يقول " محمد قاسم": "اصطلاح " لبس " مُستخدم في العلوم السحرية، وهذا يدل على تشبع أفكار كاتب هذا السفر بهذه المفاهيم، كما اشتهر كثير من اليهود بالاشتغال بالسحر"(1)(2).
ج: 1- تعبير " لبس روح الرب جدعون" (قض 6: 34) هو في الحقيقة تعبير كتابي يعبر عن امتلاء جدعون بروح الرب، أي أن قوة الله قد احتوت هذا القاضي مثل الرداء أو الثوب، وأن روح الله امتلك جدعون بالكامل، فصار جدعون مسوقًا بالروح القدس، وقد ذكر نفس التعبير فيما بعد " ولبس روح الله زكريا بن يهوياداع" (2 أي 24: 2) كما شابه هذا التعبير قول الكتاب عن عثنيئيل أول قضاة إسرائيل " فكان عليه روح الرب" (قض 3: 10) ومثله " فحلَّ الروح على عماساي" (1 أي 12: 18).
2- قال أيوب الصديق " لبستُ البرَّ فكساني كجبة وعمامة كان عدلي" (أي 29: 14) فشبه أيوب البر بالثوب الذي يكسو الإنسان، كما شبه العدل بالجبة والعمامة، وبنفس المعنى قال داود النبي " كهنتك يلبسون البر" (مز 132: 9) وقال السيد المسيح لتلاميذه عقب القيامة " فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لو 24: 49) أي تتآزروا بقوة إلهيَّة تشملكم وتلازمكم مثل الثوب الذي تستترون به، وأوصى بولس الرسول أولاده في أفسس بخلع الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد " أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق... وتلبسوا الإنسان الجديد" (أف 4: 22، 24) كما أوصى أولاده في رومية قائلًا " البسوا الرب يسوع ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات" (رو 13: 14) وأيضًا أوصى بولس الرسول أولاده في كولوسي " ألبسوا المحبة التي هي رباط الكمال" (كو 3: 14).. إذًا تعبير " لبس روح الرب جدعون " هو تعبير كتابي يتفق مع روح الكتاب.
3- الذي اشتهر بالسحر هم الأمم الوثنية أكثر من اليهود مئات المرات، لأن الله أوصاهم مرارًا وتكرارًا بالبُعد عن السحر والعرافة " لا تلتفتوا إلى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بها" (لا 19: 31).. " لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر. ولا من يرقي رُقيةً ولا من يسأل جانًا أو تابعه ولا من يستشير الموتى" (تث 18: 10، 11). كما أن عقوبة السحر لدى اليهود كانت كفيلة بالقضاء على مجرد التفكير في السحر وليس مزاولته، حيث جاءت الوصية الإلهيَّة " لا تدع ساحرة تعيش" (خر 22: 18).. " وإذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعه فأنه يُقتل. بالحجارة يرجمونه. دمه عليه" (لا 20: 27).. " وكان شاول قد نفى أصحاب الجان والتوابع من الأرض" (1 صم 28: 3).
_____
(1) د. أحمد سوسة - العرب واليهود في التاريخ ص 303 - 310.
(2) التناقض في أحداث وتواريخ التوراة ص 310.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1004.html
تقصير الرابط:
tak.la/73stazz