(مت 58:26) |
(مر54:14) |
(لو54:22-55) |
(يوحنا18: 15) |
وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ |
وَكَانَ بُطْرُسُ قَدْ تَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إلَى دَاخِلِ دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. |
وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ.
|
وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. |
كان يوحنا الحبيب مَعْرُوفًا γνωστὸς[205] لدى رئيس الكهنة قيافا، [وبالتالي مَعْرُوفًا لدى الخُدام والبَوَّابين. هذه المعرفة جعلته يعرف العلاقة الأُسَرِية بين حنان وقيافا، وأهَّلَتْه أن يعرف اسم عبد رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، الذي قطع بطرس أُذُنه، وجعلته يتعرَّف على نسيب مَلخُس من بين الخدام!
وهي التي أهَّلَتْه أن يدخل مع يسوع][206] إلى دار τὴν αὐλὴν[207] رئيس الكهنة.
فقد كان مار يوحنا هو شاهد العيان الذي سجَّل هذه المُحاكمة في إنجيله. وَ[أَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ ولم يدخل، وبقي واقفًا أمام الباب الخارجي للدور الأرضي، فجاء مار يوحنا وأَوْصَى البوابة بدخوله، فدخل إلى الدِّهليز السُّفلي المُواجه لمكان محاكمة المسيح.][208]
أما باقي التلاميذ، فأصابهم رُعبٌ أعجزهم عن متابعة الرب، لكن مار بطرس، الذي كان يُحَرِّكه طَبْعُه المُندفع، تَمسَّك بمحبته للمسيح، و[ أصرَّ على أن يَتبَعَه رغم الخطر؛ ليراقب تَطَوُّر الأحداث. ورافقه في هذا مار يوحنا، الذي لم يكُن يَقِل عنه شجاعة؛ وإذ يدعو نفسه بالتلميذ الآخَر دون أن يذكر اسمه؛ حتى لا يُظهِر أنه أفضل من الباقين الذين هربوا. فتَاجُ الفضيلة يظهر على جِباهِ المُتضعين، دون أن يملأوا العالم بالصياح والحديث عن أنفسهم. كما يقول سفر الأمثال: «لِيَمْدَحْكَ الْغَرِيبُ لاَ فَمُكَ، الأَجْنَبِيُّ لاَ شَفَتَاكَ» (أمثال27: 2).][209]
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
استطاع مار يوحنا أن [يُتابع ما يحدث مع رب المجد أثناء محاكمته. وقد ظهر بُعْدُ نَظرِه عندما سجَّل أنه كان مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، الأمر الذي ساعده أن يكتب تفاصيل ما حدث وما قِيل في دار رئيس الكهنة. فكشف لنا كيف عرف هذه التفاصيل، وكيف دخل مع المسيح. وقد سجَّل هذا ليُعلِن أنه لم يأخذ معلوماته من آخَرين، بل هو بنفسه رأى وسمع.][210]
أما دَار رَئِيسِ الْكَهَنَةِ: فالدَارِ تعني قصرًا αὐλὴ ، مُلحَق به فِناء مفتوح. وقد تمَّت فصول قصة إنكار بطرس للرب أثناء المحاكمة في هذا الفِناء.
«وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ» (مت58:26).
يتساءل القديس جيروم: [هل بدافع الحب أم الفُضول البَشَري تتبَّع مار بُطْرُس خطوات الرب، طالبًا معرفة أي حُكمٍ سيَحْكُم به رَئِيسِ الْكَهَنَةِ؟ الموت أم الجلد؟ ولا شك أن مشاعر الحب المندفع هي التي دفعت مار بُطْرُس، بينما هرب التسعة الباقون.][211]
«وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ». (يو16:18).
[ لم يقف مار بُطْرُس خارجًا لأن حرارة غَيرته قد بردت، وإنما لأن المرأة التي تَحرس الباب كانت يقظة جدًا، وجعلت دخول من لا تعرفه مستحيلًا؛ فوقف خارج الباب مُضطربًا. أما القديس يوحنا فلما رأى أن مار بُطْرُس في حالة حزن شديد، أدخله بعد أن طلب هذا من حارسة الباب.][212]
(مت 58:26) |
(مر54:14) |
(لو55:22) |
(يوحنا18: 18) |
فَدَخَلَ إلَى دَاخِل وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. |
وَكَانَ جَالِسًا بَيْنَ الْخُدَّامِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ النَّارِ. |
وَلَمَّا أَضْرَمُوا نَارًا فِي وَسْطِ الدَّارِ وَجَلَسُوا مَعًا، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. |
وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ، وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي. |
الْخُدَّامُ: هم قَادة شرطة الهيكل. وقد أشعلوا جمرًا ليستدفئوا، وكان بطرس واقفًا يستدفئ معهم. (يو18:18). وإذ دخل إلى داخل الباب، وجد نفسه محاطًا بالعبيد، واضطُر أن يَندَسَّ بينهم. ورغْم حُزنِه وآلامه، لم يُظهِر تعاطفه مع الرب الذي يُحاكَم؛ لئلا يُطرَد خارجًا وتُغلَق الأبواب دونه، فتَحُول بَينه وبين الرب، فوقف يستدفئ بينهم.
[غريبٌ هذا التلميذ! كيف دَفعَه عَقلُه لِيطلب ما يدفع عنه بُرودة الليل رغم حزنه؟ وما كانت حياة مار بطرس هي حياة التَّرَف حتى يسعى للتدفئة، في وقت يُسلِّم فيه المسيح نفسه للموت. وقف معهم، وأعطى انطباعًا لدى الواقفين علَّهم يعتقدون أنه أحد المعروفين في دار رئيس الكهنة. ولذلك تهَرَّب من الإجابة على الأسئلة، وأنكر معرفته بالمسيح. فكلمات المُخلِّص لا تسقط؛ لأنه سبق وأخبر تلميذه بما لابد وأن يحدث][213].
_____
[205]"الكلمة اليونانية التي تُرجِمت معروفًا، لا تعني الصداقة والعِشرة بل مجرد المعرفة"، القديس كِيرِلُّس الإسكندري، آلام المسيح وقيامته في إنجيل القديس يوحنا، ترجمة د. جورج حبيب بباوي، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة أولى 1977م، ص24.
[206]الأب متى المسكين، تفسير إنجيل يوحنا: ج2، دير القديس أنبا مقار، طبعة أولى 1990م، ص1129-1130.
[207]الكلمة اليونانية التي تُرجمت دار، تعني قصرًا مُلحَق به جزء مفتوح.
[208]الأب متى المسكين، تفسير إنجيل يوحنا: ج2، دير القديس أنبا مقار، طبعة أولى 1990م، ص1131.
[209]القديس كِيرِلُّس الإسكندري، آلام المسيح وقيامته في إنجيل القديس يوحنا، ترجمة د. جورج حبيب بباوي، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة أولى 1977م، ص24.
[210]المرجع السابق ص10.
[211]القديس جيروم (إيرونيموس)،Corpus Christianorum, Series Latina, Turnhout, Belgium, Brepols, 1953-, vol.77: p.259.
[212]القديس كيرلس الإسكندري، شرح إنجيل القديس يوحنا PG, vol.74: p.597.
[213]القديس كيرلس الإسكندري، شرح إنجيل القديس يوحنا، ترجمة د. جورج حبيب بباوي، مؤسسة القديس أنطونيوس المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، طبعة أولى 1977م، ص27.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/trials-of-jesus/peter-follow.html
تقصير الرابط:
tak.la/y25mw5j