سبق أن استعرضنا ما يتصوَّره القديس مار يعقوب السروجي في أحداث الحَبَلِ بربِّ المجد يسوع وحوار القديسة مريم مع القديس يوسف وأخرى مع الطفل يسوع وأيضًا مع المجوس وأخيرًا مع خورُس السمائيين. في حواراتها تكشف عما في قلبها بخصوص خلاص البشر وبنيانهم الروحي. الآن نستعرض حواراتها في مواقفٍ أخرى:
1.
القديسة مريم ومعمودية ربنا يسوع
2. القديسة مريم وروح الحكمة
3. ابن داود
يفتح ولا أحد يُغلِق، ويُغلِق ولا أحد يفتح
4. عصا هارون رمز لمريم
5. حجر
دانيال المقطوع بغير أيادٍ رمز للمسيح المولود بدون زواج
البتول ولدت!
يرى القديس السروجي في تجسده في أحشاء القديسة، أراد أن يفتقد كل بني البشر ليمد يده بالحُبِّ والصداقة كي يُقِيمَهم مما سقطوا فيه من موتٍ أبدي وعداوة لله، وجاءت المرحلة الثانية وهي معموديته ليُحَطِّم رأس التنين، ويهب مؤمنيه سلاحًا وسلطانًا ليدوسوا قوات الظلمة. إنه يطلب أن يُقِيم كل إنسانٍ من موت الخطية ويتمتَّع بروح الغلبة.
* مشى من مرحلةٍ إلى أخرى مثل التاجر الحامل الحياة ليُوَزِّعها بين الموتى.
حلَّ في المرحلة الأولى في مريم، جاء إلى الولادة ليفتقَّد العالم مثل إنسانٍ.
والمرحلة الثانية هي المعمودية: جاء وحلّ فيها ليُلبِس السلاح للمُحارِبين.
حين دخلت حواء في حوارٍ مع الحية كان حديثها بغيضًا، وحين صمتت عندما اتهمت الحية الله نفسه ولم تقل حواء الحق بل صمتت وكان صمتها أيضًا بغيضًا. أما القديسة مريم ففي كلامها مع رئيس الملائكة كان حديثها مُقَدَّسًا، وفي صمتها كان صمتها مباركًا.
* في الماضي سكتت حواء، وهذا كان بغيضًا،
وإذ لم تتكلم خجلت وماتت بسبب سكوتها.
مكرت بها الحية، وأعطتها البشارة المملوءة موتًا،
ووعدتها بالألوهية ولم يتحقَّق هذا.
قالت الحية لها: إن أكلتما من الشجرة تصيران مثل الله، وصَدَّقتها.
في ذلك الموضع وفي ذلك الوقت،
كان يلزم الجدال والكلام والسؤال مع تلك الماكرة.
كان يليق بحواء أن تردّ على الكذابة وتُجادِلها،
لأنها لو جادلتها ربما هربت منها.
هكذا عندما يُظهر الحق نفسه ينهزم الكذب حالًا، لأنه يخاف منه.
لو تكلمت حواء ضد تلك الكذابة،
لما كانت تقدر أن تؤكد الخبر الذي بدأته.
لزمت السكوت حيث كان يلزم أن تتكلم،
وإذ لم تتكلم، أسقطتها الحية في عمق الهاوية.
← ابحث هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات...
ولادة الابن من البتول حافظت على كرامة البتولية، وإذ انشق حجاب الهيكل (لو 23: 45) رُفِع البرقع عن النبوات.
لقد فرَّح الربُّ الصبِيَّة البتول كما فرَّح الشيخ موسى النبي. إنه ابن داود يُغلِق ولا أحد يفتح، ويفتح ولا أحد يُغلِق (رؤ 3: 17)، وفي الحالتين يسكب فرحه علينا.
* الابن الخفي الذي لم يفضّ البتولية بولادته، أزاح برقع النبوة بصلبه.
إنه فرح القلب للنبوة وللبتولية، فكلتاهما استنارتا بميلاده وبصلبه.
حافظ على كرامة البتولية لئلا تنفضح،
وكشف عن وجه النبوة لئلا تتغطَّى.
ولأن ولادته لم تُمَزِّق برقع البتولية،
فقد مزَّق بصليبه غطاء النبوة.
حافظ على حالة الشباب في درجة البتولية،
وخَفَّف الثقل عن الشيخوخة الذي تحمله.
قامت مريم الشابة وثبتت في بتوليتها،
وألقى عن موسى الشيخ غطاءه الثقيل.
ابتهجت البتول لأنه حافظ على بتوليتها،
وفرح النبي لأنه أزاح عنه ذلك الغطاء.
ترك جمال البتولية مصونًا كما هو،
وكشف عن جمال النبوة الذي كان مُغَطَّى...
بميلاده ترك العلامات بأختامها،
وبصلبه عرَّى الأنبياء عن براقعهم.
كشف عن كلماتهم واستنارت الأرض بإيحاءاتهم،
وأشرقت أسرارهم وأبرز كل واحدٍ تفاسيره.
* عصا هارون الذي أنبت الأوراق دون سقيه صوَّرت البطنَ الذي حمل الثمرة بدون زواج.
* فسر لي حلمَ دانيال أو حلَّله لي،
ما هو الحجر الذي قُطِع بغير أيادٍ؟
لماذا ضرب الحجرُ التمثال في الحلم الذي رآه (دا 3)،
وكيف امتلأت منه الأرض كلها؟
الحجر هو المسيح لأن النبوة اعتادت أن تُسَمِّيه حجرًا في بعض المواضع.
مكتوب في النبي: ها أنا أضع حجرًا في صهيون،
وهذا الحجر الذي رذله البناؤون. (مت 21: 42)
الحجر الذي قُطِع بغير أيدٍ هو المسيح الذي وُلِد بدون زواج.
هذا الحجر سحق العالم لأن العالم صنم (تمثال)...
البشارة هي جبل عال يملأ كل الأرض،
استولى الحجر على أقاصي الأرض...
الأرض البتول ولدت آدم بقداسة، لترسم إنجاب مريم بوضوح.
الميلاد من البتول أسمى من المباحثات. فقد جاء إلى العالم والباب مُغلَق وطريقه لا يعبره أحد، فلا يستطيع أحد أن يفتح باب سرّ التجسد، ولا أن يدخل في طريق الجدال.
* ميلاده أسمى من الحكماء ومن الناطقين، عندما خرج ليأتي إلى الأرض دون أن تُطرق طريقه.
عندما أتى إلى العالم دخل من باب غير مفتوح،
ولهذا لا يُعرَف عقبه من قبل المُعَلِّمين.
ولكونه إلهًا لم يفتح الباب عندما خرج إلى طريق الولادة ليأتي إلى العالم جسديًا...
أن تلد البتول، فهذا الأمر ليس قصة لها نهاية،
لكنه هو عجب يصفه الإيمان...
مريم ولدت وهي بتول، فبرز جموع المعقبين والمجادلين والفاحصين.
واجتمع حولها جميع الحكماء،
وجميع الناطقين وجميع المخاصمين وكل من يتعقَّب بجسارةٍ.
البتول واقفة، والولد موضوع،
ومن لا يخاف فيتقدَّم ليفسر أو يتشكَّك؟
تفسيريًا لا يوجد ولد للعذارى،
وطبيعيًا الموضوع أسمى من التفسير.
لو دخل الإيمان ووقف ليتكلم،
فخبره جميل ومملوء عجبًا لأنه لا يُفسَّر...
للمسيح اسم "الأعجوبة" في النبوة،
وإذا وُجِد أحد يحدّه فليس بأعجوبة.
لا يخطف أحد منه اسمه ويبدله،
ليصير محدودًا بدل "العجب" الموجود في الكتب.
يا ابن الله أتيت من العلو وأنت أعجوبة،
وحللت في البتول، ولهذا فاسمك أعجوبة.
حملك البطن، وكفاك المذود، وحملتك اليدان،
وكرمَّتك الركبتان، واحتضنك الصدر، وناغاك الفم.
واحتواك الكنف، وكنت تمسك الثدي مثل ولدٍ،
وفي كل هذه الأمور التي حدثت، أنت أعجوبة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-4-heart/serug.html
تقصير الرابط:
tak.la/mn2pkdw