محتويات
عند انتشار المسيحيّة كانت اللغة اليونانيّة هي اللغة السائدة في بلاد البحر الأبيض المتوسط، خلال القرون الأولى للإمبراطوريّة الرومانيّة. فقد غزت الثقافة الهيلينيّة العالم الروماني، حتى يصعب علينا أن نجد بلدًا في الغرب لم يستخدم اليونانيّة في التعامل اليومي. لهذا ننظر إلى اليونانيّة كلغة أساسيّة في كتابات الآباء.
لم يستخدم الآباء اليونانيّة الفصحى (Classical) التي كان الإغريق يستخدمونها في الكتابة والشعر وتدوين الحوادث التاريخيّة، وإنّما يستخدمون لغة دارجة (كويني Koine) والتي أصبحت من سنة 300 ق.م. حتى سنة 500م اللغة الرسميّة للإمبراطوريّة الرومانيّة، ولغة الكتاب المقدس، ولغة آباء الكنيسة الأولى [30]. وهي خليط بين الأدب الأثيني الفصيح والعاميّة.
لكن اليونانيّة أبطلت في الشرق وحلّت القبطيّة والسريانيّة والأرمنيّة، كما أبطلت في الغرب وحلّ محلّها اللاتينيّة.
كان بعض المصريون يفضلون الكتابة باليونانيّة بجانب المصريّة (الديموطيقيّة) لأسباب كثيرة نذكر منها [31]:
1. سهولة اليونانيّة عن الديموطيقيّة.
2. كانت اليونانيّة لغة الدولة الرسميّة، هذا استلزم تدوين الوثائق بها، سواء كان كاتبها يعرف اليونانيّة فيكتبها بنفسه أو يجهلها فيستخدم كاتبها لهذا الغرض.
من الطبيعي كان الأهالي يقتبسون الكثير من لغة الحكام، حتى في تعاملهم اليومي.
3.4. كانت اليونانيّة هي لغة المتعلّمين في البلاد الكبرى.
5. كانت اليونانيّة هي لغة الكنيسة والمجامع المسكونية.
إلاَّ أنّه نبتت فكرة تدوين اللغة المصريّة بحروف يونانيّة مع الاستعانة ببعض الحروف الديموطيقيّة فخرجت اللغة القبطيّة كآخر تطورات اللغة المصريّة (الفرعونيّة)، وفي القرن الثاني قام العلاّمة بتنينوس بترجمة الكتاب المقدّس إلى القبطيّة بمساعدة تلاميذه وعلى رأسهم القدّيس إكليمنضس الإسكندري. وتُرجمت جميع المؤلفّات المصريّة إلى القبطيّة قبل القرن الخامس الميلادي.
ويلاحظ أن الأقباط لحرصهم على حفظ المعنى اللاهوتي لبعض المصطلحات استبقوها باليونانيّة حتى عند كتابتهم بالقبطيّة. ويقول Warrell أن القبطي يستنكف ترجمة المصطلحات اللاهوتيّة [32].
فعلى سبيل المثال عندما يذكرون "الروح القدس" لم يستخدم الأقباط كلمة (نيفي = روح) القبطيّة بل (بنفما = روح) اليونانيّة.
وإذ جاءت اللغة العربيّة بدأت تحل محل اللغة القبطيّة فقضت عليها، ثم عادت القبطيّة في الازدهار في القرن الثامن... وأخذت الكتابة القبطيّة منذ القرن الثاني عشر تظهر في نهرين بالقبطيّة والعربيّة [33]. وفي القرن السادس عشر إنطفأ نور استعمالها كلغة للتكلم في الوجّه البحري، وبقيت حتى القرن السابع عشر لغة التكلم في الوجّه القبلي.
نستطيع القول أنّه في القرن الثالث عشر صارت اللغة العربيّة هي اللغة السائدة في المؤلفّات اللاهوتيّة والكنسيّة للقبط.
ويجدر بنا أن نذكر في هذا المجال أن الآباء الرهبان القبط عرفوا بالتقوى وإنكار الذات فمالوا إلى الحياة أكثر من تدوينها، وجاء الكثير من أقوالهم الرهبانيّة عن طريق الوافدين إليهم من الشرق والغرب بلغات متعدّدة كاليونانيّة واللاتينيّة والسريانيّة.
في القرن السادس عشر بدأ نشر كتابات الآباء أمّا كأعمال فرديّة للمؤلف أو كمجموعة كاملة؛ هذا العمل ازدهر جدًا في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
نشر Margueren de la Bigne (مات عام 1589م) مجموعة أعمال لأكثر من 200 كاتب في عمله Bibliotheca Sanctorum Patrum. أضيف إليها أعمال أخرى بالتدريج وقد صارت عام 1616م أربعة عشر مجلّدا باسم: Magna Bibliotheca Veterum Patrum؛ أعيد طبعها في ليون عام 1577م في 27 مجلّدا باسم: Bibliotheca V. P. et antiq scriptorium ecclesiasticorum.
قام A. Galland (مات عام 1779م) بنشر مجموعته في 14 مجلّدا بفينيس عام 1765-1781، 1788م باسم: Bibliotheca Vetrerum Patrum.
وتعتبر أعظم مجموعه كاملة -إلى حد ما- تلك التي قام بها الأب مني Abbe Migne في القرن التاسع عشر باسم Patrologiae Cursus Completus وهي عبارة عن إعادة طبع للنصوص السابق نشرّها في متناول يد اللاهوتيّين... وتعتبر هذه المجموعة في حقيقتها مجموعتان:
1. مجموعة الآباء اللاتين (P. L.) طبعة باريس 1844-1855م وتتكون من 221 مجلّدا تشمل 4 مجلّدات فهارس.
2. مجموعة الآباء الإغريق (P. G.) أي الكتابات اليونانيّة طبعة 1857-1866م وتتكون من 161 مجلّدا، ورد بها ترجمة كاملة باللغة اللاتينيّة، وهي بغير فهارس.
وقد تُرجم من هاتين المجموعتين إلى للغات الحديثة من ألمانيّة وفرنسيّة وإنجليزيّة.
توجد مجموعات تُعتبر ملحقًا لمجموعتيّ منّي Minge أو مراجعة لها:
4. Die Griechischen Christlichen Schrifsteller Der ersten drei Jahrjymderte (كتّاب القرون الثلاثة الأولى اليونان المسيحيّين) قام بنشرّها أكاديميّة برلين عام 1897م مع مقدّمات وفهارس ألمانيّة، وقد بلغ عددها 41 مجلّدا.
5. Corpus Scriptorum ecclesiasticorum Latinorum قام بنشرّها أكاديميّة فيّينا منذ عام 1866م، وقد نشرت 70 مجلّدا.
6. Bibliotheca Teubneriana, Leibzig تشمل الكثير من الكتابات.
7. The Loeb Classical Libaray قام بنشرّها Page وCapps وRouse بلندن - نيويورك، وهي تشمل الكثير من المؤلفين المسيحيّين اليونان واللاتين.
8. Corpus scriptorium Christianorum Orientalium قام بنشرّها Chabot Forget وGuidi وHyvernat وCarra نشرت بفرنسا منذ عام 1903م وهي تشمل 4 مجموعات: سريانيّة وقبطيّة وعربيّة وأثيوبيّة، بلغ عدد مجلّداتها 228 مجلّدا.
9. Patrologia Orientals قام بنشرّها Nau, Graffin بباريس منذ 1907م في 28 مجلّدا.
10. Patrologia Syriaca قام بنشرّها Graffin بباريس 1894-1926م في 3 مجلّدات.
11. Sources Chrétiennes يقوم بنشرّها Lubac وDaniélou بباريس منذ 1941م.
يقوم بنشرّها Mohrmann وQuasten منذ عام 1950م.
12. Stromata patristica et mediavalia
1. Library of the Fathers قام بتحريرها Pausey Newman, Keble,، بأكسفورد 1838-1888م في 45 مجلّدا.
2. The Anti-Nicene Christian Library تشمل ترجمة لأقوال الآباء قبل عام 325م قام بتحريرها Donaldson, Roberts بأدنبرج 1866م، 1897م في 24 مجلّدا ومجلّد إضافي قام بوضعه Menzies بأدنبرج عام 1987م.
3. The Ante-Nicene Fathers وهي إعادة طبع للمجموعة السابقة قام بمراجعتها ووضع مقدّمات وتعليقات مع عرض لسير الآباء A. Clevland Coxe، وقد جاءت في 8 مجلّدات. والمجلّد الإضافي الذي لـ Menzines (مجلّد 9) يشمل مختصر للبيليوغرافي (بيان بمؤلفّات الكاتب ومطبوعاته) وفهرست عام للمجلّدات السابقة، ومجلّد آخر (10) يشمل بعض إضافات للكتابات الخاصة بآباء ما قبل نيقيّة المكتشفة حديثًا، كما تشمل بعض كتابات للعلاّمة أوريجين مثل رسالته للقدّيس غريغوريوس، وتفسيره لإنجيل يوحنا وإنجيل متى.
وتعتبر هذه المجموعة والمجموعة التالية أكثر المجموعات انتشارًا خاصة في مصر.
4. A Select Library of Nicene and Post-Nicene Fathers of the Chiristian Church قام بوضعها Schaff وWace بنيويورك 1886-1900م في 28 مجلّدا وهي في حقيقتها مجموعتان:
المجموعة الأولى تشمل 8 مجلّدات للقدّيس أغسطينوس، 6 مجلّدات للقدّيس يوحنا ذهبي الفم.
(أ)(ب) المجموعة الثانية (14 مجلّدا) اهتمت بالأكثر بالكتب التاريخيّة المسيحيّة الأولى مثل كتابات يوسابيوس وسقراط وثيودورث وچيروم، كما قدّمت مجموعة لكتابات آباء شرقيّين وغربيّين.
5. Fathers of the Church قام بوضعها F. W. Wright بلندن عام 1928م، وهي مختارات من كتابات الآباء اللاتين.
6. Translations of Christian Literature قام بوضعها Sparaw-Simpson وLowther Clark. وقد قام بنشر هذا التجميع S.P.C.K)) بلندن منذ عام 1917م، وهي تشمل مجموعات:
أ. نصوص يونانيّة.
ب. نصوص لاتينيّة.
ج. نصوص ليتورچيّة.
د. نصوص شرقيّة.
قام بتحريرها Quasten وPlumpe، وستمنستر منذ 1946م.
7. The Fathers of the Church يقوم بنشرّها الجامعة الكاثوليكيّة الأمريكيّة بواشنطن منذ 1947م، بواسطة Schopp.
وهي من المجموعات المنتشرة أيضًا في مصر، صدر منها حتى عام 1969م، 63 مجلّدا وينتظر أن تبلغ مجلّداتها فوق ال100 مجلّدا.
1. Les Péres de l’Eglise بواسطة Genoude - فرنسا 1835-1849م في 10 مجلّدات.
2. Biblioteque choisie des pérese de l’Eglise بواسطة Ghuilon، باريس 1828م، في 36 مجلّدا، أعيد طبعها في براسيل 1928-1934م في 27 مجلّدا.
3. Chefs-d’Oeuvre des Péres de l’Eglise باريس سنة 1837م في 15 مجلّدا.
4. Textes et documents pour l’etude historique du Chirstianisme بواسطة Hemmer وLejay. باريس 1904-1912م، في 30 مجلّدا تشمل نصوصًا وترجمات.
5. Bibliothéque patristique de spiritualitée منذ عام 1932م.
6. Moralistes Chrétiens تشمل نصوص وتعليقات، باريس 1924-1932م في 13 مجلّدا.
7. Source Chretiennes تشمل نصوص وترجمات.
8. Les Grands écrivains chrétiens ليّون - باريس منذ 1942م.
توجد مجموعات أيضًا لترجمة كتابات الآباء بالألمانيّة والإيطاليّة والأسبانيّة والهولنديّة والبولنديّة والنرويجيّة.
وفي لبنان بدأت تظهر أكثر من مجموعة لترجمة عربيّة ناشئة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أمّا في مصر فأغلب الترجمات ليست لأهداف علميّة أكاديميّة، وإنّما وُضعت بهدف عملي روحي... لذلك كثيرًا ما تُختصر الترجمة وتُبوَّب وتوضع لها عناوين ومقدّمات روحيّة بقصد الدخول في الفكر الآبائي، مثل مجموعة "الآباء الأوّلون" التي تقوم كنيسة مارجرجس بإسبورتنج بنشرّها.
إنّنا نود في القريب العاجل أن يقوم بعض المتخصّصون بالترجمة العلميّة الدقيقة لنصوص الآباء ونشرّها جنبًا إلى جنب مع الترجمات العِلميّة الشعبيّة. ويقوم مركز الدراسات الآبائيّة بالقاهرة بمجهود طيب في هذا المجال حاليًا.
تعقد مؤتمرّات دوليّة للدراسات الآبائيّة في أكسفورد كل أربع سنوات ابتداء من عام 1951م، حيث يجتمع دارسون في الآباء من كل الطوائف من أنحاء العالم المختلفة لتبادل الخبرات والدراسات.
منذ القرن السابع عشر بدأت دراسات في اللغة القبطيّة في أوربا، فتبيّن للعلماء عظمة التراث القبطي وما تحويه المخطوطات القبطيّة من كنوز، ممّا حثّ البعثات الأجنبيّة على زيارة مصر لنقل هذه المخطوطات من الأديرة والكنائس إلى المتاحف والمكتبات العامة الأجنبيّة، ففقدنا ثروتنا الأدبيّة.
يذكر لنا الشماس يوسف حبيب [34] وغيره أمثله لما كانت عليه مكتبات أديرتنا وكنائسنا وما وصلت إليه على أيدي هذه البعثات:
1. قال أجيديوس لوكينسيس لبيرسك أحد هواة الكتب بباريس بعد عودته من زيارته لمصر عام 1623 بأنّه وجد كتبًا نادرة في كثير من الأديرة، خاصة في أحد الأديرة حيث تضم مكتبتها ثمانية آلاف مخطوطًا ترجع إلى العصر الأنطوني - يقصد دير السريان.
شجّع هذا الوصف الكثير على ارتياد الأديرة لاقتناص المخطوطات ففي السنة التالية جاء اجائنج دي فان دوم ليقتني نسخة من الإنجيل بست لغات.
2.3. زار روبرت هنتجتون الأديرة عام 1682-1683م، ورأى بعض الكتب الهامة في دير أبي مقار وحصل على نسخة من الأناجيل وبعض الكتب الهامة.
4. في القرن الثامن أوفد الفاتيكان -عام 1707م- إلياس السمعاني أمين مكتبة حيث عاد يحمل مجموعة من المخطوطات السريانيّة. ثم جاء بعده ابن عمه يوسف السمعاني ليحصل على بعض المخطوطات السريانيّة والقبطيّة من دير ابنا مقار.
5. حمل J. S. Assemani عام 1715م مجموعة ضخمة من المخطوطات من مكتبة دير أبي مقار، وهي عبارة عن إحدى عشر مجموعة كبيرة بالإضافة إلى أجزاء أخرى كثيرة، موجودة حاليًا بمكتبة الفاتيكان.
6. استطاع أندريوس عام 1799م أن يأخذ بعض المخطوطات المسطّرة على ورق كتّان من أحد الأديرة.
7. توافد سيل من الرحّالة في القرن التاسع عشر على الأديرة يستخدمون كل حيلة ل اقتناء المخطوطات، من بينهم:
أ. دروفتي عام 1818م حصل على نسخة من المزامير وغيرها.
ب. روبرت كرزون عام 1837م يفتخر أنّه حصل على بعض الكتب النفيسة.
ج. هنري عام 1839م يحصل على نصيب وافر من المخطوطات (حاليًا بمكتبة رايلندز منشستر).
أ. في عام 1844م مرّ Constantine Tishendorf على جميع الأديرة ليجمع ممّا تبقى (حاليًا بمكتبتيّ جامعة ليبزج وكمبردج).
ب. رفض رهبان دير أبي مقار السماح لحلانفل سستر أن يزور القصر الذي به الكتب ذلك لأنّه قبل زيارته بقليل حضر أحد الفرنسيّين يحدى فورتن أم الذي تسلّل في إحدى الليالي إلى المخطوطات وحملها إلى الأسوار حيث ألقى بها إلى البدو المرافقين له ليتسلّمها منهم عند خروجّه.
ج. خُرب دير ابنا أنطونيوس وانبا بولا في القرن الخامس عشر وبقيا مهجورين حوالي 80 عامًا حيث ضاع الكثير من المخطوطات، ومع ذلك حمل يوسف السمعاني بعض المخطوطات من دير انبا أنطونيوس إلى الفاتيكان...
8. وجدت مجموعات من الكتب في القرن التاسع عشر بالدير الأبيض القريب من سوهاج، استولى المتحف البريطاني على جزء منه بينما نالت المكتبة الأهليّة بباريس النصيب الأكبر منها.
9. اشترى الثري الأمريكي بيرينت مرجان 56 مخطوطة من المجموعة التي اكتشفت عام 1910م في دير الحامولي في الفيوم.
لم يبق في مصر بعد هذا كلّه إلاَّ بعض المخطوطات التي لا زال بعضها في الأديرة والكنائس. والذي نقل البعض الآخر إلى الدار البطريركيّة والمتحف القبطي.
قام بعض العلماء في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بنشر القليل من المخطوطات التي نقلت إلى الخارج في المجلات العلميّة والأثريّة وفي الكتب وترجمة بعضها، مثل بدج Budge واميلينوا Ameleniu وزويجا Zoega وكرم Crum.
[30] يس عبد المسيح: اللهجات القبطيّة وآثارها الأدبيّة - عن كتاب: صفحة من تاريخ القبط ص 36.
[31] كانت الكتابة باليونانيّة أما الوعظ فبالقبطيّة أو الديموطيقيّة، وذلك لأن كثير من العامة في القرى لا يعرفون اليّونانيّة. فالقدّيس أنبا أنطونيوس كان نفسه يجهل اليّونانيّة، وكان يتحدث مع زائريه بالقبطيّة.
[32] Warrell: A Short Account of the Copts, Michigan, 1955.
[33] جمعيّة مارمينا بالاسكندرية: صفحة من تاريخ القبط: الدكتور مراد كامل: القبط في ركب الحضارة العالميّة؛ يس عند المسيح: اللهجات القبطيّة وآثارها الأدبيّة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-tadros-malaty/apostolic/language.html
تقصير الرابط:
tak.la/8c3vk8r