محتويات:
(إظهار/إخفاء) من الأسئلة
الهامة التي تطرق الذهن عند التفكير في الزواج هو من أين يختار المرء شريك
حياته؟ لاشك أن الاختيار
النابع من طبيعة التواجد المتواصل لمدة طويلة هو الأضمن، فإن العشرة الطويلة
بين الأفراد من خلال الاشتراك في الأنشطة المختلفة تسمح بتفهم طبيعة بعضهم
البعض عن قرب وتسمح بالاختيار السليم القائم على الحكم السليم، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويمكننا أن
نشير إلى بعض المجالات التي يسهل فيها الاختيار وشروط الاختيار ومنها: ومن هذه الأنشطة الرحلات العائلية والحفلات التي تقوم بها
الكنائس وبعض الهيئات أو النوادي الاجتماعية والعائلية أو نوادي الكنائس أو
اللقاء في أماكن العمل حيث يتعرض الإنسان في كل هذه المجالات لمواقف يظهر فيها
على سجيته وطبيعته ويظهر مستواه الأخلاقي والانفعالي ومدى ما يتحلى به من فضائل
أو نقائص مما يعطي فرصة للحكم الصادق عليه(1). ولسلامة الحكم يجب
أن يتوفر شرط التواجد المتكرر في هذه المجالات كما أنه عند إصدار الحكم يجب
التمييز بين من يتكلف في تصرفاته وحركاته وبين من يتصرف تلقائيًا على طبيعته
وسجيته ولا يظهر هذا بطبيعة الحال من مرة واحدة ولا يتأكد بموقف واحد.
أ - الأنشطة الاجتماعية ومكان العمل
ب - المعارف والجيران
جـ - الأنشطة المشتركة تحت الإشراف والرقابة
التعارف تحت أبصار الجميع
أ - الأنشطة
الاجتماعية ومكان العمل:
كذلك قد يكون هناك فارق في المستوى الأخلاقي والاجتماعي، لأن الجيرة لا تعني تقارب المستوى العلمي أو الأخلاقي أو الاجتماعي الذي هو أحد شروط الاختيار السليم، فقد يتفوق جار على آخر في هذه الأمور فيكون من الصعب بل من المتعذر أن يقبل أبناء الطرف المتفوق في الأخلاق أو العلم أو المركز الاجتماعي الارتباط الزيجي ببنات الطرف الآخر.
لذلك يجب أن يميز شبابنا بين الميول الجنسية وحروبها الشبابية وما يثيرها من النظرات المتعطشة إلى الجنس نحو الجيران أيًا كان مستواهم وبين الاختيار الصالح الناضج لشريك الحياة الزوجية العائلية.
والمعارف أحيانًا كثيرة يصح الاختيار منهم عن الجيران والأقارب لأنه غالبًا ما يكون المعارف أقرب إلى مستوى الفرد وحالته من أي فئة أخرى خصوصًا أولئك الذين تتحول معرفتهم إلى علاقة صداقة، لأنه في أكثر الأحيان تتم مثل هذه المعرفة عن طريق زمالة العمل مع أحد الوالدين أو زمالة الدراسة أو زمالة نشاط اجتماعي أو خدمة روحية.
من أجل هذا كان محيط هذا الصنف من المعارف من المجالات المناسبة والمشجعة للاختيار للزواج إذا كانت الظروف مواتية لذلك.
ولا ننكر أن الشباب على حق عندما يطالب بتوفير هذا النوع من مجالات الاختيار ولكننا ننكر عليه أن يتغافل شرط خضوع هذا المجال الذي يطالب به لجو نقي يسوده التعقل والضوابط الاجتماعية، جو يتمتع برقابة الوالدين أو الخدام الروحيين أو المدرسين أو المشرفين ويسمح للشباب بتعارف سليم متعقل، ويا حبذا لو تحققت هذه الرقابة بتوفير الكفاءات اللازمة للقيادة الشبابية من الجنسين ولعل الاختلاط منذ فترة الحضانة وحتى قرب نهاية المرحلة الابتدائية في نشاطات الكنيسة المختلفة ثم في فترة النضج التي تكون عادة قرب الانتهاء من المرحلة الجامعية وفي السنين الأولى للعمل وفي الزيارات العائلية المتبادلة للأقارب والمعارف لعل لهذا الاختلاط فوائد جمة في كسر الفهم الخاطئ لمعنى العلاقات بين الجنسين وتنقية هذا الفهم، والارتفاع به لمستوى العلاقات الإنسانية الكريمة القائمة على الاحترام المتبادل بين الجنسين ويمهد لاختيار سليم مبنى على الاتزان وعدم الاندفاع(3).
وشبابنا ليس على صواب عندما يطالب طرف منه بأن يخرج في حرية مع الطرف الآخر في نزهات أو تمشيات فردية بعيدة عن الأعين وعن معرفة الوالدين بحجة التعارف أو التعرف، لأن هذه التمشيات يغلب عليها طابع الرغبة في التسلية والاستمتاع بمرافقة الجنس الآخر وليس التعرف على شخصية صالحة للزواج. ولكن هذا الطرف أو ذاك على صواب في أن يطلب فرصة التعرف أو التحقق تحت أبصار الجميع وفي العلانية. وعادة يكون هذا التحقق أو التعرف القريب بين الطرفين بعد كلام صريح واضح بينهما أنه لغرض الارتباط، وذلك بمعرفة الوالدين أو من ينوب عنهما.
_____
(1) د. عزت راجح، أصول علم النفس، الاختبارات الموقفية (ص 493)
.(2) بطريركية الأقباط الأرثوذكس، دفتر محاضر الخطوبات - تعليمات بند 4
.(3) د. وليم الخولي - الشخصية المتكاملة 1948 ص172
.الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/choice-place.html
تقصير الرابط:
tak.la/w6shjmg