|
|
|
| |
|
|
|
|
| |
الإيمان بالثالوث القدوس كعقيدة أساسية في كل البناء المسيحي هو خبرة "حياة أو موت". إنه سرّ غير مدرك، يمس حياتنا هنا كما في السماء. وقد بذل آباء الكنيسة كل الجهد لتوضيح هذا السرّ، لأن اللغة البشرية قاصرة عن أن تعبر عن ما هو إلهي؛ ولم تقدم الطبيعة كلها مثالًا لوجود جوهر واحد في ثلاثة أقانيم متمايزة.
لكي ندرك هذا السرّ يمكننا القول بأن الله هو الكائن الوحيد "الواجب الوجود بذاته"، هذا الوجود الذاتي الذي يدعى الجوهر الإلهي والذي يتميز بمجموعتين من الخصائص والسمات. خصائص ذاتية تخص كيانه وخصائص تخص علاقته بالخليقة. الخصائص الذاتية ثلاث: الكينونة ولوغوسه (كلمته أو حكمته) وحياته. هذه الخصائص ليست شيئًا إضافيًا إلى جوهره كما لو كانت صادره عن الخارج، إنما هي منذ الأزل لا تنفصل عن جوهره الإلهي نفسه. إذ لم يوجد زمن كان فيه الجوهر الإلهي دون "الكينونة" وإلا ما كان موجودًا. حاشا لله! ولم يوجد قط الجوهر الإلهي دون الكلمة أو الحكمة، وأيضًا هو حي أزلي. يوجد تمايز بين "الكينونة" والأرض"الكلمة" والأرض"الحياة"، لكن دون انفصال، إذ يوجد جوهر إلهي واحد وطبيعة واحدة. الآب هو الجوهر الإلهي مع خاصية الكينونة، والابن هو ذات الجوهر مع خاصية الكلمة "اللوغوس" والروح القدس مع الحياة. ولما كان الحكمة أو اللوغوس مولودًا من "الكينونة" لذلك دُعي الأقنومان الأول والثاني: " الآب والابن". ودُعي الأقنوم الثالث الروح القدس بكونه الحياة الإلهية.
 |
يجدر بنا ملاحظة أن الأقانيم الثلاثة غير منفصلة، لهم جوهر واحد وأعمالهم غير منفصلة.
كما سبق فرأينا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت أن الخليقة لم تقدم لنا مثلًا لجوهر واحد في ثلاثة أقانيم متمايزة، لذلك عندما نقدم بعض الأمثلة لتوضيح هذا السرّ الإلهي نفترض مسبقًا أن جميعها لا تفسره إلا جزئيًا، أو من جوانب معينة دون الأخرى، حتى يمكن لعقلنا قبوله. ثانيا للتعرف على هذا السرّ نحن في حاجة إلى النعمة الإلهية التي تهبنا الشركة مع الله، أي الشركة مع الآب في ابنه بالروح القدس.
خلق الإنسان على صورة الله (تك27:1؛ 2:5)، نفسه موجودة كائنة، عاقلة وحيّة. فمع إن النفس واحدة إلا أن كيانها متمايز عن عقلها وأيضًا عن حياتها، ولا ينفصل الثلاثة عن بعضهم البعض.
وعد الله أن يحفظ كنيسته، قائلًا: "وأنا أكون لها سور نار من حولها أكون مجدًا في وسطها" (زك5:2). للنار ثلاث خواص ذاتية تشبه الأقانيم: لهيب ونور متولد من اللهيب، وحرارة منبعثة عنه، لكنها ليست أقانيم لأن الواحدة لا تملأ الآخرين. من خلال النور يمكننا أن نتعرف على النور، وهكذا أيضًا من خلال الحرارة.
للشمس كيان ككوكب وهى تولد أشعة وحرارة ومع هذا فهي شمس واحدة. ندعو الكوكب نفسه شمسًا وأيضًا أشعته تدعى هكذا، وكذلك الحرارة.
التفاحة: يشبه الله بالتفاحة، إذ قيل: "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين" (نش3:2). للتفاحة ثلاثة خواص: مادتها التي نأكلها وطعمها ورائحتها، ويمكننا التعرف على التفاحة من طعمها أو رائحتها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/god/trinity-examples.html
تقصير الرابط:
tak.la/yy4cmbs
