كما سبق فقلت أن كثيرًا من الشباب يظنون أن نضوجهم يكمن في إدراكهم للجنس وإحساسهم به وممارسته حتى ليتخيل البعض أنهم لن يفارقوا الطفولة ما لم يمارسوا الحياة الجنسية بصورة جسدانية.
مع النضوج البدني والسيكولوجي والعاطفي.... ينمو أيضًا إدراكنا للجنس... لذا وجب على المراهقين أن يدركوا أهم حقائقه، مثل:
1- أعطيت المسيحية كرامة وتقديسًا للزواج والعلاقات الزوجية، معلنةً أن الجنس كركن من أركان الزواج، في مفهومه الواسع يمثل حياة تُمارس بقدسية ووقار، وليس بمشكلة تحتاج إلى علاج.
يحط البعض من شأن الجنس، إذ يحصرونه في حدود العلاقات الجسدية وليس كعلاقات حب عميق وداخلي وانفتاح قلب تجاه كل البشرية، ليقود الرجل والمرأة للاتحاد معًا، كشخص مع آخر، وليس مجرد التقاء جسدين.
2- العلاقات الجسدية في الحياة الزوجية أمر صالح تعبر عن الوحدة لا على مستوى الجسد والعواطف فحسب وإنما على مستوى النفس أيضا.
يرى القديس أغسطينوس أن الخطيئة في الجنس ليس مصدرها لذة الجسد بل انحراف "الإرادة" التي تقيد الإنسان وتحوّل الجنس عن غايته الصالحة إلى شهوة شريرة (3).
3- سعادة الزوجين حتى في اتصالهما الجسدي لا يقوم على الشهوة concupiscence وإنما على البهجة pleasure. فالإنسان العفيف يجد بهجة pleasure في عفته أحيانًا تفوق ما يجده الإنسان المنغمس في الشهوات، وذلك كالإنسان المعتدل في طعامه يجد في الطعام بهجة تفوق تلك التي يجدها الإنسان النَهِم أثناء أكله بشراهة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إذن للجنس في الحياة الزوجية بهجته الطبيعية الصالحة، أما انحراف الجنس عن غايته فيحوّله إلى شر كما يحول النَهِم الطعام إلى خطية، مع أن الأكل في ذاته أمر صالح (4).
هنا يميز القديس أغسطينوس بين الرغبة الطبيعية natural desire وما يصحبها من بهجة صالحة وبين الشهوة concupiscence القائمة على فساد الإرادة وانحلالها. كما يميز بين الحب وما يصحبه من عذوبة، والشهوة وما يصحبها من انحلالات disorders (5).
لما كان موضوع "الجنس" يمثل عصب المراهقة لذا أترك الحديث عنه في مقال خاص لنرى دوره في تكامل شخصية المراهق ونموها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/grow/maturity.html
تقصير الرابط:
tak.la/tckc35v