بعد السقوط صارت لنا الطبيعة الجاحدة ليس فقط من نحو اللّه خالقنا، وإنما كثيرًا ما نمارسها حتى ضد والدينا والذين غمرونا بالعطايا! صرنا في حاجةٍ إلى تجديدٍ كاملٍ لطبيعتنا لتحمل طبيعة الشكر والحب عوض الجحود والكراهية.
إذ نشترك في القداس الإلهي ندخل إلى الصليب، وترتفع أنظارنا إلى مسيحنا ينبوع الحب، فنرنم: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي. أدخلني إلى بيت الخمر وعَلَمَهُ فوقي محبة" (نش 3:2، 4).
ما هذه الثمرة التي تقدم لنا عذوبة وحلاوة إلا جسد الرب ودمه الذي يُثَبِتنا فيه ويَثْبت فينا، فلا ننشغل بثمرة شجرة معرفة الخير والشر التي تذَوَّقَها آدم الأول، بل ثمرة الحب الإلهي التي يقدمها لنا آدم الثاني.
يسري دم المسيح في عروقنا فنحمل طبيعته الشاكرة. يُنتزع عنا روح الجحود وتتهلل نفوسنا كمن هي في السماء، لا تعرف ماذا تقدم للّه مخلصها إلا تسابيح الحمد والشكر.
إن دعوة الشعب كله، الكهنة مع العلمانيين، الأطفال مع الكبار، للشركة في القداس الإلهي، إنما هي دعوة للدخول من أبواب السماء المفتوحة لممارسة الحياة السماوية المتهللة الشاكرة! لذا يُدعى القداس الإلهي سر الإفخارستيا أو سر الشكر!
إذا ما قيل: "هل يغير الكوشيّ جلده؟ أو النمر رقطه" (إر23:13)، نجيب بالمسيح يسوع تَغَيّر جلدنا وتَغيرت طبيعتنا. نلبسه ونتناوله، فيحول طبيعتنا المتذمرة الجاحدة إلى طبيعة متهللة شاكرة!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/liturgy/thankful-nature.html
تقصير الرابط:
tak.la/nw3hbq3