محتويات: (إظهار/إخفاء) |
أسبوع الملء الاعتزاز بالخدمة الاعتراف بخطيته استلام الذبيحة نظافته الجسدية شركاء المذبح |
ويوجد تشابه أيضًا في رسامة كهنة العهد القديم والعهد الجديد في العديد من النقاط منها:
نجد الكاهن المرسوم حديثًا في العهد القديم لا يخرج خارج خيمة الاجتماع لمدة أسبوع حيث نجد الله يوصيهم قائلًا: «وَمِنْ لَدُنْ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لا تَخْرُجُونَ سَبْعَةَ أيَّامٍ إلَى يَوْمِ كَمَالِ إيَّامِ مَلْئِكُمْ لأنَّهُ سَبْعَةَ أيَّامٍ يَمْلَأُ أيْدِيَكُمْ.» (لا 8: 33)، ومن يكسر هذه القاعدة من الكهنة موتًا يموت (لا 8: 35). وكان يسمى أسبوع الملء. وفي هذه الفترة يتعلم الكاهن كيف يأخذ من الله، لكي يعطى كل الشعب. فهو لا يستطيع ملْء قلوب الناس ما لم يَملأُ الله يديه، ويعطيه أن يمتلئ من نعمه.
كذلك كاهن العهد الجديد يظل داخل الكنيسة أو الدير لمدة أربعين يومًا. مع ملاحظة السبعة الأيام رمز لكل حياة الكاهن على الأرض[27]، بينما الأربعون يومًا رمزًا للحياة الجديدة[28]. وهذه الأربعون يوما ليس لها علاقة باستلام الذبيحة، التي تتم بعد إتقان الطقس وحفظ القداس والحانة مهما كانت المدة اقل من الأربعين يومًا أو أكثر بعدة شهور.
عند رسامة الكاهن في العهد القديم، كان يؤخذ من دم الذبيحة من على المذبح وينضح به على جسمه، وعلى ملابسه، وكذلك من دهن المسحة (لا 8: 30)، وكانت دماء الذبائح تنتثر على ملابسهم وهم يذبحونها، ولم يروا في ذلك أية قذارة، أو اتساخ لملابسهم الفخمة والجميلة، إنما تقديس لهم ولملابسهم (خر 29: 21).
كذلك إن «كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ» (1 كو 1: 18). هكذا يرى كهنة العهد الجديد في الصليب كل بركة وفخر، ويردد الكاهن مع القديس بولس الرسول «وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الذي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.» (غل 6: 14). «وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الذي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ» (رو 5: 11). ولهذا يطلب الكاهن من السيد المسيح في سر البولس الثاني أن يعطينا القوة لنفتخر بصليبه كل حين، مع إنه «لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً!» (1 كو 1: 23).
كان الكاهن في العهد القديم قبل أن يقدم ذبائح عن الشعب يقدم عن نفسه (خر 29: 10- 14 ولا9: 7). وعندما كان يقرب ذبيحة خطية عن نفسه يقرب ثورًا ابن بقر صحيحًا فهي تعادل ذبيحة خطية الشعب (قارن لا 4: 3 ولا4: 14). وكل هذا ليعلن أنه خاطئ ويحتاج لكفارة عن خطيئته. وعن جسامة مسؤوليته أمام الله من نحو الشعب.
وكذلك كاهن العهد الجديد يصلى -قبل أن يختار الحمل ويمد يده للذبيحة- في صلاة الاستعداد[29] ويقول: «أنت يا سيدي تعلم أني غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب لهذه الخدمة المقدسة التي لك. وليس لي وجه أن اقترب وافتح فاي أمام مجدك المقدس بل ككثرة رأفتك اغفر لى أنا الخاطئ»... «أنت دعوتنا نحن عبيدك الأذلاء غير المستحقين لنكون خدامًا لمذبحك المقدس... أعط يا رب أن تكون مقبولة أمامك ذبيحتنا عن خطاياي وجهالات شعبك». فالكاهن هنا ينسب لنفسه الخطايا بينما للشعب الجهالات.
وفي صلاة الحجاب[30] للقديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات يصلى قائلا: «أيها الرب الإله ضابط الكل، العارف أفكار البشر والفاحص القلوب والكلى. وإذ أنا غير مستحق دعوتني إلى خدمتك المقدسة هذه، لا ترذلني ولا تصرف وجهك عنى، بل أمح جميع سيئاتي وأغسل عيب جسدي ودنس نفسي وطهرني كاملًا، لكي لا وأنا أطلب من صلاحك أن تعطى غفران الخطايا لآخرين أكون أنا غير ممتحن. نعم يا رب لا تردني ذليلًا مخزيًا بل أرسل علىَّ نعمة روحك القدوس، واجعلني مستحقًا أن أقف على مذبحك المقدس بغير وقوع في دينونة وأقرب لك الذبيحة الناطقة غير الدموية بسريرة نقية، صفحًا لخطاياي وسيئاتي، وغفرانًا لجهالات شعبك». وهنا أيضًا يركز الكاهن على خطاياه، وسيئاته إن كانت النفسية، أو الجسدية، ويطلب التطهير بالكامل للنفس، والجسد، والروح. بينما ينسب للشعب الجهالات.
وفي تحليل الآب بعد صلاة القسمة يصلى ويقول[31]: "اذكر يا رب ضعفي أنا أيضًا وأغفر لي خطاياي الكثيرة وحيث كثر الإثم فلتكثر هناك نعمتك، ومن أجل خطاياي خاصة ونجاسات قلبي لا تمنع شعبك نعمة روحك القدوس".
ثُمَّ اخَذَ. أي موسى النبي. الشَّحْمَ: الالْيَةَ وَكُلَّ الشَّحْمِ الذي عَلَى الاحْشَاءِ وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ وَالْكُلْيَتَيْنِ وَشَحْمَهُمَا وَالسَّاقَ الْيُمْنَى. وَمِنْ سَلِّ الْفَطِيرِ الذي امَامَ الرَّبِّ اخَذَ قُرْصا وَاحِدا فَطِيرا وَقُرْصا وَاحِدا مِنَ الْخُبْزِ بِزَيْتٍ وَرُقَاقَةً وَاحِدَةً وَوَضَعَهَا عَلَى الشَّحْمِ وَعَلَى السَّاقِ الْيُمْنَى وَجَعَلَ الْجَمِيعَ عَلَى كَفَّيْ هَارُونَ وَكُفُوفِ بَنِيهِ وَرَدَّدَهَا تَرْدِيدا امَامَ الرَّبِّ. ثُمَّ اخَذَهَا مُوسَى عَنْ كُفُوفِهِمْ وَاوْقَدَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْمُحْرَقَةِ. انَّهَا قُرْبَانُ مَلْءٍ لِرَائِحَةِ سُرُورٍ. وَقُودٌ هِيَ لِلرَّبِّ (لا 8: 25- 28).
نجد هنا أن رئيس الكهنة -وهو في هذه الحالة هو موسى النبي[32]- هو الذي يسلم الكاهن المرسوم حديثًا الذبيحة. وفي العهد الجديد في نهاية القداس يأخذ رئيس الكهنة أو الأسقف الجسد المقدس ويجعله بين يديه، ويضع الكاهن المرسوم حديثًا يديه فوق وأسفل يدي رئيس الكهنة، ويصلى معه الاعتراف الأخير.
لقد أمر الله بعمل مرحضة ليغسل الكهنة في العهد القديم أياديهم وأرجلهم عند دخولهم خيمة الاجتماع وقبل مباشرتهم أي عمل كهنوتي (خر 30: 19)، وجعل مكانها ما بين باب خيمة الاجتماع ومذبح المحرقة (خر 40: 7)، ومن لا يلتزم بذلك موتًا يموت حيث إنها فريضة أبدية (خر 30: 20، 21).
ونجد سليمان الملك صنع البحر النحاسي لهذا الغرض عند بنائه الهيكل، وجعله يسع ثلاثة آلاف بث من الماء[33] (2أخ 4: 5). وهذا التطهير ليس له صلة بما كان يتم بالمنزل، ولكنه قائم بذاته [قارن (لا 15 ويو 2: 6) مع (خر 30: 19 - 21)].
وهكذا أيضًا كهنة العهد الجديد لا يمدون أياديهم إلى الحَمَل ما لم يغسلون أياديهم أولًا. ويغسلون أياديهم مرة ثانية قبل بداية القداس، وبعد رسامات الكهنة أو الشمامسة. وفي كل مرة يرددون بعض الآيات من المزامير وهي:
تنضح علىَّ بزوفاك فأطهر تغسلني فأبيض أكثر من الثلج.
تسمعني سرورًا وفرحًا فتبتهج عظامي المتواضعة.
أغسل يدي بالنقاوة وأطوف بمذبحك يا رب لكي أسمع صوت تسبيحك هللويا.
وهم في هذا لا يقلدون بيلاطس البنطي الوالي الروماني إنما بيلاطس هو الذي كان يقلد الأتقياء عندما غسل يديه. حيث أن رئيس الكهنة كان يغتسل أكثر من مرة في يوم الكفارة. ولذلك الكهنة من المفروض أن لا يقولون أنا بريء...
ووضعت الكنيسة اللقان يقابل مكان المرحضة حيث إنها توضع في خورس الموعوظين.
وكل هذا صمّم لتعليمنا النقاوة في كلّ الخدمات، ولامتلاك وقار قدسية الله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ليس لأن الماء يعطى النقاوة في حد ذاته، إنما الاغتسال يحرك النفس لطلب النقاوة بالروح القدس، وأن نهتمّ بتجديد توبتنا. ويدلنا هذا أيضًا على تدقيق الكاهن مع نفسه في نقاوة قلبه وطهارة جسده. فالكاهن سيقف في الهيكل المقدس أمام الله الذي ينظّف الأيدي والقلوب.
ولهذا نجد القديس بولس الرسول يوصينا «لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ في يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ». (عب 10: 22).
والكتاب الثامن من المراسيم الرسولية يقول في ذلك: «لُيحضر أحد الإبدياقونين ماء لغسل أيدي الإكليروس، رمزًا لطهارة النفوس المكرسة لله».
وهو نفسه نص القانون (1: 52: 13) من قوانين الرسل القبطية: «ليأت إبيدياقون بماء للكهنة ليغسلوا أيديهم مثالًا لطهارة أنفسهم المكرسة لله»[34].
وابن كبر يقول عن هذا في كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة الجزء الثاني: «ويقدَّم للقس ماء ليغسل يديه. ومن تلك الساعة لا يمس شيئًا إلا أواني المذبح المكرزة فقط»[35].
واضح جدًا من الكتاب المقدس أن هارون وبنيه أي الكهنة، وكل سبط لاوي، معفون من أي عمل دنيوي لكي يتفرغوا لخدمة المذبح (تث 10: 9، 18: 1- 2)، فهم لا يعملون عملا آخر. فالله كان يعلمهم عدم الاهتمام بأمور هذا العالم فهو الذي يعولهم بالكامل، ويوفر لهم كل احتياجاتهم، ماداموا يعملون معه. ولذلك يحدد له نصيبه كالتالي: هَذَا يَكُونُ لكَ مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ مِنَ النَّارِ كُلُّ قَرَابِينِهِمْ مَعَ كُلِّ تَقْدِمَاتِهِمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ خَطَايَاهُمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ آثَامِهِمُ التي يَرُدُّونَهَا لِي. قُدْسُ أَقْدَاسٍ هِيَ لكَ وَلِبَنِيكَ. في قُدْسِ الأَقْدَاسِ تَأْكُلُهَا. كُلُّ ذَكَرٍ يَأْكُلُهَا. قُدْسًا تَكُونُ لكَ. وَهَذِهِ لكَ: الرَّفِيعَةُ مِنْ عَطَايَاهُمْ مَعَ كُلِّ تَرْدِيدَاتِ بَنِي إِسْرَائِيل. لكَ أَعْطَيْتُهَا وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. كُلُّ طَاهِرٍ في بَيْتِكَ يَأْكُلُ مِنْهَا. كُلُّ دَسَمِ الزَّيْتِ وَكُلُّ دَسَمِ المِسْطَارِ وَالحِنْطَةِ أَبْكَارُهُنَّ التي يُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ لكَ أَعْطَيْتُهَا. أَبْكَارُ كُلِّ مَا في أَرْضِهِمِ التي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ لكَ تَكُونُ. كُلُّ طَاهِرٍ في بَيْتِكَ يَأْكُلُهَا. كُلُّ مُحَرَّمٍ في إِسْرَائِيل يَكُونُ لكَ. كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ يُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ البَهَائِمِ يَكُونُ لكَ. غَيْرَ أَنَّكَ تَقْبَلُ فِدَاءَ بِكْرِ الإِنْسَانِ وَبِكْرُ البَهِيمَةِ النَّجِسَةِ تَقْبَلُ فِدَاءَهُ. وَفِدَاؤُهُ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ تَقْبَلُهُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ فِضَّةً خَمْسَةَ شَوَاقِل عَلى شَاقِلِ القُدْسِ. هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً. لكِنْ بِكْرُ البَقَرِ أَوْ بِكْرُ الضَّأْنِ أَوْ بِكْرُ المَعْزِ لا تَقْبَل فِدَاءَهُ. إِنَّهُ قُدْسٌ. بَل تَرُشُّ دَمَهُ عَلى المَذْبَحِ وَتُوقِدُ شَحْمَهُ وَقُودًا رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. وَلحْمُهُ يَكُونُ لكَ كَصَدْرِ التَّرْدِيدِ وَالسَّاقِ اليُمْنَى يَكُونُ لكَ. جَمِيعُ رَفَائِعِ الأَقْدَاسِ التي يَرْفَعُهَا بَنُو إِسْرَائِيل لِلرَّبِّ أَعْطَيْتُهَا لكَ وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ حَقًّا دَهْرِيًّا. مِيثَاقَ مِلحٍ دَهْرِيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لكَ وَلِزَرْعِكَ مَعَكَ». وَقَال الرَّبُّ لِهَارُونَ: «لا تَنَالُ نَصِيبًا في أَرْضِهِمْ وَلا يَكُونُ لكَ قِسْمٌ في وَسَطِهِمْ. أَنَا قِسْمُكَ وَنَصِيبُكَ في وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل» (عد 18: 9- 20).
ويؤكد على ذلك ويقول: «كُلُّ ذَكَرٍ مِنَ الْكَهَنَةِ يَأكُلُ مِنْهَا[36]. في مَكَانٍ مُقَدَّسٍ تُؤْكَلُ. انَّهَا قُدْسُ اقْدَاسٍ. ذَبِيحَةُ الاثْمِ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ لَهُمَا شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ. الْكَاهِنُ الذي يُكَفِّرُ بِهَا تَكُونُ لَهُ. وَالْكَاهِنُ الذي يُقَرِّبُ مُحْرَقَةَ انْسَانٍ فَجِلْدُ الْمُحْرَقَةِ التي يُقَرِّبُهَا يَكُونُ لَهُ. وَكُلُّ تَقْدِمَةٍ خُبِزَتْ في التَّنُّورِ وَكُلُّ مَا عُمِلَ في طَاجِنٍ اوْ عَلَى صَاجٍ يَكُونُ لِلْكَاهِنِ الذي يُقَرِّبُهُ. وَكُلُّ تَقْدِمَةٍ مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ أوْ نَاشِفَةً تَكُونُ لِجَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيل هَارُونَ كُلِّ انْسَانٍ كَاخِيه»ِ (لا 7: 5 – 10).
علاوة على العشور المأخوذة من اللاوِيِّينَ.
"وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: «وَاللاَّوِيُّونَ تُكَلِّمُهُمْ وَتَقُولُ لَهُمْ: مَتَى أَخَذْتُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل العُشْرَ الذي أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ مِنْ عِنْدِهِمْ نَصِيبًا لكُمْ تَرْفَعُونَ مِنْهُ رَفِيعَةَ الرَّبِّ: عُشْرًا مِنَ العُشْرِ فَيُحْسَبُ لكُمْ. إِنَّهُ رَفِيعَتُكُمْ كَالحِنْطَةِ مِنَ البَيْدَرِ وَكَالمِلءِ مِنَ المِعْصَرَةِ. فَهَكَذَا تَرْفَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا رَفِيعَةَ الرَّبِّ مِنْ جَمِيعِ عُشُورِكُمُ التي تَأْخُذُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل. تُعْطُونَ مِنْهَا رَفِيعَةَ الرَّبِّ لِهَارُونَ الكَاهِنِ»" (عد 18: 26- 28).
وكما وجه الكلام لهارون الكاهن وحدد له ما يأخذه، كذلك وجه الكلام لجماعة لبَنِي إِسْرَائِيل إسرائيل وعرفهم ماذا يعطون له من ذبائحهم.
«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: الذي يُقَرِّبُ ذَبِيحَةَ سَلامَتِهِ لِلرَّبِّ يَاتِى بِقُرْبَانِهِ إلَى الرَّبِّ مِنْ ذَبِيحَةِ سَلامَتِهِ. يَدَاهُ تَاتِيَانِ بِوَقَائِدِ الرَّبِّ. الشَّحْمُ يَأتِى بِهِ مَعَ الصَّدْرِ. أمَّا الصَّدْرُ فَلِكَيْ يُرَدِّدَهُ تَرْدِيدا أمَامَ الرَّبِّ. فَيُوقِدُ الْكَاهِنُ الشَّحْمَ عَلَى الْمَذْبَحِ وَيَكُونُ الصَّدْرُ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ. وَالسَّاقُ الْيُمْنَى تُعْطُونَهَا رَفِيعَةً لِلْكَاهِنِ مِنْ ذَبَائِحِ سَلامَتِكُمْ. الذي يُقَرِّبُ دَمَ ذَبِيحَةِ السَّلامَةِ وَالشَّحْمَ مِنْ بَنِي هَارُونَ تَكُونُ لَهُ السَّاقُ الْيُمْنَى نَصِيبا لانَّ صَدْرَ التَّرْدِيدِ وَسَاقَ الرَّفِيعَةِ قَدْ أخَذْتُهُمَا مِنْ بني إسرائيل مِنْ ذَبَائِحِ سَلامَتِهِمْ وَاعْطَيْتُهُمَا لِهَارُونَ الْكَاهِنِ وَلِبَنِيهِ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً مِنْ بني إسرائيل» (لا 7: 29 – 34).
وحدد أيضًا نصيب اللاويين.
«وَأَمَّا بَنُو لاوِى فَإِنِّى قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كُل عُشْرٍ في
إِسْرَائِيل مِيرَاثًا، عِوَضَ خِدْمَتَهِمْ الَّتيِ يَخْدِمُونَهاَ، خِدْمَةِ
خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَلا يَقْتَرِبُ أَيْضًا بَنُو إِسْرَائِيل إِلى
خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ لِيَحْمِلُوا خَطِيَّةً لِلمَوْتِ بَلِ اللاوِيُّونَ
يَخْدِمُونَ خِدْمَةَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَهُمْ يَحْمِلُونَ ذَنْبَهُمْ
فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً في أَجْيَالِكُمْ. وفي وَسَطِ إِسْرَائِيل لا
يَنَالُونَ نَصِيبًا. إِنَّ عُشُورَ بَنِي إِسْرَائِيل التي يَرْفَعُونَهَا
لِلرَّبِّ رَفِيعَةً قَدْ أَعْطَيْتُهَا لِلاوِيِّينَ نَصِيبًا. لِذَلِكَ قُلتُ
لهُمْ: في وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل لا يَنَالُونَ نَصِيبًا»
(عد 18: 21 – 24).
وهكذا أيضًا حددت قوانين الكنيسة أن الكاهن لا يعمل أي عمل أخر مع الكهنوت، ملزمة نفسها بإعالته، معتمدة على أقوال القديس بولس الرسول حينما قال:
«أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ في الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ. هَكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ». (1كو9: 13، 14).
«انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟» (1كو 10: 18).
«وَلَكِنْ لِيُشَارِكِ الذي يَتَعَلَّمُ الْكَلِمَةَ الْمُعَلِّمَ في جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ.» (غل 6: 6).
_____
[27] رقم سبعة يرمز لكمال الخليقة أو كمال الزمن.
[28] ولذلك نجد حياة موسى النبي تنقسم إلى ثلاث أربعينات، الأولى في قصر فرعون، والثانية في رعى الأغنام ببرية سيناء، والثالثة قائدًا لشعب بني إسرائيل في الخروج. ونجد أيضَا السيد المسيح يبدأ خدمته بعدما صام أربعين يومًا، ويصعد إلى السماء بعد أربعين يومًا من قيامته.
[29] صلاة تقال سرًا عند فرش المذبح.
[30] صلاة تقال سرًا بعد قانون الإيمان.
[31] وهذه الصلاة تقال سرًا أيضًا
[32] مُوسَى وَهَارُونُ بَيْنَ كَهَنَتِهِ (مز 99: 6)، ونلاحظ هنا أنه قدم موسى على هارون.
[33] أي ما يعادل مئة وخمسة وثلاثين متر مكعب من الماء. ولكن فعليًا يضعون به ألفى بث أي ما يعادل تسعون متر مكعب (1مل 7: 26).
[34] القداس الإلهى سر ملكوت الله ج 2 .
[35] القداس الإلهى سر ملكوت الله ج 2 .
[36] أي من ذَبِيحَةُ الاثْمٍ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-yoannes-st-paul/rite-eucharist-old-testament/priest.html
تقصير الرابط:
tak.la/zdrgtd9