إيماننا في جوهره هو دعوة إلى التمتع واختبار الإله الواحد محب البشر. ويؤكد العهدان القديم والجديد الإيمان بهذا الإله الواحد، لكن العهد القديم يعالج هذه المسألة بنظرة سلبية. كان هدفه أن يمنع المؤمنين من عبادة الأوثان، الآلهة الكاذبة، ومن ممارسات رجاسات الأمم المرتبطة بالعبادة الوثنية (2مل2:21، 2أى3:28). أما العهد الجديد فيشهد للإله الواحد بمنظار إيجابي، لأنه لا يعلن عن وحدانية الله فحسب وإنما يعمق إيماننا بالله الواحد بإبراز الإيمان الثالوثي، الذي في حقيقته لا يتعارض مع الوحدانية بل يؤكدها، بإعلانه عن بعض الأسرار التي لله الواحد وعلاقته بالبشر؛ وبدون الإيمان الثالوثي تظل الوحدانية غامضة.
وإنني أود أن أشرح في الصفحات التالية لماذا نقبل الإيمان الثالوثي كعقيدة إنجيلية يعلنها الله لنا عن نفسه بكلمته المتجسد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكيف تشرح هذه العقيدة المفهوم الإيجابي للوجدًانية، وكيف تحل الكثير من الصعوبات الناشئة عن الوحدانية المطلقة. ويعتبر الإيمان الثالوثي طريقًا أساسيًا لخلاصنا، ويمس حياتنا العملية ومستقبلنا الأبدي وعلاقتنا بالله. علاوة على هذا فإن هذا الإيمان لا يتعارض مع العقل الروحاني، بل بالأحرى يشبعه ويرفعه للتأمل في الأسرار الإلهية بفرح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/god/one.html
تقصير الرابط:
tak.la/ym84dpr