محتويات: (إظهار/إخفاء) |
تقديم لا تناول بلا توبة صادقة |
قدم طبيب النفوس للخطاة التناول من الأسرار المقدسة... ولكن أي خطاة؟ الخطاة الذين شعروا بخطيتهم، وآمنوا بالرب يسوع كفادٍ ومخلصٍ لهم، مقدمين توبة صادقة، مؤمنين أن جسد الرب ودمه قادرين على تغير حياتهم تغييرًا كاملًا.
فلا يتقدم للشركة في هذا السر الأبرار والقديسون الشاعرون بالقداسة الذاتية، ولا من لا يؤمن بمفعول هذا السرّ في حياته... بل يتقدم إلى هذا السر المقدس من يشعر باحتياجه الشديد إلى معونة الله ونعمته المبررة للخطاة. مثل هذا يخرج من التناول وقد أخذ إمكانية جديدة... هي إمكانية عمل الله فيه.
لا يجوز لأي شخص وهو في الخطية (متهاونًا)... أن يشترك في الأسرار... فإن داود يقول في مزموره: "على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا... كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة" (مز 137: 2، 4). إن كان الجسد لازال يقاوم الذهن، ولا يخضع لإرشاد الروح القدس، فإنه لازال في أرض غريبة، لم يخضع لكفاح المزارع، لهذا لن يثمر ثمار المحبة والاحتمال والسلام... فإذا كانت التوبة غير عاملة فيك، فخير لك ألاَّ تتقدم للأسرار، لئلا تحتاج إلى توبة عن هذه التوبة الغير العاملة، ولكنك محتاج إلى تلك الكلمات "انقضوا، انقضوا حتى الأساس منها" (مز 137: 7).
ويواسي داود هذه النفس البائسة قائلًا: "يا بنت بابل الشقية". حقًا أنها شقية لأنها بنت بابل، حيثُ رفضت بنوتها لأورشليم أي السماء (وتمسكت بالخطية بابل أرض السبي). ومع ذلك فإنه يدعو لها بالشفاء، قائلًا: "طوبى لمن يكافئك مكافأتك التي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك ويدفنهم عند الصخرة" (مز 127: 9)، أي يدفن أفكارها الفاسدة الدنسة المضادة للمسيح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فقد قيل لموسى: "اخلع نعليك من رجليك" (خر 3: 5). فكم بالأولى يلزمنا نحن أن نخلع من أرجلنا الروحية رباطات الجسد، وننظف خطواتنا من كل ارتباطات العالم؟!
_____
(4) من وضع المترجم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/kindness-with-sinners/communion.html
تقصير الرابط:
tak.la/42pfvj5