ماذا أقول عن الذين لا يضع غروب الشمس ذاته حدًا لحقدهم، بل يطيلونه بضعة أيام، ويغذون شعور الغل والكراهية في أنفسهم ضد الذين أثاروهم، وعلى الرغم من ذلك يقولون أنهم غير غاضبين، لكنهم في الواقع وبالفعل مضطربون إلى حد الإسراف؟ (لا أستطيع ذكر ذلك دون أن أشعر بالعار من جانبي)... لأنهم لا يتكلمون معهم بلطفٍ ولا يلتزمون بأبسط قواعد المجاملة عند مخاطبتهم لهم، ويظنون أنهم لا يخطئون بهذا التصرف. لأنهم لا ينشدون الأخذ بالثأر عن مضايقتهم. إن كانوا لا يتجاسرون على ذلك، أو على أي وجهٍ لا يقدرون على الإفصاح عن غضبهم، وإطلاقه من محبسه، فإنهم يمتصون سم الغضب ويرعونه سرًا داخل قلوبهم، مسيئين إلى أنفسهم أبلغ إساءة، دون محاولة لتنقية عقولهم من هذه النزعة العابسة المتبرمة، لكنهم بمرور الأيام يهضمونها في أحشائهم، وبعد حين تتلطف حدتها نوعًا ما.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-anger-end-to-wrath.html
تقصير الرابط:
tak.la/ahn5r9r