كان الزواج حسب التقليد اليهودي يتم على مرحلتين: خطبة ثم زواج. فبعدما تتم بعض الترتيبات المالية تتم خطوبة العروسين في بيت العروس. هذه الخطبة في الحقيقة تعادل الزواج السائد حاليًا في كل شيءٍ ما عدا العلاقات الجسدية. فالمخطوبة تُدعَى (زوجة)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتصير أرملة إن مات خطيبها، وتتمتَّع بجميع الحقوق المالية كزوجةٍ إن ترمَّلت أو طُلقت. وفي حالة الخيانة وراء خطيبها تسقط تحت ذات العقوبة كزوجةٍ خائنة. وكزوجةٍ لا يقدر أن يتخلَّى عنها خطيبها بغير كتاب طلاق. أما الخطوة التالية وهي الزواج فغالبًا ما تنتظر المخطوبة - التي لم يسبق لها الزواج - عامًا قبل إتمام مراسيم الزواج[50].
من هنا نستطيع أن ندرك دعوة القديسة مريم (امرأة يوسف) رغم كونها مخطوبة وليست متزوجة.
لكن البعض يتساءل عما إذا كان قد وجد بين القديسة مريم والقديس يوسف اتفاق على البتولية حتى بعد إتمام الخطوة الثانية من الزواج؟ في هذا يجيب القديس أغسطينوس مؤكدًا بالإيجاب. ففي تعليقه على سؤال القديسة مريم للملاك: كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلًا (لو 1: 34) يقول: [بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا لو لم يوجد نذر مُسبق بأن تقدم بتوليتها لله، وقد وضعت في قلبها أن تحققه[51].]
_____
[50] W.L. Strack & P.L. Billenbeck: Kommentar Zum Neuen Testamentaus Talmud und Midrash, Munchen, 1924, vol. 2, P. 277-394.
[51] St. Augustine: De Sacra Virginitate 4. PL. 45:398.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/mary-1-orthodox-faith/marriage-or-engagement.html
تقصير الرابط:
tak.la/72btnfz