St-Takla.org  >   books  >   fr-yoannes-st-paul  >   rite-eucharist-old-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الطقس ما بين الإفخارستيا وذبائح العهد القديم - القمص يوأنس الأنبا بولا

9- الفصل الأول من الباب الثاني: الكاهن 1: ملابس الكهنة

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

التونية
العمامة
الحذاء
يوم الكفارة وملابس رئيس الكهنة

لقد أمر الله موسى النبي بصنع ثياب للكهنة في العهد القديم، وهو بذاته حدد مواصفاتها، ونوع خاماتها، وشكلها، وعدد قطعها، وملأ الصناع الذين يقومون بحياكتها بالحكمة، وكل ذلك من أجل أن يكون الكاهن ممتلئًا بالمجد والبهاء كخادم لله.

والقديس بولس الرسول يقول: «ثُمَّ إن كانت خدمة الموت[17] المنقوشة بأحرف في حجارة قد حصلت في مجد.... فكيف لا تكون بالأولى خدمة الروح في مجد. لأنه إن كانت خدمة الدينونة مجدًا فبالأولى كثيرا تزيد خدمة البر في مجد.» (2كو 3: 7- 9).

ولذلك رأت كنيسة العهد الجديد أن تستعمل هذه الملابس للخدمة مع تعديل بسيط ليناسب خدمة العهد الجديد فمثلًا:

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

التونية:

القميص المخرم[18] (خر 28: 4، 93- 40) هو هو بنفسه التونية، ولذلك لا نجدها إطلاقا مشقوقة من الأمام وإنما تكون فتحة الرأس في وسطها كفتحة الدرع[19] ويكون لفتحتها حاشية حواليها مطرزة، ولها أكمام طويلة، وتصل إلى القدمين.

يطرز فيها صليب من الأمام أكبر من الصليب الذي على الظهر لأن خطايا الشعب ما هي إلا جهالات بالنسبة للكاهن.

ويطرز الصليب أيضًا على الأكمام لأنه لا يتبارك شيء من أمور الكنيسة ولا يتقدس إلا بالصلاة وكلمة الله وبإشارة الصليب.

فتكرار رسم علامة الصليب للدلالة على إنها خاصة بخدمة الله وقد طبعت بختمه. ولذلك لا تستخدم خارج الصلوات الطقسية.

وكتاب اللآلئ النفيسة يشرح ذلك قائلًا: «أن الصليب الموجود على التونية من الأمام وُضِعَ لكي ينظر الكاهن إلى آثار المسيح بتدقيق ويجتهد في اقتفائها بنشاط، أما من الخلف فلكي يحتمل بصبر جميل -حبًا بالله- جميع الإهانات اللاحقة به من قبل الغير. فالكاهن يحمل الصليب من قدامه لكي يبكى على خطاياه ومن خلفه لكي يبكى إشفاقا للخطايا التي يقترفها الآخرون، ويعلم أنه قد أقيم وسيطًا[20] بين الله والخاطئ فلا يفتر عن الصلاة وتقديم القربان الأقدس إلى أن يؤهل لاستمداد النعمة[21]».

وهي أيضًا من اللون الأبيض رمزًا إلى الطهارة والقداسة والبر (دا 11: 35، رؤ 19: 8). وللدلالة على التطهير من الخطية (مز 51: 7، إش 1: 18، دا 12: 10، رؤ 7: 14). ففتحة الرقبة التي تشبه فتحة الدرع ولونها الأبيض الذي يرمز للبر يحث الكاهن ليكتسي بالبر كدرع (أش 59: 17، اف 6 :14).

والتونية عادة تطرز بأحد هذه الألوان أو مجتمعة معًا[22]. الأسمانجوني: وهو اللون الأزرق، لون السماء، ويشير الأسمانجوني[23] إلى الحكمة، خاصة في الملوك (سيراخ 6: 31)، ويرى الكثيرون أنه يرمز أحيانًا إلى الألوهية لأنه لون السماء.

والأرجوان[24]: إلى الملوكية والشرف والمكانة الرفيعة حيث إنه لباس الملوك والأغنياء (قض 8: 26، اس 8: 15، دا 5: 7، لو16: 19).

والقرمز: لون الدم، فهو يرمز لدم الذبائح، وبخاصة ذبيحة المسيح التي كفرت عن خطايانا.

St-Takla.org Image: Coptic priest garment صورة في موقع الأنبا تكلا: ملابس الأب الكاهن

St-Takla.org Image: Coptic priest garment

صورة في موقع الأنبا تكلا: ملابس الأب الكاهن

وينقش على التونية حول الصليب بأسلاك الذهب والفضة اسم «يسوع المسيح ابن الله» فالذهب يرمز إلى اللاهوت، والفضة إلى الفداء. وبهذا الشكل تعلن الكنيسة عن السيد المسيح ابن الله المتجسد الذي صالَحنا مع الله وفدانا بدمه على الصليب.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العمامة:

القلنسوة أو العمامة (خر 28: 4، 39 - 40) هي بذاتها التاج أو البلين أو الشملة، أو القلنسوة، أو الطيلسانة فهي غطاء الرأس ويتدلى على الظهر، عليها صليبان أحدهما على الرأس، والأخر على الظهر، إشارة إلى إنه بالصليب كان خلاصنا. فهى خوذة الخلاص على رأسه (أش 59: 17، 1 تس 5: 8). ولبسها على الرأس يذكرنا باليقظة الروحية أبان الخدمة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الحذاء:

مع أن هارون وبنيه كانوا يلبسون الثياب الفاخرة والتي ترمز لقداسة الخدمة، لا يلبسون في أقدامهم أحذية لأنهم واقفين على أرض مقدسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. حيث المكان تقدس بحلول الله به كما تقدست أرض العليقة حينما تجلى الله بها ونادى موسى قائلًا: «لا تَقْتَرِبْ الَى هَهُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ لانَّ الْمَوْضِعَ الذي انْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ ارْضٌ مُقَدَّسَةٌ» (خر 3 :5، اع 7: 33)، فهم لا يحتاجون إلى حذاء كما في الخارج ليفصل بينهم وبين الأرض التي لُعنت بسب خطية أبونا آدم عندما قال له: «لانَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَاتِكَ وَاكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ التي اوْصَيْتُكَ قَائِلا: لا تَأكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الارْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَاكُلُ مِنْهَا كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكَ». (تك3: 17).

كذلك كهنة العهد الجديد لا يلبسون أحذية في أرجلهم، احترامًا وخضوعًا وخشوعًا. فالكهنة دائمًا حاذين أرجلهم باستعداد إنجيل السلام (اف 6: 15).

وفي قوانين البابا خريستوذولوس الـ66 «ولا يدخل أحد الكنيسة إلا حافيًا مكشوف الرأس». وكذلك في قوانين القديس باسيليوس «ولا يلبس أحد حذاء داخل المذبح».

والقدّيس غريغوريوس النازينزي (329-390) يقول: «ليت من يقترب إلى الأرض المقدّسة التي هي قدس الله يخلع نعليه كما فعل موسى حتى لا يدخل بشيء ميت إلى هناك، ولا يكون بينه وبين الله شيء».

والقدّيس أغسطينوس (354-430): يزيده إيضاحًا «ما هو الحذاء؟ الحذاء هو الذي نستعمله كغطاء لأقدامنا من جلود الحيوانات الميتة، وبخصوصه نحن مطالبون أن نُقلع من الأعمال الميتة وننبذها هذه التي حُذر منها موسى بصورة رمزية عندما خاطبه الرب قائلًا: «اخلع الحذاء من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدّسه»، وهل هناك أرض مقدّسة أكثر من كنيسة الله؟ من أجل هذا فلنقف فيها خالعين الأحذية، أي فلنرفض وننبذ الأعمال الميتة».

ولا ننسى أن الهيكل يمثل السماء، وفي السماء لا نحتاج إلى أحذية، ولهذا نجد فنان الإيقونة لا يرسم السيد المسيح وهو يلبس حذاء في قدميه في أيقونتي القيامة والصعود، حيث أنه متجه نحو السماء وكذلك أيقونة البانطوكراطور. فهنا الطقس يؤكد على فكرة نحن قيام في هذا الوقت في السماء.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يوم الكفارة وملابس رئيس الكهنة:

لقد كان رئيس الكهنة في يوم الكفارة بعد أن يقوم بالخدمة الصباحية أو الدائمة التي على مدار السنة. والتي كان يقوم بها عادةً الكهنة. يخلع ملابسه التي للمجد والبهاء، ويلبس عوضًا عنها ملابس الكهنة العادية، إذ «يلبس قَمِيصَ كَتَّانٍ مُقَدَّسا وَتَكُوُن سَرَاوِيلُ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ وَيَتَنَطَّقُ بِمِنْطَقَةِ كَتَّانٍ وَيَتَعَمَّمُ بِعِمَامَةِ كَتَّانٍ» (لا 16: 4). وبهذه الملابس يدخل إلى قدس الأقداس ويتراءى في حضرة الله، بدون أي مجد، أو بر شخصي، مقرًا بذنبه، معترفًا بخطيته، وجهالات شعبه. وكأنه يردد مع إشعياء النبي « قَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا» (إش 64: 6). وهذا هو ما يصنعه رئيس الكهنة البابا البطريرك أو الأسقف في العهد الجديد، حيث يخلع تاجه من على رأسه وقت قراءة الإنجيل، ثم بعد ذلك البرنس[25] ليدخل الهيكل ويصلى قداس المؤمنين أي الأنافورا.

ولنا هنا ملحوظة مهمة حيث أنه حدث بعض التغيير في ملابس الكهنة في الفترة الأخيرة، بحجة البعض التحرر من بعض الملابس، لحرية الحركة، أو بسبب حرارة الجو... إلخ. فمن النادر أن نرى كاهنا يلبس فراجية مثلا، أو الروب الكهنوتي الإكليريكي، حيث نجد به منطقة الكاهن جزءًا لا يتجزأ منه ويكتفي بجلباب الراهب. وحتى في ملابس الخدمة الكهنوتية من النادر أن نرى كاهن يلبس الصدرية. فالملابس الكهنوتية عبارة عن سبع قطع[26]. فما أجملها، وليتنا أن نكون حريصين عليها قبل أن تضيع معظم ملابسنا الكهنوتية كما ضاع بعض ملابس للرهبان ولا نعلم عنها سوى أسمائها مثل: القرفل، الطساط، الوزرة، والشقق. راجع منارة الأقداس الجزء الثاني.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 [17] لأنه لما كنا في الجسد كانت أهواء الخطايا التي بالناموس تعمل في أعضائنا لكي نثمر للموت.... فَوُجَدَتْ الوصية التي للحياة هي نفسها لي للموت (رو 7: 5، 10).

 [18] أي مطرز وطرز الثوب وشَّاہ وزخرفه، وكانت الملابس الثمينة توشى، بخيوط الحرير أو بأسلاك الذهب والفضة، وكانت الثياب المطرزة تعتبر من أثمن الغنائم في الحروب، لذلك تقول دبورة في نشيدها، إن أم سيسرا كانت تنتظر غنيمة ثياب مصبوغة مطرزة، ثياب مصبوغة مطرزة الوجهين (قض 5: 30).

 [19] الدرع هو من أدوات الحرب قديما وكانت تلبس حول الجزء الأعلى من الجسم للوقاية من السهام.

 [20] أي شفيعا وهذا ما يعبر عنه معنى كلمة كاهن، فهو خادم للمسيح، ووكيل لسرائر الله (1كو 4: 1)

 [21] نقلًا عن الإقتداء بالمسيح في ص 253

 [22] هذه الألوان هي التي يتكون منها صدرة رئيس الكهنة.

 [23] ولكن ليس معنى هذا أن ما يرمز إليه لون في موضع ما في الكتاب المقدس هو ما يرمز إليه في كل موضع آخر.

 [24] لون صباغة يشمل البنفسجي والقرمزي أو الأحمر (قاموس الكتاب المقدس ص 45).

 [25] وهو ما يصنعه الكهنة أيضًا في أيام الأعياد حيث يخلعون برانسهم مع بداية صلاة الصلح.

 [26] وهي التونية والصدرة والكمان والمنطقة والعمامة والبرنس.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-yoannes-st-paul/rite-eucharist-old-testament/priest-clothing.html

تقصير الرابط:
tak.la/st9ra5p