يجد هذا الكبرياء الجسداني الذي تحدثنا عنه له مدخلاً إلى قلب الراهب المُصاب بفتورٍ روحيٍ والذي لم ينبذ العالم كما يجب منذ البداية. هذا النوع من الكبرياء لا يُلزمه على التخلي عن حالته الأولي من التكبر العالمي إلى التواضع الحقيقي في المسيح.
فأول ذي بدء يجعله عنيدًا وجافًا، ثم يحرمه من أن يكون لطيفًا ورؤوفًا، ولا يسمح له أيضًا أن يكون مشابهًا إخوته أو مثلهم يتجرد من ممتلكاته الأرضية كما أوصانا إلهنا ومخلصنا.
زهد العالم ما هو إلا علامة الإماتة والصلب. لا يمكن للراهب أن يبدأ بأية نقطة أخرى غير هذه، فهذا هو الأساس الوحيد الذي يقوم عليه. يجب عليه أن يدرك أنه لا يموت روحيًا عن أعمال هذا العالم فحسب، بل ومن واجبه أن يموت بالجسد كل يوم. هذا يجعله لا يتمنى أن تطول حياته، وإن كان أمامه صراع طويل مع ضعفاته ونقائصه عليه أن يخوضه، إذ أن هذا الثقل يجعله يُصاب بالشعور بالعار والارتباك.
فعندما يتجرد (الراهب الساقط تحت الكبرياء الجسداني) من كل شيء يبدأ يحتاج إلى مساندة من أموال الآخرين وليس من عندياته، مع أنه كان خير له أن يعتمد على عمل يديه ليقتات خبزه ويجد كسوته دون الالتجاء إلى الآخرين، كما جاء في النص الذي ذكرناه سابقًا، وهو أن الذين أصيبوا بالغباء بسبب هذه البلادة وبرودة القلب لا يستطيعوا أن يفهموا الكلمات: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع 25:20).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-pride-description.html
تقصير الرابط:
tak.la/kd5brm2