(متى33:27) |
(مرقس22:15) |
(لوقا33:23) |
(يوحنا19: 17) |
وَلَمَّا أَتَوْا إلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ جُلْجُثَةُ، وَهُوَ الْمُسَمَّى "مَوْضِعَ الْجُمْجُمَةِ". |
وَجَاءُوا بِهِ إلَى مَوْضِعِ "جُلْجُثَةَ"، الَّذِي تَفْسِيرُهُ مَوْضِعُ "جُمْجُمَةٍ". |
وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى "جُمْجُمَةَ"، صَلَبُوهُ. |
إلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ "مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ"، وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ "جُلْجُثَةُ". |
جَاءَ الرب حاملًا صليبه إلى جبل الجلجثة، حيث دُفن آدم، كما يقول العلامة أوريجينُوس. فهو أول من أشار إلى التقليد اليهودي المسيحي بأن [جُمجمة آدَم كانت مدفونة فِي هذا المكان.][309]
وكما يقول ذهبي الفم أيضًا، [فحيث مات الإنسانُ، مات ابنُ الإنسان؛ لكي بِمَوته يدوس الموت والذين في وادي ظل الموت يُخرجهم إلى الحياة، ففي المكان الذي فيه تملَّك الموت، هناك أَقام النصر عليه.][310]
ورُفع الصليب فوقه لكي يَهِبَ حياةً للعِظام الميِّتة! حمَل عنَّا الموت ووهب لنا الحياة! ويقول القدِّيس كيرلس الكبير: [ كان لابد أن يَحمِل المسيح مخلِّصنا صليبه على كَتِفِه إلى جبل الجلجثَة، إذ قال إشَعْيَا النبي «لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ.» (إش9: 6). فالصليب هو رئاسته وعَرشه، به مَلكَ على العالم. فقد "أَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ، لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ. (فِيلِبِّي8:2-11)][311].
هكذا صعد أبونا إبراهيم إلى الجبل ليُقدِّم إسحق ابنه مُحرقةً كأمْرِ الله، وحمل الِابن الحَطب، وأطاع حتى الموت، وكان ذلك رمْزًا للمسيح الحامِل صَليبَه على كتِفَيْهِ مُرتفعًا إلى المجد. ورُفِعَتِ السِّكين فوقه فقد كانت آلامه هي أمجاده كما علَّمنا الرب: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ.» (يو13: 31).
طُرِد آدم الأول بخطيته خارج باب الفردوس، فبدأ آدم الثاني من خارج الباب، خارج أورشليم حيث كان يُعدَم المجرمون و «افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا.» (غلا 13:3).
ولذلك تبدأ الكنيسة صلواتها في أسبوع البصخة في الخورس الثاني؛ لأن الرب يسوع أخرجوه خارج المحلة حيث عُلِّق على خشبة الصليب وتألَّم على جبل الإقرانيون.[312] ولذلك نُحسَب نحن مطرودين مِثْله خارج الهيكل الذي يمثل أورشليم في هذا الطقس؛ «لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. فَلْنَخْرُجْ إذَنْ إلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ» (عب12:13).
ونُصَلِّي في الخورس الثاني خارج المحلة لأن ذبائح العهد القديم كانت رمزًا إلى ذبيحة الصليب الكفارية وكانت تُحرَق خارج المحلة (خر14:29، لا11:4-12)، (عب11:13).
[لماذا لم تُقدَّمِ ذبيحة المسيح داخل أورشليم، بل خارجها، خارج الأسوار. صُلِب مثل أثِيم ليتم ما قيل بالنبي «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.» (إش12:53). صُلب مرتفعًا على الصليب، تُظلِّله السماء؛ ليُطَهِّر طبيعة الهواء. وبذبح الخروف تطهَّرتِ الأرض من كل دنس؛ إذ عليها سال الدمُ من جنْبِه. لم تُقدَّم ذبيحة الصليب في هيكل يهودي، لكي لا يَدَّعِي اليهود أن ذبيحة المسيح لهم وَحدَهم، ويُظَن أنها قُدِّمت عنهم فقط. وقُدِّمت خارج المدينة؛ ليتعلَّموا أنه ذبيحة مسكونية، قُدِّمت عن الكل. تألم المسيح فطهَّر المسكونة وصارت الأرض بأسْرِها مقدسة، أقدس من قُدس أقداس اليهود. بقدر ما تَتفوق الذبيحة الناطقة على الذبائح الحيوانية.][313]
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(مت 34:27) |
(مر23:15) |
أَعْطَوْهُ خَلًّا مَمْزُوجًا بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ |
وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ. فَلَمْ يَقْبَلْ |
كانت عادة الرومان أن يُعْطُو المصلوب هكذا، كنوعٍ من التخدير، لتخفيف آلامه. لكن الرب ذاق المرارة عنَّا، ورفض أن يشرب الخَمْرً حتى يَقْبَل الألم كاملًا بإرادته. فهكذا تنبأ داود «وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلا.» (مز21:69). ذاق آدم حلاوة الثمرة، فاقْتنى مرارة الموت للجنس البشري، أما آدم الثاني فذاق مرارة المُر؛ ليُزيل عنا مرارة الموت ويَهبنا الحياة.
_____
[309]العَلَّامَة أورِيجِينُوس Die griechischen christlichen Schriftsteller der ersten Jahrhunderte, Berlin Akademie, Verlag 1897-, vol.38/2 : p.264-65.
[310]القديس يوحنا الذهبي الفم، شرح إنجيل يوحنا، إعداد القمص أوغسطينوس البرموسي، طبعة أولى 2001م، ص194.
[311]الأرشيدياكون بانوب عبده، موسوعة كنوز النعمة: ج5، طبعة ثالثة 1962م، ص498.
[312]كلمة يونانية تعني جمجمة، وفي هذا الموضع صُلب الرب لخلاص آدم وكل بني البشر بدمه المسفوك فوق رأس آدم المدفونة هناك.
[313]القديس يوحنا الذهبي الفم، العظة الثانية من ثلاث عظات عن الصليب، ترجمة د. جوزيف موريس فلتس PG, vol.40: p.418.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/trials-of-jesus/skull.html
تقصير الرابط:
tak.la/7y6q3sm