St-Takla.org  >   books  >   fr-salaib-hakim  >   engagement
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الاختيار والخطوبة في الإيمان المسيحي - القمص صليب حكيم

7- الفصل الرابع: المقاييس الكتابية التي ينبني عليها الاختيار

محتويات: (إظهار/إخفاء)

أ- المقاييس الروحية
صفات المرأة المثالية
صفات الرجل المثالي
ب - الحذر من المقاييس الجسدية والمادية
1 - الجمال الجسدي
مخاطر الاختيار القائم على الجمال الجسدي
حكم الكتاب المقدس
2 - المال والغنى
3 - عظمة النسب من أجل الافتخار
أيهما أجدر بالتمسك الأمور الروحية أم المادية

أ- المقاييس الروحية

صفات المرأة المثالية:

يعرض لنا الكتاب المقدس في أماكن متفرقة منه ما يجب أن تكون عليه المرأة وما ينبغي أن تتحلى به من صفات فيقرر أن تكون:

فاضلة - عاقلة ومحتشمة - مُدبرة - مُطيعة وخاضعة - مُضيفة للغرباء - تهاب رجلها - مُلازمة لبيتها

 

1 - فاضلة: فيقول "المرأة الفاضلة تاج لبعلها" (أم12: 4). أي أن المرأة المتجملة بالفضائل مجد وشرف يفتخر ويتباهى بها رجلها.

2 - عاقلة ومحتشمة: "كذلك النساء يزينَّ ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل" (1تى2: 9).

3 - مُدبرة: "فأُريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويُدبرن البيوت" (1تى5: 14).

4 - مُطيعة وخاضعة: "هكذا كانت قديمًا النساء القديسات أيضًا... خاضعات لرجالهن كما كانت سارة تُطيع إبراهيم داعيةً إياه سيدها" (1بط3: 5، 6).

5 - مُضيفة للغرباء: "مشهودًا لها في أعمال صالحة... أضافت الغرباء، غسلت أرجل القديسين" (1تى5: 10).

6 - تهاب رجلها: "أما المرأة فَلْتَهَبْ رَجُلها" (أف5: 33).

7 - مُلازمة لبيتها: ويُعبّر عن هذه الصفة مع مجموع الفضائل الأخرى معلمنا بولس الرسول في قوله "ينصحن الحدثات أن يكن محبات لرجالهن ويحببن أولادهن، متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهن صالحات خاضعات لرجالهن" (تى2: 4، 5). والمقصود من ملازمة البيت هو عدم ترك البيت للتنقل من بيت إلى بيت لاستهلاك الوقت في الأحاديث غير البناءة.

 

St-Takla.org Image: The Priest blessing the wedding rings, and carrying the red girdles - The Holy Matrimony Sacrament (marriage) in the Coptic Orthodox Church صورة في موقع الأنبا تكلا: الكاهن يبارك الدبلتين، ويحمل الزنار الأحمر الحريري - سر الزيجة (الزواج) في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: The Priest blessing the wedding rings, and carrying the red girdles - The Holy Matrimony Sacrament (marriage) in the Coptic Orthodox Church

صورة في موقع الأنبا تكلا: الكاهن يبارك الدبلتين، ويحمل الزنار الأحمر الحريري - سر الزيجة (الزواج) في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

صفات الرجل المثالي:

كما يشير الكتاب المقدس إلى صفات ضرورية للرجال تُعتبر مقياسًا للزوج المثالي، ويجب أن تضعها الفتاة في اعتبارها عندما تبدي رأيها في الموافقة على الاقتران بمن يتقدم لها. وهذه الصفات أهمها:

المحبة - التقوى ومخافة الله - الرحمة وعدم القساوة - الاتكال على الرب - الاجتهاد في العمل

 

1 - المحبة: "يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه" (أف5: 28). ويوصي أيضًا "أيها الرجال أحبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن" (كو3: 19). لذلك يجب أن يتحلى الشاب بالمحبة نحو الجميع خصوصًا أهل بيته. وظهور هذه المحبة مع فتاته عند الاختيار علامة بلا شك على إمكانية استمرارها واكتمالها في الزواج.

2 - التقوى ومخافة الله: "هكذا يُبارك الرجل المتقي الرب" (مز128: 4).

3 - الرحمة وعدم القساوة: "الرجل الرَّحيم يُحسِنُ إلى نفسِهِ والقاسي يُكدِّرُ لحمَهُ" (أم11: 17).

4 - الاتكال على الرب: "مبارك الرجل الذي يتكل على الرب، وكان الرب مُتَّكلهُ" (إر17: 7).

5 - الاجتهاد في العمل: "أرأيت رجلًا مجتهدًا في عمله؟ أمام الملوك يقف. لا يقف أمام الرعاع!" (أم22: 29). فالرجل المجتهد له كرامة أمام الأعزاء وهو يغني بيته.

هذه مقاييس أو صفات توضحها كلمة الله للشاب والفتاة، ومن صالح كل منهما أن ينشدها في شريك حياته.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ب - الحذر من المقاييس الجسدية والمادية

إلاَّ أن هناك مقاييس مادية جسدية أو عالمية، يهتم بها البعض عند اختيار شريك الحياة يجب أن يتفطن لها الإنسان، ويعرف حكم كلمة الله عليها. لكي يتخذ إزاءها موقفًا معتدلًا ويكون في مأمن من أن تطغي عليه أو على تفكيره. هذه المقاييس أهمها:

1 - الجمال الجسدي:

فهناك شاب تجذبه بشدة صورة الجمال الحسي للفتاة، ويستهويه تناسق الجسد وأساليب التجمل التي تلجأ إليها باستخدام الأصباغ والمساحيق والملابس الملفتة.

وهناك فتاة تبهر من الشاب الذي يبدو في صورة ملفتة في قامته أو أناقته، ويساعد على الانجذاب بشدة إلى هذه المظاهر الجسدية الاهتمام بالجسد وتفضيله على الصفات الإنسانية والأدبية للطرف الآخر.

 

مخاطر الاختيار القائم على الجمال الجسدي:

والتركيز على الجسد واعتباره هدفًا وغاية عند الاختيار يجعل الاختيار محفوفًا بمخاطر أهمها أن المحبة فيه تكون قوية في بادئ الأمر ثم تفتر تدريجيًا لأن الانبهار بالجمال الحسي لشخص أو لشيء من طبيعته أن يقل بمرور الوقت.

كما أن الانطواء تحت عبودية الجسد يجعل الإنسان وكأنه يسلم نفسه ليد عدوه، لأنه معروف أن الجسد يقاوم روح الإنسان كما يقول بولس الرسول: "الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يُقاوم أحدُهما الآخر" (غل5: 17). ولا يخفى ما ينشأ عن هذا الصراع من تعب ومنغصات في الحياة الزوجية ذاتها تنتهي إما بالفتور الروحي باستغراق الطرفين في دائرة الجسد ومتطلباته على حساب حياة الروح، أو بمعاناة الطرف الروحي من الطرف الآخر. لأن الطهارة والتعفف ومراعاة الحدود في العلاقات الجسدية أمور مطلوبة أيضًا في الحياة الزوجية، لذلك يخطئ كل من الفتاة والشاب الذي يقدم على الاختيار ويظن أن الزواج هو جسد فحسب.

 

حكم الكتاب المقدس:

والكتاب المقدس يصف الجمال الجسدي بأنه باطل وغاش وزائل وأن جمال العقل والروح يفضله كثيرًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فسليمان الحكيم يمدح في المرأة تقواها وليس جمالها فيقول: "الحُسنُ غِشٌّ والجمال باطلٌ، أمَّا المرأة المتَّقية الرب فهي تُمدَحُ" (أم31: 30). فالفتاة لا تُمدح من أجل جمالها لأنه باطل ولا من أجل حسنها لأنه غش، بل تمدح من أجل تقواها ومخافتها لله.

وإشعياء النبي يبين فناء الجسد وزوال جماله في قوله: "كُلُّ جسدٍ عُشبٌ، وكل جمالِهِ كزهر الحقل. يَبسَ العُشبُ، ذَبُلَ الزَّهر" (إش40: 6، 7). فالجسد كالعشب الذي يأتي عليه وقت ييبس، وجمال الجسد كالزهر الذي يأتي عليه وقت يذبل، وإن كان الجسد وجمال الجسد أمرين زائلين فهما لا يستحقان التعلق بهما كأساس للاختيار.

وسليمان الحكيم يوضح تفاهة المرأة التي تتحلى بالجمال الجسدي دون العقل فيقول: "خزامةُ ذهب في فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل" (أم11: 22). أي أن المرأة الجميلة التي ينقصها العقل والحكمة تشبه الخنزيرة التي تتحلى بخاتم ذهب في طرف أنفها.

 

2 - المال والغنى:

بعض الشباب يتهافتون على اختيار فتاة غنية ويبذلون كل جهدهم بطرق متنوعة لتحقيق هذه الرغبة مع أن هذا التهافت يعيب الرجل الذي مفروض فيه أن يكون العائل المسئول عن زوجته وبيته بماله وعرقه وجهده. كذلك بعض الفتيات يفرطن في نظرتهن إلى المال فلا يسترعى انتباههن شيء في الرجل مثل المال، وقد يغضون النظر عن سن الرجل ومستوى ثقافته وتعليمه وحتى خُلُقِه إن كان ذا ثراء ويسر. وهذا يعيب الفتاة أيضًا لأنه دليل على اتجاهها نحو الماديات فقط وتشير بذلك إلى أنها لا تقبل ذلك الرجل الثري إلاَّ لينفق بسعة على مطالبها ورغباتها ويحقق لها شغفها بحب الظهور وتعظم المعيشة.

ويقول معلمنا بولس لتلميذه تيموثاوس: "أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية (زوال) الغنى، بل على الله الحي الذي يَمنحنا كل شيء بغنى للتَّمتُّع" (1تى6: 17). فلا يصح الاتكال على شيء زائل مثل المال ولا التكبر بسببه بل الأحرى أن يكون الاتكال على الله الذي منه كل الأشياء. والعمل بقول الكتاب "التَّقوى مع القناعة فهي تجارةٌ عظيمةٌ" (1تى6:6).

 

3 - عظمة النسب من أجل الافتخار:

البعض يسعون لمناسبة العائلات الكبيرة المشهورة لا لسبب إلا للافتخار أمام الناس، وهذا السعي من أجل الافتخار يدل على روح الكبرياء والميل إلى العظمة والرغبة في المديح.

أما الكتاب المقدس فيعلمنا أن مثل هذا الافتخار رديء حيث يقول: "وأمَّا الآن فإنكم تفتخرون في تعظمكم. كل افتخار مثل هذا رديءٌ" (يع4: 16). لأن الافتخار المبنى على الشعور بالعظمة مكروه من الله والناس. بل إن الله يقاوم المستكبرين كما يقول "انظر كل مُتعظِّم واخفِضهُ" (أي40: 11). و "أُبطِّلُ تَعظم المستكبرين" (إش13: 11). وذلك بأن يزيل عنهم الأسباب التي يعتمدون عليها في تعظمهم إن كان مالًا أو جاهًا أو غيرهما. وفي نفس الوقت يرفع المتواضعين. كما قالت السيدة العذراء في تسبحتها "أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المُتَّضعين" (لو1: 52).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أيهما أجدر بالتمسك الأمور الروحية أم المادية:

واضح من كلمة الله أنها تحذر من المقاييس الجسدية والمادية، وفي نفس الوقت تمدح المقاييس الروحية الأخلاقية وتشجعنا على التمسك بها. والإنسان المتعقل يتبصر بالدوافع التي تتحكم فيه عند اختيار شريك الحياة، وعليه أن يدرك أن المقياس الروحي سماته أساسية جوهرية لها صفة الدوام، فيجب أن يضعها في اعتباره الأول عند الاختيار، لأنها ستكون خيرًا وبركة له. ولو لم يكن الإنسان روحيًا فمن أجل راحته وسعادته العائلية لابد أن يهتم بسمات المقياس الروحي. أما المقياس المادي فسماته من سعادة أرضية أو لذة جسدية، كلها صفات عرضية زائلة قد تكون متاعبها أكثر من مسراتها.

والأمور المادية وإن كانت ليست شرًا في ذاتها ولكننا عندما نجعلها هدفًا لنا نسعى إليه ونتمسك به، نعطيها فرصة، إن امتلكناها بين أيدينا، أن تستعبدنا وتسبب لنا متاعب كثيرة. لذلك إذا أتت إلينا من الله فهي خير ويجب أن لا تنسينا طريق الله وإن لم تأت فلا يصح أن نضجر أو نغتم.

وعندما يسعى الإنسان لاختيار شريك حياته يجب أن يبحث أولًا عن الشخصية الفاضلة الحكيمة المتضعة الخدومة المحتملة، وإذا توفر لهذه الشخصية مع تلك المقومات الروحية والأخلاقية جمال أو مال أو شرف نسب فهي بركة من الله وإن لم تتوفر فلا يصح أن تعطل الاختيار.

هناك أشخاص اختاروا جمال الجسد ثم صاروا أول الكارهين له الناقمين عليه، بسبب ما عانوا من ورائه. وأشخاص اختاروا مالًا عصفت بهم الدنيا معه وأصابتهم أوجاع كثيرة، وأشخاص اختاروا شرف النسب ذاقوا مرارة الذل من عظمة أنسبائهم.

كثير من هؤلاء وأولئك ندموا أما الذين اختاروا من بين المتجملين بالفضيلة والأخلاق الطيبة والطباع الحسنة والمحبة لله فإنهم غنموا سلامهم مع الله ونعموا بهدوء الحياة وسعادتها، وكانوا من أكثر الناس استقرارًا ونجاحًا في زيجاتهم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/choice-measures.html

تقصير الرابط:
tak.la/krt3jaj