* لماذا صرخ إلى الله مُرَتِّل إسرائيل الحلو والمُختار نبيًا في مرارةٍ:
"أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين أهرب؟
إن صعدتُ إلى السماوات، فأنت هناك.
وإن فرشتُ في الهاوية، فها أنت" (مز 139: 7-8)؟
تُرَى هل كان يخشى اللقاء معه بسبب خطاياه؟
هل كان يرن في أذنيه قول الربِّ لموسى النبي:
"لأن الإنسان لا يراني ويعيش" (خر 33: 20).
* "الروح القدس يحلُّ عليكِ، وقوة العلي تُظَلّكِ،
فلذلك القدوس المولود منكِ يُدعَى ابن لله" (لو 1: 35).
هل سبق أن طلبتِ من الربِّ أن تنظريه، ولو في فكركِ وقلبكِ أو أحلامكِ؟
ها أنتِ لا تنظريه فحسب، بل هوذا الثالوث القدوس يُقِيم في أعماقك معْمَلًا سماويًا له!
الروح القدس الناري حلَّ عليكِ، ولم تحترقي بل تقدَّستي،
والآب ظلَّلكِ بقوته الإلهية، فصرتِ أعظم من كل بني إسرائيل الذين كان يظللهم.
وكلمة لله، ابنه السماوي تجسد منكِ!
طوباكِ يا من فقتي السمائيين والآباء والأنبياء وكل الأتقياء!
تمتَّعتي يا أمي بالبشارة السماوية، فحملتي كلمة لله السماوي في أحشائك.
صرتِ سماءً ثانيةً، موضع إعجاب كل الطغمات السماوية.
صرتِ العضو الأول والأمثل في كنيسة السماوي، حتى أقتدي أنا بكِ!
اشتقتُ أن أحمل ابنكِ في قلبي، فيُقِيم ملكوته فيَّ، وأصير به سماءً ثانيةً!
تهلَّل قلب سمعان الشيخ وحمله على ذراعيه، وطاف به في الهيكل.
*تُرَى هل رأى سمعان الملائكة تسجد للمولود السماوي.
حقًا ما كان يشغله أن المُخَلِّص السماوي المُنتظَر تجسَّد منكِ، فحمله على ذراعيه،
لتنطلق نفسه بسلامٍ، لأن عينيه قد رأتا خلاصه (لو 2: 29).
هَبْ لي أيها القدوس أن تنفتح بصيرتي على سماواتك،
فأحسب كل شيءٍ نفاية لأربحك (في 3: 8).
* أخذ السيد المسيح بطرس ويعقوب ويوحنا؛ رافقوه في صعوده جبل تابور.
تحوَّلت قمة الجبل إلى سماءٍ مُبهِجة،
وكشف ابنكِ السماوي عن بهائه قدر ما يحتملون.
لأصرخ مع بطرس: "يا سيدي جيد أن نكون ههنا" (مر 9: 5).
هَبْ لي أيها السماوي أن أُرافِقَك، فتحوِّل كل طرق حياتي إلى سماواتك!
أخبريني يا أمي عما كان يجول في فكركِ، إذ كنتِ ولازلتِ في رفقة السماوي!
اشفعي فيَّ حتى لا يُحَوِّل العالم - بأفراحه وأحزانه - قلبي عن سماوات ابنكِ!
← ابحث في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات...
* التهب قلبيهما شوقًا إلى السماوي، كما إلى الشركة في أمجاده السماوية.
لأَقُل معهما: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا، إذ كان يكلمنا في الطريق؟!" (لو 24: 22).
* دخل في حوارٍ مع المرأة السامرية، فصحَّح مفاهيمها الأرضية الحرفية.
تَرَكَتْ جرتها الفخارية الترابية، وانطلقت إلى سوخار.
دعت كل سكانها للقاء مع السماوي الذي قال لها كل ما فعلته (يو 4: 29).
اختبرتْ بلقائها مع ابنكِ السماوي مفهومًا جديدًا للتوبة.
لم ينتهرها السماوي ولا وبَّخها،
بل جذبها للحياة المتهللة المملوءة رجاءً وفرحًا داخليًا، وسلامًا يفوق العقل.
لم تحتمل أن ترى السامريين لا أن يصيرون سماءً جديدةً!
بدمه الثمين فرَّح قلبكِ بخلاصكِ المجيد وخلاص العالم!
*سَلَّمَكِ أُمًا ليوحنا، وسَلَّم يوحنا الحبيب ابنًا لكِ (يو 19: 26-27).
سمح الرب لنا جميعًا كي تكوني أُمًا لنا، فنحمل معكِ الاستعداد للسماء.
وأعطاكِ الحق أن تطلبي عن العالم، كي يصير البشر شِبْه ملائكة.
لم تُحسَبي بين التلاميذ والرسل، مع أنكِ سموتِ عن السمائيين وكل والآباء والأنبياء!
وجودكِ بين التلاميذ والرسل قَدَّم لهم تعزية فريدة لا يُعَبَّر عنها.
نظروا إليكِ، فاشتهوا أن يصيروا معكِ سماءً جديدةً.
خدمتي ولازلتِ تخدمين بحياتك السماوية وصلواتك المقبولة لدى السماوي.
* تجسد منكِ، فاهتزَّت السماوات، وها أنا أطلب منه أن يُعلِن سكناه في قلبي.
تجاسر سمعان أن يحمل طفلكِ، وبدالة انطلق إلى المذبح،
وهبني لا أن أحمل ابنكِ فحسب، بل أتناول من جسده ودمه الحقيقيين.
مع كل لحظةٍ من لحظات حياتي،
أتجاسر فأُرافق ابنكِ كما رافقه بطرس ويعقوب ويوحنا،
فتتحوَّل الأرض إلى سماءٍ مملوءةٍ من بهائه.
كلما أشتاق أن ألقي بخطاياي عند قدمي ابنكِ،
أُرَكِّز عيني على غافر الخطايا، فيُحَوِّلني من الفساد إلى عدم الفساد،
وينقلني من عبودية الخطايا إلى حرية مجد أولاد لله.
أدخل مع ابنكِ في حوارٍ مع السامرية،
فيلتهب قلبي شوقًا إلى الحياة السماوية!
* لأنطلق إلى سماواته وأنعم بالحياة معه!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-4-heart/incarnation.html
تقصير الرابط:
tak.la/wm6v4t2