مفهوم الحياة الفاضلة
1. تحدث القديس يوحنا الذهبي الفم كثيرًا جدًا عن "الحياة الفاضلة" ككل وعن الفضائل في تفاصيلها من جانبيها الإيجابي والسلبي، فتحدث عن فضائل الحب لله ومحبة القريب ومحبة الأعداء والعطاء وعدم الإدانة وعدم الحسد وعدم القسم والطهارة والبتولية إلخ. لكننا أحيانًا نود أن نكون أناسًا أخلاقيين نعيش الحياة الفاضلة على المستوى الاجتماعي الأخلاقي البحت، أما هو فأراد لنا أن ننعم بالفضيلة خلال شركتنا مع الله، لنكون على شبهه وندخل إلى الحياة الملائكية السماوية.
* إننا (بالفضائل) نصير متساويين مع الملائكة. يُقدم لنا الملكوت، فنحسب متحدين مع المسيح. إننا نعلم أننا بدون الفضيلة نصير أدنى من الحيوانات العاقلة، لذا يليق بنا أن نتدرب أن نكون بشرًا، لا بل بالأحرى نكون ملائكة، لكي ننعم بالبركات الموعود بها خلال نعمة ومحبة ربنا يسوع المسيح[1].
* يمكننا إن أردنا وبمعونة نعمة الله العاملة فينا أن ننافس بأرواحنا الأرواح السماوية، بل وقد نفوقها[2].
2. ليست الحياة الفاضلة مجموعة فضائل متراصة واحدة بجوار الأخرى، لكنها في حقيقتها هي وِحدة واحدة متكاملة تمثل "الحياة الواحدة في المسيح يسوع." كل فضيلة تمثل جانبًا من هذه الحياة غير متعالية عن الفضائل الأخرى، وكسر فضيلة واحدة باستهتار يُحسب كسرًا لكل الفضائل.
* لا تكفي الفضيلة الواحدة أن تحضرنا بدالة أمام كرسي المسيح. لا، بل نسأل أن تكون لنا الفضيلة العظيمة المتنوعة الجامعة الكاملة. اسمع ما يقوله السيد المسيح لتلاميذه: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19)، وأيضًا: "من يكسر إحدى الوصايا الصغيرة، يدعى الأصغر في ملكوت السماوات" (مت 5: 19)، "أي في القيامة.. بل لا يدخل الملكوت[3].
3. لا تقف الحياة الفاضلة عند السلبيات، بل يلزم أن يرافقها العمل الإيجابي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ففي المسيح يسوع ليس فقط تُهدم أعمال الإنسان العتيق، وإنما تقوم فينا أعمال الإنسان الجديد لنحيا كأولاد لله. الفضيلة ليست رفضًا لمملكة إبليس وكل أعمالها فحسب، وإنما هي قبول لملكوت المسيح وأعماله فينا. هي تحطيم للشر خلال ممارسة الخير والبنيان الإيجابي الداخلي.
* تنقسم الفضيلة إلى أمرين: ترك الشر وصنع الخير. فإن التخلي عن الشر لا يكفي لبلوغ الفضيلة، إنما يُحسب هذا مجرد ممر وبداية تقود إلى ما بعدها، فإننا في حاجة إلى نشاطٍ عظيمٍ[4].
* تطلع إلى الطوباوي بولس الذي ينزع البذار الشريرة، وفي نفس الوقت يحثنا على احتجاز البذار الصالحة، إذ يقول: "كونوا لطفاء" (أف 4: 32). فإنك إن نزعت الأشواك وتركت الحقل عاطلًا يعود فيمتلئ أعشابًا غير نافعة. إذن الضرورة ملحَّة لشغل الحقل وزرع البذار الصالحة والنباتات المفيدة.
لنطرد الغضب، ونضع الشفقة.
لننزع كل مرارة، ونثبت الحنان.
لنستبعد الحقد والسخط ونزرع التسامح عوض عنهما[5]."
1. تحدث القديس يوحنا الذهبي الفم كثيرًا جدًا عن "الحياة الفاضلة" ككل وعن الفضائل.
في تفاصيلها من جانبيها الإيجابي والسلبي، فتحدث عن فضائل الحب لله ومحبة القريب ومحبة الأعداء والعطاء وعدم الإدانة وعدم الحسد وعدم القسم والطهارة والبتولية الخ... لكنني أود أن نكون أناسًا أخلاقيين نعيش الحياة الفاضلة على المستوى الاجتماعي الأخلاقي البحت، لكنه أرادنا أن ننعم بالفضيلة خلال شركتنا مع الله لنكون على شبهه وندخل إلى الحياة الملائكية السماوية.
في هذا يقول: "أننا (بالفضائل) نصير متساويين مع الملائكة. يقدم لنا الملكوت فنحسب متحدين مع المسيح. إننا نعلم أننا بدون الفضيلة نصير أدنى من الحيوانات العاقلة، لذا يليق بنا أن نتدرب أن نكون بشرًا، لا بل بالأحرى نكون ملائكة، لكي ننعم بالبركات الموعود بها خلال نعمة ومحبة ربنا يسوع المسيح."
مرة أخرى يقول: "يمكننا إن أردنا وبمعونة نعمة الله العاملة فينا أن ننافس بأرواحنا الأرواح السماوية، بل وقد نفوقها".
2. الحياة الفاضلة ليست مجموعة فضائل متراصة واحدة بجوار الأخرى، لكنها في حقيقتها هي وِحدة واحدة متكاملة تمثل "الحياة الواحدة في المسيح يسوع". كل فضيلة إنما تمثل جانبًا من هذه الحياة غير معتلية للفضائل الأخرى، لهذا يقول: "لا تكفي الفضيلة الواحدة أن تحضرنا بدالة أمام كرسي المسيح. لا، بل نسأل أن تكون لنا الفضيلة العظيمة المتنوعة الجامعة الكاملة. اسمع ما يقوله السيد المسيح لتلاميذه: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" وأيضًا: "من يكسر أحد الوصايا الصغيرة يدعى الأصغر في ملكوت السموات"، أي في القيامة... بل لا يدخل الملكوت".
3. لا تقف الحياة الفاضلة عند السلبيات بل يلزم أن يرافقها العمل الإيجابي. ففي المسيح يسوع ليس فقط تُهدم أعمال الإنسان العتيق، وإنما تقوم فينا أعمال الإنسان الجديد لنحيا كأولاد لله. الفضيلة ليست رفضًا لمملكة إبليس وكل أعمالها فحسب وإنما هي قبول لملكوت المسيح وأعماله فينا. هي تحطيم للشر خلال ممارسة الخير والبنيان الإيجابي الداخلي.
يقول: "تنقسم الفضيلة إلى أمرين: ترك الشر وفعل الخير. الانسحاب من الشر ليس كافيًا لبلوغ الفضيلة، إنما هو بداية الطريق الذي يقود إليها. لا تزال تبقى هناك حاجة لنشاط عظيم".
"تطلع إلى الطوباوي بولس الذي ينزع البذار الشريرة، وفي نفس الوقت يحثنا على احتجاز البذار الصالحة، إذ يقول: "كونوا لطفاء"، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. فإنك إن نزعت الأشواك وتركت الحقل عاطلًا يعود فيمتلئ أعشابًا غير نافعة. إذن الضرورة ملحَّة لشغل الحقل وزرع البذار الصالحة والنباتات المفيدة.
لنطرد الغضب، ونضع الشفقة.
لننزع كل مرارة، ونثبت الحنان.
لنستبعد الحقد والسخط ونزرع التسامح عوض عنهما".
_____
[1] In Philip, hom 7.
[2] In Gen. PG 54: 104.
[3] In Eph, hom 4.
[4] In Thess., hom 5.
[5] In Eph, hom 16.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/chrysostom-virtuous-life/defention.html
تقصير الرابط:
tak.la/av7cy7t