلقت على الله ذاته " لآن بعلك هو صانعك. رب الجنود ووليك قدوس إسرائيل" (أش 54: 8) فسرَّ هذا الولي وانشرح قلبه وأعلن رغبته في شراء الأرض، وإذ ببوعز يستكمل عرض الموضوع، بأن من يشتري الأرض يتزوج براعوث قائلًا له "يوم تشتري الحقل من يد نعمي تشتري أيضًا من يد راعوث الموآبية امرأة الميت لتقيم اسم الميت على ميراثه" (را 4: 5) فتراجع هذا الولي عن رأيه، وكانت طريقة الإعلان عن تنازله أن يخلع نعله ويسلمه للولي التالي، علامة على أنه قد رفع يده عن هذا الأمر، وأعطى الحق للولي التالي لكيما يتزوج بأرملة المتوفي وأن يدوس الأرض ويمتلكها، ويقول " القمص تادرس يعقوب " أن فكرة خلع نعل الولي الأول وتسليمه الثاني فيه إشارة إلى " عدم أحقيقة الولي الأول أن يطأ أرض الميت بل سلم الحق لغيره لكي يطأها ويمتلكها مقيمًا نسلًا للميت"(2).
4- جاء في كتاب "السنن القويم": "قيل في الشريعة المذكورة في (تث 25: 5 - 10) {أنه إن لم يرضَ الرجل أن يتزوج المرأة أنها تتقدم أمام أعين الشيوخ وتخلع نعله وتبصق في وجهه} إلخ ولم يذكر هنا أن نعمي أو راعوث عملتا شيئًا من ذلك إذ قيل فقط أنه "خلع نعله" والمقدَّر أنه أعطاه لبوعز وأرجعه بوعز لصاحبه. ومعنى هذا العمل أن دوس الأرض علامة اقتناءها (يش 1: 3) وخلع النعل أي عدم الدوس علامة العدول عن اقتنائها"(3)(4).
_____
(1) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر راعوث ص 37.
(2) تفسير سفر راعوث ص 28.
(3) للمزيد يُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ 7 س 885.
(4) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 3 ص 427.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1062.html
تقصير الرابط:
tak.la/vj6hb42