عن هذه الشمس نطق الوحيّ الإلهي على لسان النبي قائلاً: "ولكن أيها المتّقون اسمي، تشرق شمس البرّ والشفاء في أجنحتها" (مل 2:4). أيضًا يُقال أنها "تضرب" في منتصف النهار على الخطاة والأنبياء الكذبة وأولئك الذين يغضبون حين يقول النبي: "إني أغيب شمسهم في الظهر" (عا 9:8). على أية حال فإن العقل أو القوة العاقلة، التي تسمى بحق الشمس، لأنها تشرق على جميع الأفكار وإشراقات القلب، يجب عدم إطفائها بخطية الغضب، لئلا عند "غروبها" تتسلل ظلال الانزعاج في صحبة إبليس منشئها، إلى قلوبنا وتملأ حناياها، وإذ تطمسها ظلال الغضب كأنها ظلام الليل الحالك لا نعلم ماذا ينبغي أن نفعل. هذا المعنى هو الذي دعانا أن نقدم هذه الفقرة من أقوال الرسول، التي تسلمناها من تعاليم الآباء، لأن الحاجة كانت تدعو، ولو بالتعرض لبحث مطول، لبيان مدى شعورهم فيما يتعلق بالغضب، لأنهم لا يصرحون، ولو إلى لحظة واحدة أن نجعله يلج إلى قلوبنا، ملتزمين بعناية بالغة قول الإنجيل المقدس: "كل من يغضب على أخيه يكون مستوجب الحكم" (مت22:5). أما إذا كان الغضب حتى الغروب مباحًا، فإن فيض سخطنا وانتقام غضبنا سيتمكنان من إطلاق عنان انفعال عارمٍ خطر قبل أن تميل تلك الشمس نحو الغروب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/institutes-anger-sun.html
تقصير الرابط:
tak.la/fnpq3sd