محتويات: (إظهار/إخفاء) |
إخوة يسوع 1. النظرية الأبيفانية 2. نظرة القديس جيروم |
اعتراض:
استخدم هيلفيدس في القرن الرابع العبارة "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" (مت 1: 25) كدليل إنجيلي ضد دوام بتولية مريم، مشيرًا إلى أن يسوع هو ابنها البكر، له إخوة، هم أبناء مريم.
يجيبه القديس جيروم بأنه: [هكذا اعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم كلمة "بكر" لا للشخص الذي له إخوة وأخوات، بل للمولود الأول[52] (خر 34: 19-20)، حتى ولو لم يكن له إخوة أصاغر.] هكذا يخرج القديس جيروم من الكتاب المقدس بأن: [كل طفلٍ وحيدٍ هو بكر، لكن ليس كل بكرٍ هو طفل وحيد[53].] كذلك فإن العبارة: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر"، لا تعني بالضرورة أن القديس يوسف عرفها بعد ولادتها للسيد المسيح، لأن الكلمة (حتى) لا تعني التنبؤ بما يحدث بعد ذلك، وذلك قول الكتاب مثلًا: لم تنجب ميكال ابنة شاول (حتى ماتت) لا تعني أنها ولدت بعد موتها.
في حوالي عام 382 م. كتب هيلفيدس كتابًا يؤكد فيه أن يوسف ومريم قد تَمَّمَا زواجهما بعد ميلاد يسوع، وأن مريم قد أنجبت أبناء آخرين، أشار إليهم الإنجيل بعبارة "إخوة يسوع"، هذا الكتاب مفقود، لكن ما جاء فيه عُرف تباعًا خلال إجابة القديس جيروم عليه.
وبعد أعوام تبنى ذات الفكرة كل من جوفنيانوس[54] وبونيسيوس[55] أسقف Naissus بيوغسلافيا، مستخدمين نفس التعبير "إخوة الرب" (مر 6: 33، مت 13: 55-56).
لكن العلامة أوريجينوس وهو يؤكد تقليدًا كنسيًا يقول: [ليس من أحد أفكاره صادقة نحو مريم يدَّعي بأن لها طفل غير يسوع، فماذا يعني الإنجيل بقوله "إخوة يسوع"؟]
دافع كتاب "إنجيل يعقوب" غير القانوني عن بتولية القديسة مريم مشيرًا إلى أن إخوة يسوع ليسوا إلاَّ أبناء القديس يوسف من زواج سابق. هذه الفكرة انتقلت إلى الكتابات القبطية والسريانية واليونانية، كما نادى بها بعض الآباء العظام، فأشار إليها كل من القديس إكليمنضس الإسكندري وغريغوريوس النيسي وكيرلس الإسكندري وأمبروسيوس والعلامة أوريجينوس وهيجيسيوس ويوسابيوس أسقف قيصرية وهيلاري من بواتييه وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص الذي دافع عن هذه الفكرة بحماسٍ شديد حتى نُسِبَت إليه: (الأبيفانية)[56]. إلاَّ أن هذا الرأي يرفضه بعض اللاهوتيين للأسباب التالية:
ا. لو أن إخوة يسوع أكبر منه سنًا، إذ جاءوا عن زواج سابق، فلماذا لم يُشر إليهم في قصص الميلاد وخاصة الهروب إلى مصر؟
ب. في (قصة يسوع في الهيكل) ترك لنا الإنجيل (لو 2: 41-52) هذا الانطباع أنه حتى مرور اثني عشر عامًا من ميلاد المسيح كانت العائلة المقدسة تتكوَّن من الثلاثة أشخاص (مريم ويوسف والسيد المسيح).
ج. لو كان يسوع له إخوة لترك أمه لديهم عند الصليب، وما كانت هناك حاجة لتسليمها للقديس يوحنا الحبيب.
يرى القديس جيروم أن تعبير (إخوة) استخدم في الكتاب المقدس في الحالات التالية: إخوة حسب الدم، وإخوة بسبب وحدة الجنسية، وإخوة بسبب القرابة الشديدة والصداقة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. هذه التقاليد لا زالت متبعة في بعض بلاد الشرق.
وقد اُستخدم تعبير "إخوة الرب" مطابقًا الحالة الثالثة، وذلك كما دعا إبراهيم ابن أخيه لوط "أخاه" (تك 13: 8)، وأيضًا لابان استخدم ذات الكلمة عن زوج ابنته (تك 29: 15).
فمن المعروف لدى اليهود أن أبناء العم والخال والعمة والخالة يدعون إخوة، لأنهم غالبًا ما يعيشون في العائلة الكبيرة تحت سقفٍ واحدٍ. وإلى يومنا هذا لازالت الكلمة مستخدمة في بعض قرى صعيد مصر، فيحسبونه عيبًا أن يدعو الإنسان ابن عمه أو خاله أو عمته أو خالته بلقبٍ غير "أخي". هكذا بحسب نظريه القديس جيروم يكون "إخوة يسوع" هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء (يو 19: 25).
_____
[52] St. Jerome: In Mat. PL. 26:26.
[53] St. Jerome: Adversus Helvidium de Perpetua Virginite Beatae Mariae. PL. 23:202; J.B. Carol: Mariology. Vol. 2 P. 233.
[54] مات جوفنيانوس حوالي عام 405 م.، وهو راهب هرطوقي، حُكم عليه مَّتان: أولًا في روما بواسطة سيريكس عام 390 م. ثم في ميلان عام 391 م. بواسطة القدّيس أمبروسيوس. ومن معتقداته أنه أنكر ما للبتولية من سمو عن الزواج، كما علم بأن الصوم ليس أفضل من أن يأكل الإنسان بشكر، وأنه لا توجد درجات في المكافآت السماوية، كما ادعى أن من قبل المعموديّة بإيمان كامل لن يسقط في الخطية مطلقًا. وقد كتب القديس جيروم كتابين ضده، وهكذا فعل القديس أغسطينوس.
[55] حرم بواسطة مجمع Capua عام 291 م.
[56] McHaugh: The Mother of Jesus in the N.T. Ch. 7.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-1-orthodox-faith/question.html
تقصير الرابط:
tak.la/nvnd6kw