محتويات:
(إظهار/إخفاء)
مكان مذبح البخور
الطواف حول المذبح
يوم الكفارة ودورات البخور
المرور بالبخور وسط الشعب
المذبح القبطي يماثل المذبح في العهد القديم من أوجه مختلفة فهو مكعب الشكل تقريبًا، ولا يصعد لهُ بدرج «وَلا تَصْعَدْ بِدَرَجٍ الَى مَذْبَحِى كَيْلا تَنْكَشِفَ عَوْرَتُكَ عَلَيْهِ» (خر 20: 26).
وغير ملاصق لأي حائط «وَتَجْعَلُ مَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ قُدَّامَ بَابِ مَسْكَنِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ» (خر 40: 6).
فالمذبح هو السيد المسيح الحمل الذي في وسط العرش «وَرَأَيْتُ فَإِذَا في وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وفي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ» (رؤ 5: 6 و7: 17).
وأيضًا يكون مجوفًا «وَتَصْنَعُ لَهُ شُبَّاكَةً صَنْعَةَ الشَّبَكَةِ مِنْ نُحَاسٍ. وَتَصْنَعُ عَلَى الشَّبَكَةِ ارْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ نُحَاسٍ عَلَى أرْبَعَةِ اطْرَافِهِ. تَجْعَلُهَا تَحْتَ حَاجِبِ الْمَذْبَحِ مِنْ أسْفَلُ. وَتَكُونُ الشَّبَكَةُ الَي نِصْفِ الْمَذْبَحِ» (خر 27: 4، 5). وأكد ذلك بصورة أوضح قائلًا: «مُجَوَّفا تَصْنَعُهُ مِنْ الْوَاحٍ. كَمَا اظْهِرَ لَكَ في الْجَبَلِ هَكَذَا يَصْنَعُونَهُ» (خر 27: 8).
وذلك رمز للسيد المسيح الذي تنازل وأخذ جسد إنسان وهو الإله الذي إِذْ كَانَ في صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا في شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ في الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (في 2: 6-8) فهو من أجلنا افتقر وهو غنى لكي نستغني نحن بفقره (2 كو 8: 9).
ومن المعروف عن المذابح القبطية إذا بنيت[37] من حجارة لا ينحت فيها أي رسوم أيا كانت حتى الصلبان عملا بالوصية الإلهية «وَانْ صَنَعْتَ لِى مَذْبَحا مِنْ حِجَارَةٍ فَلا تَبْنِهِ مِنْهَا مَنْحُوتَةً. اذَا رَفَعْتَ عَلَيْهَا أزْمِيلَكَ تُدَنِّسُهَا» (خر 20: 25). ويؤكد على هذا الأمر ويزيده إيضاحا في سفر التثنية قائلًا: «وَتَبْنِى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ مَذْبَحًا مِنْ حِجَارَةٍ لا تَرْفَعْ عَليْهَا حَدِيدًا» (تث 27: 5).
وكل ذلك لأن المذبح هو
السيد المسيح[38]،
الحجر الذي قطع بغير يدين في رؤيا نبوخذ نصر
«كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ فَضَرَبَ
التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ
فَسَحَقَهُمَا. فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ
وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعًا وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ في
الصَّيْفِ فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا
الْحَجَرُ الذي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلًا كَبِيرًا وَمَلَأَ
الأَرْضَ كُلَّهَا... وفي أَيَّامِ هَؤُلاَءِ الْمُلُوكِ يُقِيمُ إِلَهُ
السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ
لِشَعْبٍ آخَرَ وَتَسْحَقُ وَتُفْنِى كُلَّ هَذِهِ الْمَمَالِكِ وَهِيَ
تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ
جَبَلٍ لاَ بِيَدَيْنِ فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ
وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ»
(دا 2: 34-35؛ 44-45).
ومعلمنا القديس بطرس الرسول يعلن أن السيد المسيح هو الحجر الحى الذي تقدم عليه الذبائح ولذلك يطالبنا نحن المؤمنين أن نكون مذابح حية لتقديم الذبائح الروحية قائلًا: «الذي إِذْ تَأْتُونَ إِلَيْهِ، حَجَرًا حَيًّا مَرْفُوضًا مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ مُخْتَارٌ مِنَ اللهِ كَرِيمٌ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ، بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بط 2: 4، 5).
وكذلك القديس بولس الرسول يصف السيد المسيح بالصخرة التي تابعت بني إسرائيل في فترة التوهان بسيناء (1كو 10: 4).
فالمذبح في الكنيسة القبطية هو مذبح حي ناطق سمائي[39].
لقد وضع مذبح البخور في خيمة الاجتماع أمام الحجاب في منتصف القدس (خر 30: 6، 40: 5، 26. 27)، وعن يمينه المنارة، وعن يساره مائدة خبز الوجوه (خر 26: 35، 40: 22، 24). وكان يقدم عليه البخور العطر صباحًا ومساءً كل يوم (خر 30: 7، 8).
وفي كنيستنا وضعت حلقة في منتصف باب الهيكل لكي يوضع بها الشورية[40]. حيث مكان مذبح البخور في خيمة الاجتماع[41].
وصلاتا عشية وباكر هي خارج باب الهيكل وأمامه مباشرةً لأنها في الأساس رفع بخور[42]. ولا يدخل الكاهن الهيكل سوى في الصلوات السرية، وفي دخوله كل مرةً لابد أن يقدم ويرفع بخور لله على المذبح.
واتجاه دورة البخور هو نفس الاتجاه الذي كان يدور به رئيس الكهنة حول مذبح البخور عندما كان ينضح بدم الذبائح في يوم الكفارة، فالكاهن يتحرك في عكس اتجاه الزمن[43]. أي عكس اتجاه الساعة، لأننا في هذا الوقت نتجاوز الزمن ونسعى نحو الأبدية، ولذلك نصلى في قطع الساعة الثالثة من الأجبية ونقول: «إذ ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء».
والمرة الوحيدة التي يطوف بها في اتجاه الزمن هي في دورة الإبركسيس، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
حيث أن
السيد المسيح
أرسل الرسل ليكرزوا للعالم بالتوبة، ولذلك في هذه الدورة يطوفون
حسب اتجاه الزمن
أو الخليقة لكي تذكرنا بالهدف من الكرازة وهي التوبة.
كان الشعب في العهد القديم يطوفون حول المذبح. ولذلك يطلب المرتل من الله قائلا: «أَغْسِلُ يَدَيَّ في النَّقَاوَةِ فَأَطُوفُ بِمَذْبَحِكَ يَا رَبُّ لِأُسَمِّعَ بِصَوْتِ الْحَمْدِ وَأُحَدِّثَ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ» (مز 26: 6، 7).
ولقد قيل عن الشيطان قبل السقوط: «أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ. وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللَّهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ» (حز 28: 14).
وفي العهد الجديد ندور حول المذبح أيضًا عدة دورات وهي:
دورات البخور كما في بخور عشية وباكر، البولس والإبركسيس بالقداس.
الدورة بالبشارة وهي بعد أوشية الإنجيل إن كان بالعشية.
أو باكر أو القداس.
الدورة بالحمل في بداية القداس.
الزفة في بعض الأعياد السيدية وأعياد الصليب.
يوم الكفارة هو من أهم الأيام والأعياد في اليهودية، وكان له طقس خاص به، وهو اليوم الوحيد الذي يستطيع أن يدخل رئيس الكهنة فيه إلى قدس الأقداس، وكان رئيس الكهنة يدخله ثلاث مرات في هذا اليوم.
المرة الأولى بالبخور «فَتُغَشِّى سَحَابَةُ الْبَخُورِ الْغِطَاءَ الذي عَلَى الشَّهَادَةِ فَلا يَمُوتُ. لانِّ الله في السَّحَابِ يتَرَاءَى عَلَى الْغِطَاءِ»، ويترك هناك المجمرة الذهبية[44].
والمرة الثانية بدم الثور ليكفر عن نفسه.
والمرة الثالثة بدم تيس المعز ليكفر عن الشعب.
ثم يخرج إلى مذبح البخور ليكفر عنه ويرش دم الثور وتيس المعز على قرونه مستديرًا (لا 16: 13، 19).
وهذا هو بنفسه ما يتممه كاهن العهد الجديد إن كان في صلاة عشية، أو باكر، أو القداس، فيأخذ البخور ويدخل به إلى الهيكل ثلاث مرات. ففي صلاة رفع بخور عشية وباكر المرة الأولى بعد صلاة الشكر، والثانية بعد الأواشي. أن كانت الراقدين أو المرضى والمسافرين، والثالثة في سر الرجعة. بينما في القداس الأولى في دورة البولس، والثانية في سر الرجعة، والثالثة في دورة الأبركسيس.
ونلاحظ أن رئيس الكهنة في العهد القديم ينضح بالدم على وجه الغطاء ناحية الشرق من التابوت وهي الجهة المقابلة لرئيس الكهنة في دخوله ثم ينضح سبعة مرات أخرى أمامه. وهذا ما يقوم به أيضًا كاهن العهد الجديد حيث يرفع البخور وهو يصلى سر البخور ثم يصلى الثلاث أواشي الصغار على سبع دفعات مبتدأً من غرب المذبح وهي الجهة المقابلة للكاهن في دخوله للمذبح والثانية في الشرق كما أمر الله رئيس الكهنة ثم في الغرب وهكذا إلى نهاية السبع مرات.
ثم يخرج خارج المذبح أمام باب الهيكل حيث مكان مذبح البخور ويقدم البخور سبعة مرات أيضًا وهو يدور حول نفسه في الاتجاهات الأربعة وكأنه ينضح بالدم حول قرون مذبح البخور مستديرًا.
عبارة عن ثلاث مرات في الشرق وهو يصلى في المرة الأولى: نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا، وفي الثانية: أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك وأسجد قدام هيكلك المقدس، وفي الثالثة: أمام الملائكة أرتل لك وأسجد قدام هيكلك المقدس.
والمرة الرابعة في الناحية البحرية وهو يقول: نعطيك السلام مع جبرائيل الملاك قائلين السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك.
والمرة الخامسة في الناحية الغربية وهو يقول: السلام لمصاف الملائكة وساداتي الآباء الرسل وصفوف الشهداء وجميع القديسين.
والسادسة في الناحية القبلية قائلا: السلام ليوحنا بن زكريا السلام للكاهن ابن الكاهن،
والمرة السابعة والأخيرة ناحية الشرق مرة ثانية وهو يقول: فلنسجد لمحب البشر الصالح لأنه ترأف علينا وأتى وخلصنا.
وبعد دورة الأبركسيس لا يدخل الكاهن الهيكل إنما يصلى سر الرجعة على باب الهيكل حيث مكان مذبح البخور وكأنه يذكرنا بما كان يفعله رئيس الكهنة في العهد القديم عندما كان يخرج من قدس الأقداس «فَيُكَفِّرُ عَنِ الْقُدْسِ مِنْ نَجَاسَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنْ سَيِّئَاتِهِمْ مَعَ كُلِّ خَطَايَاهُمْ. وَهكَذَا يَفْعَلُ لِخَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الْقَائِمَةِ بَيْنَهُمْ فِي وَسَطِ نَجَاسَاتِهِمْ... فَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ وَعَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ». (لا 61: 61، 71).
والأواشي الصغار تصلى بالطواف حول المذبح دلالةً على حضور الرب في وسط الكنيسة، فالكنيسة تقوم بالسلامة السماوية، وتفسير كلمة الحق باستقامة من خلال آبائها، ونمو شعب الله في الفضيلة والنعمة والعدد ألوف ألوف وربوات ربوات. والطواف بالبشارة والصليب يحملهما شماسان أو شماس واحد في مقابل الكاهن وهو رافع البشارة بيده ومعه الصليب دلالًة على أنهم يحرسون البيعة التي يصلُّون من أجل سلامتها من خلال دم السيد المسيح وبقوة كلمة الله وبسر الصليب المجيد، ولا ننسى أن الله في العهد القديم يقول لأورشليم «عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ، حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً في الأَرْضِ» (إش 62: 6، 7).
وواضح هنا أن الحراسة قائمة أيضا بالصلاة. وكذلك أقام اللاويين ليحفظون شعائره وشعائر كل الجماعة قدام خيمة الاجتماع ويخدمون خدمة المسكن. فيحرسون كل أمتعة خيمة الاجتماع وحراسة بني إسرائيل ويخدمون خدمة المسكن (عد 3: 7، 8).
والكنيسة تكرر صلوات هذه الأواشي كثيرًا لأهميتها مقتدية بالسيد المسيح له المجد عندما كرر صلاته في جثسيماني ثلاث مرات (مت 26: 44)، فهي تلح بالصلاة من أجل سلامتها وبنيانها الروحي.
وكما كان رئيس الكهنة في العهد القديم لا يستطيع الدخول إلى قدس الأقداس بدون البخور أولًا لئلا يموت ثم بدم الكفارة[45]، هكذا كاهن العهد الجديد لا يدخل إلى الهيكل دون أن يقدم[46] ويرفع البخور لله في كل مرة، حيث أن الهيكل هو هيكل الله الآب وليس لنا قدوم إلا بالسيد المسيح والقديس بولس الرسول يعلن هذه الحقيقة قائلا: «لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُومًا فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ.» (اف 2: 18). والمرة الوحيدة التي يدخل فيها الكاهن إلى الهيكل بدون بخور عندما يقدم الحمل حيث يكون محميًا من خلال دم الحمل.
وكما يشير المذبح إلى المذود وفي نفس الوقت إلى القبر، هكذا أيضًا البخور يشير إلى ذبيحة التسبيح والصلاة ويشير أيضًا إلى المسيح فهو رائحة الله الذكية (2 كو 2: 15)، فالسيد المسيح أَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً (أف 5: 2).
وتعبر عن ذلك ثيؤطوكية يوم الأحد فنصلى بها قائلين: «شبهوا المجمرة الذهبية بالعذراء وعنبرها. أي بخورها. هو عمانوئيل[47]»، والقطعة السادسة منها تؤكد هذا قائلة: أنت هي المجمرة الذهب النقي حاملة جمر النار المباركة، الذي يؤخذ من المذبح يطهر الخطايا ويمحو الآثام، أي الله الكلمة الذي تجسد منك ورفع ذاته بخورًا إلى الله أبيه».
وفي أبصالية يوم الاثنين قائلين: «عنبر كثير الثمن هو اسمك القدوس يا ربى يسوع[48]».
وفي القداس أيضًا وأثناء رفع بخور البولس نجد الشعب يعلن هذا ويقول في لحن تي شورى: «المجمرة الذهب هي العذراء وعنبرها -أي بخورها- هو مخلصنا[49]، ولدته وخلصنا وغفر لنا خطايانا».
ولهذا يضع الكاهن البخور في بداية لحن آجيوس وعندما يصلى ويقول: تجسد وتأنس، وفي القداس الكيرلسي يضع الكاهن البخور وهو يقول آجيوس ويدور بالشورية الكاهن الشريك حول المذبح وأيضًا أثناء التقديس يضع البخور. ويشير البخور أيضا إلى حضور الله في وسط شعبه ولذلك يعطى الكاهن البخور كثيرًا أثناء قراءة الإنجيل.
ثُمَّ قَال مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذِ المَجْمَرَةَ وَاجْعَل فِيهَا نَارًا مِنْ عَلى المَذْبَحِ وَضَعْ بَخُورًا وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعًا إِلى الجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الوَبَأُ». فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَال مُوسَى وَرَكَضَ إِلى وَسَطِ الجَمَاعَةِ وَإِذَا الوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي الشَّعْبِ. فَوَضَعَ البَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ. وَوَقَفَ بَيْنَ المَوْتَى وَالأَحْيَاءِ فَامْتَنَعَ الوَبَأُ» (عد 16: 46- 48). من الواضح أن البخور هنا من أجل التكفير والتطهير من الخطية، ويشير إلى التوبة ورائحة القداسة والبر.
ولهذا وضعت الكنيسة صلاة خاصة عند العودة من بين التجوال بالبخور في وسط الشعب للمذبح، حيث يصلى الكاهن سر الرجعة قائلا:
«يا الله الذي قبل إليه اعتراف اللص على الصليب المكرم اقبل إليك اعتراف شعبك واغفر لهم جميع خطاياهم من أجل اسمك القدوس الذي دعي علينا كرحمتك يا رب ولا كخطايانا».
_____
[37] كلمة «إذا بنيت» توضح أنه توجد طرق أخرى لإقامة المذبح غير البناء بالحجارة، مثل مذبح المحرقة والبخور في خيمة الاجتماع، حيث أنهما كانا من الخشب وغلفا بالنحاس والذهب. وفي هذه الحالة ممكن أن ينقش عليها أو ينحت بها.
[38] راجع السيد المسيح كمذبح ص 22.
[39] أوشية القرابين والآباء الكبيرة.
[40] وهذا ما يعلل الإشارة بدرج البخور في نهاية أوشية الآباء الكبيرة بالقداس قبل صلاة قانون الإيمان وصلاة الصلح، عندما يصلى الكاهن «وصلاواتهم التي يصنعونها عنا وعن كل شعبك وصلواتنا نحن أيضا عليهم»، حيث في الأصل كان الكاهن يمسك درج البخور في هذا الوقت ليضع البخور في الشورية وهي على باب الهيكل استعدادًا لصلاة الاجتماعات الكبيرة، وعندما أهمل وضع الشورية في وسط الباب الملوكي مازالت حركة مسك درج البخور والتفات الكاهن به غربًا سارية تشهد لهذا الوضع.
[41] وَتَجْعَلُ مَذْبَحَ الذَّهَبِ لِلْبَخُورِ امَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ. وَتَضَعُ سَجْفَ الْبَابِ لِلْمَسْكَنِ وَوَضَعَ مَذْبَحَ الذَّهَبِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ قُدَّامَ الْحِجَابِ، وَبَخَّرَ عَلَيْهِ بِبَخُورٍ عَطِرٍ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. (خر 40: 5، 26- 27). وَتَجْعَلُهُ قُدَّامَ الْحِجَابِ الذي امَامَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ. قُدَّامَ الْغِطَاءِ الذي عَلَى الشَّهَادَةِ حَيْثُ اجْتَمِعُ بِكَ(خر 30: 6).
[42] وهي تقابل تقدمة البخور صباحًا ومساءً.
[43] دراسات لاهوتية في العهد القديم ج. 4 الأعياد، للراهب القس مرقوريوس الأنبا بيشوي
.[44] ربما كان يتركها هناك للسنة القادمة وهذا ما يعلل قول القديس بولس الرسول أنه توجد مجمرة من ذهب داخل قدس الأقداس (عب 9: 4).
[45] وهذا يوضح ما يجب أن نكون عليه من مهابة في دخولنا إلى المذبح.
[46] ولذلك نجد الكاهن الشريك يضع البخور في سر البولس بعد تحليل الخدام والطبيعي يظل بالهيكل ولا يخرج منه إلا بنهاية القداس ولهذا صنع في تصميم شرقية الهيكل سبع درجات ليجلس عليهم الرتب الكهنوتية.
[47] القطعة الخامسة عشر الربع التاسع.
[48] الربع الخامس عشر.
[49] لقب مخلصنا من أهم ألقاب السيد المسيح وتستعمله الكنيسة بكثرة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-yoannes-st-paul/rite-eucharist-old-testament/altar.html
Connection failed: SQLSTATE[08004] [1040] Too many connections