س18: قال البعض إن بعض الترجمات غيَّرت في العقائد المسيحية، فتغير الترجمة في (إش7:14) من الشابة إلى العذراء أوجدت عقيدة ولادة المسيح بدون زرع بشر، وتغيّر ترجمة (يو3: 16) خلقت عقيدة الابن الوحيد الجنس، وإضافة (1يو5: 7) خلق عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية، وإضافة (مر16: 19-20) خلق عقيدة الصعود... فما رأيك في هذا؟ (خاص بالخدام)
ج: دعنا يا صديقي نعرض أفكارهم بل أقول افتراءاتهم هذه ونفندها، لعلهم يعرفون الحق والحق يحررهم:
1- في نبوة إشعياء " ها العذراء تحبل وتلد" (إش 7: 14) قالوا أن كلمة " عذراء " في الأصل العبري " عُلْماه " ومعناها الشابة، وتُرجمت خطأ في ترجمة الملك جيمس (K.J.V) إلى " بتولا " ثم تداركت الترجمة المنقحة (R.S.V) هذا الخطأ وترجمتها إلى الشابة “ young woman “.
الرد: كل من كلمتي " عُلْماه " أو " بتولا " تعني فتاة عذراء لم تعرف رجلًا، وكلمة " بتولا " هي الكلمة العامية لكلمة " عُلْماه "، فكلمة " عُلْماه " أكثر دقة من " بتولا " لأن الأخيرة أطلقت أيضًا على الأرملة العفيفة، فقال يوئيل النبي " نوحي يا أرضي كعروس (بتولا) مُؤتزرة بمسح من أجل بعل صباها "(يؤ1: 8) بينما كلمة " عُلْماه " أطلقت فقط على الشابة البكر التي لم تتزوج بعد (تك 24: 43 - نش1: 3).
والآية التي ذكرها إشعياء " يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد" (إش 7: 14) فلو كانت شابة متزوجة وتلد فما هو وجه الغرابة في هذا؟ وأين الآية هنا؟ وفي الترجمة السبعينية ترجم علماء اليهود الكلمة إلى بارثينوس PARTHENOS أي عذراء.
والمدهش في هذا الأمر حقًا أن عقيدة المعترض تقرُّ بولادة السيد المسيح من العذراء مريم بدون زرع بشر... تُرى هل يشك في عقيدته أم أنه جرد نفسه من عقله فراح يغش من مدارس النقد دون أن يعلم ماذا يكتب؟!
2- في الآية: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16) قالوا في ترجمة الملك جيمس (K.J.V) جاءت عبارة " ابنه الوحيد " “ His only begotten son “ بينما في ترجمة (R.S.V) سنة 1952م جاءت “ His only son “ بدون كلمة “ begotten “ وتعني المولود، وبحذف هذه الكلمة تنهار عبارة " مولود غير مخلوق " وتنهار عقيدة بنوة الابن للآب.
الرد: أ- في الأصل اليوناني جاءت كلمة مونوجينيس “ monogenes " أي الوحيد الجنس أو المولود الوحيد، فكلمة monoتعني وحيد، وكلمة genes تعني الجنس،
ب- ترجمة R.S.V أضافت في الهامش "or his only begotten son " or".
ج- لم يترتب على هذه الترجمة أن خرج إنسان مسيحي واحد وأنكر بنوة السيد المسيح لله الآب بنوة فريدة، وما تزال عبارة "مولود غير مخلوق" نرددها كل يوم في قانون الإيمان ونفهمها وندركها.
3- الآية " إن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو 5: 7) قالوا أنها لم ترد في ترجمة R.S.V التي اعتمدت على إنها لم توجد في أي مخطوطة يونانية قبل القرن الخامس عشر، وإنها وردت فقط في إحدى الترجمات اللاتينية، ووضعت في الترجمة العربية بين قوسين دلالة على إنها عبارة هامشية ليست من متن النص، وبذلك تنهار عقيدة التثليث.
الرد: أ - لا تبني المسيحية أي عقيدة دينية على آية واحدة، فعقيدة التثليث واضحة وثابتة في الكتاب المقدس بعهديه، ومقبولة بالعقل والمنطق لأنه لابد أن يكون الله مثلث الأقانيم لكيما يمارس الحب منذ الأزل قبل أن توجد أي خلقة كانت. أما الأمر الغير مقبول هو أن يكون الله أقنومًا واحدًا فقط، فهذه بدعة سابليوس.
ب- هذه الترجمة (R.S.V) اعتمدت على مخطوط واحد من 4000 مخطوط، وهذا المخطوط لم يُسقِط الآية بل وضعها في الهامش وهذا ما فعلته ترجمة R.S.V...
4- قالوا إن الجزء الأخير من إنجيل مرقس (16: 9-20) أضيف إليه، ولذلك وضعته الترجمة المنقحة R.S.V سنة 1952م في الهامش، وتحت ضغط الطوائف أُعيد في طبعة سنة 1971م إلى متون الأصل، وبذلك تنهار عقيدة الصعود ولاسيما أن الأناجيل الأربعة لم تسجل كلمة واحدة عن صعود المسيح، بينما جميعها لم تغفل دخول السيد المسيح أورشليم على جحش، وسخر هذا الكاتب من هذا الاهتمام بذكر الجحش في كل الأناجيل ووضع عنوان جانبي في كتابه "كرنفال (مهرجان) الجحش".
الرد: أ - بالنسبة للكاتب الساخر نحن نصلي من أجله ليفتح الله بصيرته ليرى العار الذي هو فيه إذ من أبسط معاني الإنسانية هو احترام عقائد الغير.
ب- بالنسبة لعقيدة الصعود هي ثابتة بآيات كثيرة من العهد الجديد، وليس كما توهَّم الكاتب أن الأناجيل لم تُسجل كلمة واحدة عن الصعود، فالرب يسوع تحدث عن صعوده قبل حدوثه قائلًا " فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدًا إلى حيث كان أولًا.." (يو6: 62)، " خرجتُ من عند الآب وأتيت إلى العالم وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب "(يو16: 28)، " إني أصعد إلى أبي وأبيكم" (يو 20: 17) ومعلمنا لوقا الإنجيلي يحكي قصة الصعود في سفر الأعمال (أع 1: 9-11) وبولس الرسول يحدثنا عن الصعود (أف 4: 8-9، 1تي3: 16) ومعلمنا بطرس كذلك (1بط3: 12)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... إذًا حقيقة الصعود ثابتة حتى ولو أراد الكاتب أن ينكرها ويتناسى أن عقيدته تقر صعود الرب يسوع للسماء.
ج- أما السبب في أن بعض المخطوطات لم يذكر فيها الجزء الأخير من إنجيل معلمنا مرقس (1: 9-20)؟.. فربما الاضطهاد العنيف في روما واستشهاد بطرس وبولس الرسولين في يوم واحد يكون قد أوقف مرقس الإنجيلي عن الكتابة إلى هذا الحد المفاجئ، وعندما جاء إلى الإسكندرية أكمل الجزء الباقي، وبذلك خرجت بعض النسخ من روما لا تشمل هذا الجزء الأخير بينما النسخ التي خرجت من الإسكندرية تحمل النص كاملًا، وفي هذا فإننا نُطمّئن الكاتب بأن هذا الجزء لو حُذِف تمامًا من الإنجيل ولم يذكر حتى في الهامش فإن عقيدة الصعود لن تتغير ويشهد لها القبر الفارغ الذي يفج منه النور كل عام شاهدًا للرب يسوع نور الحياة، وطوبى لمن له النور لأنه في النور يسلك وإلى مدينة النور يصل ويسكن في النور إلى الأبد بعيدًا عن الظلمة الخارجية وصرير الأسنان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/bible-gospel/dogma.html
تقصير الرابط:
tak.la/9zy6m52