ويقول " ليوتاكسل": "أن بوعز نفسه هو ابن سلمون من راحاب... (زانية) أريحا الشهيرة، أما راعوث فهي موآبية، أي أنها تنتسب إلى القبيلة التي نشأت نتيجة مضاجعة لوط لابنته الكبرى، وهؤلاء هم أجداد يسوع المسيح البررة المحترمون، وهذا هو الدم " الطاهر " ليهوه الذي تجسَّد إنسانًا"(1).
ج: 1- قالت الشريعة " لا يدخل عمونيُّ ولا موآبيُّ في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد" (تث 23: 3) أي أنه من المستحيل أن يدخل عمونيُّ ولا موآبيُّ إلى جماعة الرب، ولكن ما رأيك إذا كانت راعوث، ومن قبلها راحاب، آمنت بإله إسرائيل، وقد أعلنت إيمانها هذا عيانًا بيانًا عندما قالت لحماتها " شعبكِ شعبي وإلهكِ إلهي" (را 1: 16) فهل ينطبق هذا التحريم عليها..؟! بالطبع لا، ولهذا استحقت أن يطوُّبها بوعز قائلًا لها " أنكِ مباركة من الرب يا بنتي" (را 3: 10) وأيضًا بارك أهل بيت لحم زواجها من بوعز " فليجعل الرب المرأة الداخلة إلى بيتك كراحيل وكليئة اللتين بنتا بيت إسرائيل" (را 4: 11).
2- يقول " هـ. هوكنج " أن " عمل نعمة الله ورحمته المطلقة في رفع راعوث الموآبية الغريبة إلى المركز الممتاز الذي احتلته في الدائرة الإسرائيلية، وحالتها هذه تعطينا مثلًا رائعًا لامتداد عمل الرحمة الإلهيَّة إلى ما وراء الحدود الإسرائيلية في زمان العهد القديم الذي كان فيه إسرائيل هو الشعب المختار من بين جميع الأمم ليكون شعب الرب الخاص. إلاَّ أن أغصان صلاح الله المثمرة قد امتدت إلى حائط السور وتجاوزته. ونهر نعمته قد فاض على شطوطه، فكان الله يعمل حسب حقوقه المُطلقة حيثما وأينما وكيفما شاء كما قال {أتراءف على من أتراءف} (خر 33: 19، رو 9: 15).. تراءف الرب على راعوث الموآبية... وأنقذها من ضلالات وأهوال العبادة الوثنية لتندمج اندماجًا شرعيًا مقبولًا مع الساجدين للإله الحي الحقيقي وحده. على هذا الاعتبار تقف راعوث في أيام حكم القضاة -أيام الارتداد المظلمة- كابنة رحمة لامعة ومنيرة مختارة من الله من بين الأمم"(2).
3- ملك داود على شعب الله وهو من نسل راعوث، المرأة الفاضلة، التي آمنت بإله إسرائيل، وفاقت بني الملكوت في فضائلها، وكان الجميع يعلمون أنه من نسل راعوث الموآبية ولم يعترض أحد(3).
4- تجسَّد الله من أجل خلاص العالم كله، وكانت شعوب الأرض تغض في غياهب الظلمات، وتغرق في أدناس الخطية، ولم يجد الله غضاضة أن يأتي من نسل هؤلاء وما احتج به ليوتاكسل على راحاب وراعوث هو احتجاج في منتهى الظُلم والقسوة لأنه يحكم عليهما بما كانا عليه سابقًا، إذ كانت راحاب زانية وراعوث موآبية، ولم يكلف خاطره أن يلتفت إلى حياتهما بعد أن تعرَّفا على إله إسرائيل فصرن قديسات، فتركت راحاب خطيتها وتزوجت بسلمون أحد الجاسوسين البررة الذين أرسلهما يشوع لتجسُّس الأرض فخاطرا بحياتهما واحتفظا بأسرارهما مع يشوع، وارتفعت قامة راحاب الروحية إلى قامة سلمون ذاك الرجل العظيم، أما إيمان وفضائل راعوث فهي رمز الفضيلة والمحبة من جيل إلى جيل.
_____
(1) التوراة كتاب مقدَّس أم جمع من الأساطير ص 258.
(2) دراسات في سفر راعوث ص 110.
(3) يُرجى الرجوع إلى مدارس النقد جـ7 س855.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1063.html
تقصير الرابط:
tak.la/55kfbzz