لم تهاجم الكنيسة حق الإنسان في الملكية خاصة، لكنها اهتمت بطريقة استخدام المؤمنين لها لتعلن عن منهج حياتهم، إن كانت فاضلة أو شريرة.
يرى القدّيس أمبروسيوس أن كل شيء خُلق للاستخدام العام، ويحق لكل شخصٍ أن يتمتع بخيرات الأرض. وأن الملكية الخاصة تخلق عدم مساواة[8]. الإنسان التقي – في نظر القديس أغسطينوس - يميز بين استخدام الشيء والتمتع به. فيستخدم ما يلزم استخدامه، ويتمتع بما يلزم التمتع به، دون الخلط بينهما.
* أن نتمتع بأي شيء يعني أن نلتصق به بقوة لأجل الشيء في ذاته. وأما أن نستخدم شيئًا فهو أن نوظف ما نناله، لنحصل على ما نحتاج إليه، بشرط أن يكون من اللائق بنا أن نحتاجه[9].
* لا تظن أن الفضة أو الذهب يجب أن يُلاما بسبب الجشعين، ولا الطعام والخمر بسبب النهمين والسكارى، ولا الجمال النسائي بسبب الزناة والفاسقين. وهكذا في كل الأمور الأخرى، خاصة حينما ترى طبيبًا يستخدم نارًا بطريقة صالحة بينما قاتل يستخدم خبزًا به سم لتنفيذ جريمته[10].
* إذ فقد أيوب كل غناه وبلغ إلى أقصى الفقر، احتفظ بنفسه غير مضطربة، مركزًا على الله ليظهر أن الأمور الأرضية ليست بذات قيمة في عينيه، بل كان هو أعظم منها، والله أعظم منه. فلو أن رجال أيامنا هذه لهم ذات الفكر، لما كنا مُنعنا بإصرارٍ في العهد الجديد من امتلاك هذه الأشياء لكي ما نبلغ الكمال. لأن امتلاكنا مثل هذه الأشياء دون التعلق بها لشيء جدير بالثناء أكثر من عدم امتلاكها نهائيًا[11].
_____
[8] Expos. Evong sec Luc. 7: 124; 247.
[9] On Christian Doctrine 1:3-4.
[10] On Free Choice of the will, 1:6:15.
[11] The way of Life of the Catholic Church, 1:23:42.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/worldly.html
تقصير الرابط:
tak.la/s8hd2xy