St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   engagement
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الاختيار والخطوبة في الإيمان المسيحي - القمص صليب حكيم

21- الفصل الرابع: الوقت المناسب للاختيار

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

توفر الإمكانيات
أمور تعيب توقيت الاختيار
أ - التأخير في الاختيار أو التبكير فيه
ب - الظروف النفسية والانفعالية الصعبة
حـ - حالة الفتور الروحي

إن التفكير في مشروع الزواج الذي يبدأ بعملية الاختيار كخطوة أولى لا يصح ولا يكون معقولًا إلا إذا توفرت لهذا المشروع -كغيره من المشروعات- الإمكانيات الكافية للقيام به.

توفر الإمكانيات:

وإن كان توفر الإمكانيات يحتاج إلى عامل الوقت، فهو ما قصدنا به الوقت المناسب للاختيار أما أهم هذه الإمكانيات فهى أن يكون الشاب قد نضج عقليًا وماديًا ويكون سليمًا صحيًا وممتلئًا روحيًا، لأن العقل الناضج والنفسية السوية والمال الكافي والصحة السليمة والامتلاء الروحي من مقومات الزواج الصالح.

فالعقل الناضج لازم للتدبير وتصريف الأمور وتوجيه الزوجة والأولاد، ولاشك أن السن واحد من العوامل التي تشير إلى نضوج العقل فيجب ألا يبدأ الشاب أن يفكر في الاختيار قبل السن المناسب ولا يصح أن يشجع الوالدان أبناءهما على ذلك إلا بعد هذا السن.

والنفسية السليمة لازمة لبناء سعادة الأسرة وتكوين شخصيات متكاملة من الأبناء، لأن نفسية الزوج المريضة تكون ثقلًا على الزوجة والأولاد وقد تحطمهم كما تخلق غالبًا أبناء ذوي نفسيات مريضة. لذلك إذا كان أي من الشاب أو الفتاة يعاني ضيقًا أو قلقًا أو اضطرابًا، أن يسارع في طريق العلاج النفسي حتى ينصلح فكره وتتحسن نفسيته وبذلك يمكنه أن يتقدم للاختيار بنفسية سوية وشخصية معتدلة سليمة. وقد يوجهه أب اعترافه إلى أحد الأطباء للعلاج النفسي إذا احتاج الأمر وذلك إذا كان تعبه وقتيًا عارضًا.

St-Takla.org Image: The Priest blessing the wedding rings, and carrying the red girdles - The Holy Matrimony Sacrament (marriage) in the Coptic Orthodox Church صورة في موقع الأنبا تكلا: الكاهن يبارك الدبلتين، ويحمل الزنار الأحمر الحريري - سر الزيجة (الزواج) في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: The Priest blessing the wedding rings, and carrying the red girdles - The Holy Matrimony Sacrament (marriage) in the Coptic Orthodox Church

صورة في موقع الأنبا تكلا: الكاهن يبارك الدبلتين، ويحمل الزنار الأحمر الحريري - سر الزيجة (الزواج) في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

والمال الكافي ضروري لتغطية احتياجات الأسرة من طعام وعلاج وتعليم وترفيه وبقية نواحي الحياة. ومعنى هذا يجب ألا يبدأ الشاب تفكيره في الاختيار بصفة خاصة - إلا عندما يكون قد جمع في يده مبلغًا كافيًا لتأثيث منزل مناسب لمستواه الاجتماعي، وعندما يكون لديه دخل ثابت منتظم شهريًا يكفيه نفقات الحياة. وهذه الأمور المادية بالذات لا يكمل مداها لدى الشاب إلا بعد انتهائه من دراسته وجنديته وبعد استقراره في عمل مناسب.

والصحة السليمة تملأ صاحبها نضارة وتضفي عليه حيوية تؤكد قدرة الفرد على قيامه بأعباء الحياة الجديدة وتنبئ بإنجاب أبناء أصحاء خالين من العلل والعاهات. لذلك وجب أن يبدأ المرء بعلاج ما عنده من أمراض طارئة أو مزمنة، مكتسبة أو وراثية، ظاهرة أو خفية. ولا مانع من أن يلجأ للكشوف والتحاليل وممارسة العلاج وتناول الأدوية المناسبة حتى يطمئن على سلامة صحته وعلى الأقل بالقدر الذي يسمح له بالبدء في التفكير لاختيار شريك الحياة (بالنسبة للشاب) أو قبول من يتقدم للارتباط (بالنسبة للفتاة)، وذلك تفاديًا للنتائج غير المرغوب فيها في حالة اختيار أحد الطرفين لطرف سقيم عليل.

والامتلاء الروحي هو سر مباركة الله للزوجين وحلوله في بيتهما وعيشتهما في استقرار بالسلام والمحبة وتمتعهما بالسعادة والفرح الروحيين. لذلك يجب على الشاب مع بدء تفكيره في الارتباط أن يبدأ بأسلوب جدي في انتظام حياته الروحية من صلاة وصوم وقراءة كلمة الله واعتراف وتناول. وإذا كانت هناك شرور أو انحرافات فالأمر يحتاج إلى توبة صادقة بقطع العلاقات بالكامل بكل أسباب الخطية حتى يبني بيتًا روحيًا مقدسًا.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أمور تعيب توقيت الاختيار:

أ - التأخير في الاختيار أو التبكير فيه:

مما يعيب توقيت الاختيار هو تأخر المرء فيه رغم الظروف المواتية وعدم وجود عوائق أو مشاكل، ومما يدين هذا التأخير أن يكون نتيجة الاستهتار أو التسويف أو السلوك غير المستقيم. ومثل هذا المرء عندما يحس بفوات الأوان يبدأ يقلق وينزعج وليس أمامه إلا أن يتعجل بأي صورة في تشهيل أمر الزواج مما يجعله يقع فريسة الاختيار العشوائي الذي قد يصيب وقد يخيب.

ومما يعيب التوقيت أيضًا هو اتجاه مضاد للاتجاه السابق ألا وهو التسرع في الاختيار وذلك قبل أن يستكمل المرء مقومات الرجولة الكافية للحياة الزوجية العائلية، مثل هذا المرء قد يكون مدفوعًا بعوامل الشخصية المراهقة دون تقدير للمسئوليات الكاملة للزواج، مما يجعله بعيدًا عن استخدام المقاييس السليمة في الاختيار، ثم يعرضه لأزمات ومتاعب تهدد أمن حياته الزوجية في مهدها.

مثال ذلك ما نراه في اختيار شاب بالسنة الأولى بالجامعة لفتاة زميلة يتعلق بها، وهى بدورها تتعلق به ويستمر هذا التعلق من الطرفين طوال فترة الدراسة الجامعية لينتهي في معظم الحالات بانفصال الطرفين عن بعضهما لأتفه الأسباب. وإن انتهى بزواجهما فمهما كانت صلاحية هذا الزواج إلا أنه واضح أن غالبيته مبني على اختيار مراهق لمراهقة اللذين ما أن ودعا المرحلة الثانوية ودخلا رحاب الجامعة وعاينا الاختلاط وأدركا الحرية حتى ظهرا وكأن كلا منهما كان يعاني كبتًا أو غير واع بمفهوم الزمالة الجامعية بين الفتى والفتاة القائمة على هدف مشترك لا يتعدى هدف تحصيل العلم والاحترام المتبادل والتعاون في سبيل تحقيق ذلك الهدف.

وكثير من شبابنا الذي يتريث وينتظر للوقت المناسب يختبر مدى عدم نضج الاختيار في السن المبكر، و أن هذا السن له قيمه وخبرته المحدودة التي تؤثر في أحكامه. من أجل هذا يجب عدم الاعتماد على الاختيار المبكر لأنه اختيار غير ناضج وغير سليم في معظم الحالات. هذا يختلف عن وضع شاب تخرج واكتملت له مقومات الزواج ثم فكر في زميلة له من أيام الدراسة وكان معجبًا بشخصيتها وأخلاقها ثم يتقدم للارتباط بها. فهذا وضع لا غبار عليه.

ب - الظروف النفسية والانفعالية الصعبة:

ومما يعيب توقيت الاختيار أيضًا أن يتم في ظروف نفسية صعبة أو في حالات سببت للإنسان انفعالًا حادًا إما بالفرح الشديد أو الحزن المفرط أو بالضيق الزائد أو بالقلق المتسم بالتوتر أو بالاستهتار وعدم المبالاة، ومثل هذه الحالات من الانفعال الزائد تعطل الحكم السليم والرأي الواعي في موضوع الاختيار كما في أي موضوع آخر (د. يوسف مراد. مبادئ علم النفس العام 1954 ص107، 108). لذلك عند حدوث هذه الظروف لابد أن يأخذ الإنسان فرصة لاسترجاع هدوئه النفسي واسترداد سلامه الداخلي حتى يعيد للعقل قدرته وسيطرته على تمييز الأمور بوضوح وإصدار الأحكام السليمة قبل الإقدام على الاختيار.

حـ - حالة الفتور الروحي:

تختلف نظرة الإنسان للأمور وحكمه عليها بحسب حالته الروحية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالإنسان عندما يكون متقدمًا في علاقته بالله يكون متساميًا عن المادة متعففًا عن الجسد عازفًا عن المجد الباطل وتكون تطلعاته واشتياقاته سماوية ورغباته وأفكاره كلها روحية وتكون روح كلمة الله ووصيته هي الموجهة له والمسيطرة على تصرفاته وأحكامه كما يقول بولس الرسول "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو8: 14). والإنسان عندما يتقدم للاختيار وهو في مثل هذا المستوى الروحي سيكون بلا شك مشمولًا برعاية الله ومحبته ويكون اختياره عاقلًا متزنًا متسمًا بمقياس القيم الروحية بخلاف ما إذا أقبل على الاختيار وهو في حالة فتور روحي وبعيد عن الله. لذلك نلاحظ كثيرًا من الشباب يقبلون على الاعتراف والتناول ويبدأون حياة جديدة مع الله عندما يفكرون في موضوع الزواج أو تصبح لهم نية التقدم لاختيار شريك الحياة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/choice-time.html

تقصير الرابط:
tak.la/h83fnca