* ماذا يعنى الرسول عندما يقول: "بل الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع" (ا تي 6: 17)؟ يعطينا الله بفيض كل الأشياء الضرورية أكثر من المال مثل الهواء والماء والنار وأشعة الشمس والأشياء التي من هذا النوع. ومع ذلك لا يمكن القول بأن الغني لديه أشعة شمس أكثر من الفقير، ولا يمكن القول بأن الغني يتنفس هواء أكثر من الفقير. كل هذه الأشياء مُتاحة للكل بطريقة مشتركة وبالتساوي. لماذا خلق الله الأشياء الأعظم والأهم، تلك التي تمدنا بالحياة، مشتركة للجميع، بينما الأشياء الأقل والدنيئة جدًا أي المال ليس مشاعًا للناس. هذا هو ما أود أن أسأله. لكي يصون حياتنا ويفتح أمامنا طريق الفضيلة، ومن ناحية أخرى لو لم تكن ضروريات الحياة مشتركة، لاستولى عليها الأغنياء بطمعهم المعتاد، وحرموا منها الفقراء. لأنهم إن كانوا قد فعلوا هذا مع الأموال، فكم بالأحرى كانوا يفعلون ذات الأمر مع هذه الأشياء. ومن ناحية أخرى لو كان المال مشاعًا ومتاحًا للجميع، لما كانت توجد فرصة لتقديم الصدقات، ولما وُجد حافز لعمل الخير.[12]
* أخبرني من أين جاءت ثروتك؟ ممن؟
من جدي، ومن والدي.
هل يمكنك أن تصعد إلى عدة أجيال وتثبت لي أن ثروتك شرعية؟
كلا! لا تستطيع ذلك. إذ يجب أن تبلغ إلى المصدر، وأن يكون غير ملوثٍ بالظلم. وكيف؟ لأن الله هو مصدر الأصل، وهو لم يخلق غنيًا وفقيرًا، ولم يعطِ أحدًا كتلة من ذهبٍ في غفلة من الآخر، بل سلم الجميع نفس الأرض. وإن كانت الأرض مشاعة، فكيف يمتلك الواحد الكثير من المساحات والآخر لم يحصل حتى على قطعةٍ واحدةٍ، تجيب أبي قد نقلها إليّ. وممن هو استلمها؟ من أسلافه. غير أنه يجب الرجوع حتى تعرف البداية.
يعقوب أصبح غنيًا، لكن بالحصول على مكافأة المشاق التي تحملها. ومع ذلك لا أريد البحث في هذه المصاعب، إن كانت الثروة نقية من كل سلبٍ أو غير مشروعة، فأنت غير مسئول عما ورثته من مكاسبٍ غير مشروعة عن والدك.. فإن كان صاحبها لم يحصل عليها ظلمًا، وأعطى جزءً منها للمحتاجين، لكنه إن رفض ذلك تكون الثروة رديئة ومملوءة بالفخاخٍ.
لكن طالما لا تسبب شرًا فهي ليست رديئة حتى ولو لم تكن سببًا للخير. فليكن! أليس الشر هو الانفراد بأخذ ما يخص الله، والاستمتاع الفردي الأناني بما يخص الجميع؟
أليست الأرض ملكًا لله؟ ثرواتنا تخص رب العالم فهي تخص البشر الذين يخدمون مثلنا، فإن كل ما يخص السيد فهو لاستعمال الجميع[13].
_____
[12] To the People of Autioch, homily 2:6. P6 49:43
[13] Homilies on. 1 Tim., homily 12. PG 62: 562. 564.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/private-vs-public.html
تقصير الرابط:
tak.la/zydxn4c