تعبِّر القبلة في القداس الإلهي عن الشعور بالإخوَّة أو البنوة أو الوالدية، فالكل يمثلون أسرة واحدة.
اُستخدمت "قبلة السلام" منذ العصر الرسولي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويذكر العلامة أثيناغوراس أن قبلة السلام هي قبلة الإفخارستيا أو القبلة الرسولية في القداس المسيحي، كما ولازال المسيحيون في الكنائس الأرثوذكسية القبطية والأثيوبية يتبادلونها بينما اختفت في الكنائس الأخرى[64].
أشار القديس يوستين[65]، من رجال القرن الثاني إلى القبلة الليتورچية كإعداد للإفخارستيا وخاتمة للصلوات السابقة لتقديس القداس.
خلال صلاة الصلح أو الأسبسمس (القبلة) يحثنا الشماس أن يقَّبل كل واحدٍ منا الآخر، قائلًا: "صلوا من أجل السلام الكامل، والمحبة، والقبلة الرسولية". لا نستطيع أن ننعم بالمصالحة مع الله في المسيح يسوع، والسلام مع الثالوث القدوس ما لم نكن في سلام مع بعضنا البعض.
بهذه القبلة يؤكد الحاضرون أنهم يودون أن يكونوا بالفعل "عائلة واحدة". وبها أيضًا يعلن لمن يقدم قربانًا أن يصطلح مع أخيه أولًا.
جاء في الدسقولية السريانية[66] أن الشماس -في لحظة التقبيل- ينادي بصوتٍ عال: "إن كان لأحد شيء على الآخر؟" وكأنه يقدم تحذيرًا أخيرًا، حتى متى وُجد شيء بين اثنين يقوم الأسقف بمصالحتهما.
ويصف الأب نيقولاي جوجول[67] هذه القبلة الليتورچية قائلًا أنه منذ زمن بعيد كان يلتزم كل الحاضرين في الكنيسة أن يقبل بعضهم البعض، فيقبل الرجال الرجال، والنساء يقبلن النساء، ويقول كل للآخر: "المسيح في وسطنا"، ويجيب الآخر: "الآن، وهكذا يبقى حالًا بيننا".
* يصرخ الشماس عاليًا قائلًا: "قبِّلوا بعضكم بعضًا" ولنقبل بعضنا بعضًا. لا تظنوا أن هذه القبلة عامة التي تقوم بين الأصدقاء، ليست هكذا. بل أن هذه القبلة تمزج النفوس ببعضها، وتحفظ لها غفرانًا عظيمًا. والقبلة علامة على أن نفوسنا قد اختلطت ببعضها، ومحت كل تذكر للأخطاء. لهذا قال السيد المسيح "فإن قدمت قربانك إلى المذبح، وتذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فأترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولًا اصطلح مع أخيك، وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت 5: 23) -فالقبلة صُلح ولهذا السبب هي مقدسة- وكما يقول المطوّب بولس "سلِّموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة" (1 كو 16: 20)، وأيضًا بطرس تحدث بقبلة الإحسان (1 بط 3: 15)[68].
* لا تظن أن هذه القبلة كتلك التي أعتاد الأصدقاء على ممارستها في الاجتماعات agio. هي ليست من هذا الصنف. إنما هذه توحد النفوس معًا وتزيل كل حقد هي علامة اتحاد النفوس معًا!
* هي علامة السلام، فما تطهره الشفاه من الخارج يوجد في القلوب في الداخل![69]
* بهذه القبلة يصبغون نوعًا من الوحدة والحب فيما بينهم، فإنه لا يليق بمن يمثلون جسدًا واحدًا في الكنيسة أن يكره أحدهم أخًا له في الإيمان[70].
الأب ثيؤدورت
_____
[64] Dix 110.
[65] Apology 1 : 67. See also Apost. Terminal. 4 : 1
[66] Dix 109, 106. Syrian Didache 2 : 45
[67] Nickolai Gogal: Meditation on the Divine Liturgy, p 36.
[68] On Myster. 5:3.
[69] P. L. 38, 1101 A.
[70] Catch. Hom. 15 : 40 (See Bible & Liturgy 133).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/kiss.html
تقصير الرابط:
tak.la/33p2z48