لا يوجد شيء يفوق الحب، وبالتالي لا يوجد شيء أدنى من الغضب. يلزمنا ألا نهتم بشيء مهما بدى نافعًا وضروريًا حتى نتجنب الغضب الذي يسبب اضطرابًا، ولا نرتبك بالأمور حتى التي نحسبها ليست كمالية حتى نحفظ هدوء الحب والسلام بغير نقص، لأنه يلزمنا أن ندرك أن لا شيء مهلك مثل الغضب والتكدر، وليس شيء مفيدًا مثل الحب.
كما أن عدونا (إبليس) يشتت الإخوة الذين لا يزالون ضعفاء وجسدانيين خلال انفجار غضب مفاجئ بسبب أمور تافهة زمنية، يلقى بذار الخلاف حتى بين الروحانيين على أساس اختلاف الأفكار، مما يؤدى إلى نزاع واختلاف في الكلام. هذا يذمه الرسول، إذ يبذره عدونا الحقود الخبيث بين الإخوة الذين لهم فكر واحد، وذلك كقول سليمان الحكيم "البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب" (القديس أمبروسيوس12:10).
لكي نحفظ الحب باقيًا بغير انكسار، لا يكفي نزع الأساس الأول لعدم الاتفاق والذي يظهر بصورة عامة بسبب محبة الأمور الأرضية التافهة مزدرين بكل الأمور الجسدية، واهبين إخوتنا احتياجاتهم المطلوبة بلا حدود؛ وإنما يجب أن نقطع بنفس الطريقة الأساس الفاني لعدم الاتفاق الذي ينشأ متسترًا تحت مشاعر الروحانية، ونقتنى أيضًا الاتضاع في كل شيء والإرادة المتفقة معًا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إنني أذكر، أنني في صبوتي اقترحت عليّ أفكاري أن ألتصق بشريك معي وكانت أفكارنا من جهة التداريب الروحية ودراسة الكتب المقدسة تربكنا (نحن الاثنين)... لكن إذ اجتمعنا معًا وبدأنا نظهر أفكارنا في نقاش عام، ظهر بعضها باتفاق عام إنها مضرة، مع أنها كانت تبدو قبلاً مضيئة كالنور وذلك بخداع شيطاني حتى يسبب نزاعًا بيننا بسهولة... بهذا نُزع عنا كل مشاجرة، وقد سن لنا الآباء الشيوخ ما هو في قوة القانون: إنه لا يجوز لأحدنا أن يعتمد على حكمه الخاص متجاهلاً رأي أخيه، وذلك إن أردنا التحفظ من خداع مكر الشيطان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/john-cassian/conferences-16-love.html
تقصير الرابط:
tak.la/vwjth67