تحدثت في الأبواب السابقة عن الإنسان ككائنٍ اجتماعيٍ، لا يقدر أن يعزل نفسه عن إخوته، إن لم يكن جسديًا، فبفكره وقلبه وأحاسيسه يبقى مشغولًا بمن هم حوله، سواء بالحب أو الكراهية؛ بالإعجاب والتقدير أو الاستخفاف بهم والسخرية منهم.
إيماننا المسيحي الخالص دعوة للتمتع بما فقدناه بسبب الخطية، ألا وهو أن نصير أيقونة لله محب البشر. فيحمل المؤمن كل البشرية في قلبه، حتى وإن كان متوحدًا في مغارة بالبرية، أو سائحًا لا يرى وجه إنسان إلى سنوات، ويترجم هذا الحب بصلواته المستمرة من أجل خلاص كل إنسانٍ في العالم وتمتع الكل بالسلام الداخلي السماوي، ولا يكف عن أن يمارس أصوامه ومطانياته من أجل الجميع، كما يعلن عن ذلك الحب في سلوكه حسبما استطاع.
خلال هذه النظرة الإيمانية رأينا مدى العلاقة بين الكنيسة والدولة في العصور الأولى، ونظرتها نحو التحاق أبنائها في الجيش الروماني قبل الإمبراطور قسطنطين ومنذ قبوله الإيمان المسيحي.
الآن أود أن أقدم صورة مبسطة للغاية عن نظرة آباء الكنيسة الأولى للعلاقات الاجتماعية، وقد سبق لي التعرض لها في كتابات سابقة، خاصة في سلسلة الحب المقدس.
في هذا الفصل أود تقديم الخطوط العريضة للإجابة على التساؤلات الآتية:
أسئلة كثيرة تدور في ذهن المؤمن خلال مواجهته للحياة وعلاقته بالغير.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/patristic-social-line/in-heart.html
تقصير الرابط:
tak.la/swgcp79