13- إلمامة إجمالية عن وسائل حياة القداسة

St-Takla.org Image: Waiting comic, contemplation on the roof, details, used with permission - by Mina Anton صورة في موقع الأنبا تكلا: كارتون قصة قصيرة: انتظار، تأملات فوق السطح، تفاصيل، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون

ثم الاتجاهات الفكرية الإيجابية التي تجدد الذهن وتصحح معارفه الخاطئة مثل تعديل النظرة إلى الجسد بما يتفق وكلمة الله. والتنبه إلى خطورة خطية الزنا من جهة تدنيسها للإنسان وتدميرها لحياته وجلبها غضب الله عليه.

والتنبه لازدياد الشر في العالم وحرص الإنسان على حفظ نفسه منه، وتيقظه لمصادره، واجتهاده للهروب منها والاستعداد الدائم للانطلاق، بل اشتهاء الانطلاق من باعث تلذذنا بحياة الروح واشتياقنا للسماء ومحبتنا الواعية للمسيح.

ثم انتقلنا إلى السلوكيات العملية لحفظ قداستنا ورأيناها في بذل أجسادنا في خدمة الآخرين وفى عباداتنا وفى خدمة المجتمع في مجال البحث العلمي والإنتاج الفني والأدبي. وفى تقديس كل حاسة من حواسنا الخمس التي تقوم عليها حياتنا الحسية، وذلك بكل الأمور المحسوسة في مجال حياتنا الروحية والكنسية وفى أعمال الحب والرحمة.

ثم نبهنا إلى مسئولية الأسرة في إشباع الحاجة إلى الحب وملء الفراغ العاطفي لدى أبنائهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وقيام الأبناء الذين لم توفر لهم أسرهم هذه الحاجة بانخراطهم في كافة المجالات والأنشطة الخدمية والاجتماعية التي تمنحهم الحب من آخرين بتقديم حبهم هم لهم بواسطة تلك الخدمات والأنشطة. وكذلك توجيه طاقتهم في الحب للقديسين وأبطال الإيمان ولشخص المسيح نفسه. ثم التفريق في النظرة إلى أي جسد بين الإعجاب الذي لتمجيد الله وهذا حق للإنسان، والانجذاب الذي للاستحواذ وهو ليس من حقه. كذلك العواطف الجسدية بين الجنسين هي زنا وليست حبًا.

ولابد من اليقظة للعثرات والهروب منها سواء من الناس أو من وسائل الإعلام بكل أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية. كما يجب مراعاة عدم إعثارنا نحن للآخرين. وينبغي أن نحسن استخدام طاقتنا الجنسية بتوجيهها لنجاحنا الدراسي أولًا ثم نجاحنا الوظيفي ثانيًا ثم تنمية هواياتنا ومواهبنا ثالثًا. كذلك نحتاج لإعمال عقلنا في استغلالنا كل مرحلة من مراحل عمرنا فيما يناسبها حتى لا ننشغل بالأمور الجنسية والعاطفية قبل أوانها. وعدم التفكير في الزواج قبل الانتهاء من الدراسة. وضرورة ملء الفراغ في الفترة الحرجة مابين التخرج واستلام الوظيفة.

أما الفضائل التي تعيننا على حياة الطهارة فهي احتمال الآلام والاتضاع واحتمال الآخرين وخدمتهم والطاعة للوصية. وأفضل نموذج نتعلم منه الوداعة والاتضاع هو شخص المسيح له المجد. وحياة الفرح تبدد أفكار الحزن والكآبة التي تتسبب عادة في هجوم أفكار الدنس وتدفع إليه. ونحتاج للتأمل في الشخصيات الفاضلة المحيطة بنا، ونتعلم منهم التمسك بالمبادئ والقيم التي تمنعنا من الانحراف. ونوبخ أنفسنا على عدم اهتمامنا بوصايا إنجيلنا وتمسكنا للعمل بها. ومن الضروري أن نستفيد من زيارة الأديرة لأنها تُثبِّت فينا روح الزهد في العالم واحتقار أباطيله، وتزرع فينا حب البتولية وحياة الصلاة. ويجب أن نعرف أن كل جهد نبذله من أجل طهارتنا وقداستنا لا يأخذ قانونيته أمام الآب إلا من خلال إيماننا بالمسيح واليقين الكامل بفاعلية فدائه لنا لتبريرنا. ثم ممارسة عبادتنا كلها باسمه، وطاعتنا للعمل بوصاياه.