محتويات:
(إظهار/إخفاء) هناك قدرات وصفات شخصية للفرد تعتبر حاجات أساسية يتطلع
كل طرف إلى توافرها في الطرف الآخر ولا يمكن إغفالها حتى لو لم تكن أمورًا
روحية بالكامل، كما
ذكرنا أيضًا هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فمع ما تتسم به مقاييس الجمال الجسدي والغنى وعظمة النسب من
صفة العالمية ومع ما ينعتها به الكتاب المقدس من زوال إلاَّ أن هناك قدرًا
مُعَينًا من الحاجات النفسية والمادية الأساسية التي تلزم لكل إنسان لتستقيم
حياته بها، نستطيع أن نسميه قدر الكفاية على حد تعبير صلاة
الكنيسة التي نقول
فيها "إذ يكون لنا الكفاف في كل شيء كل حين نزداد في كل عمل صالح".
أمور لا تستغني عنها الفتاة
أمور لا يستغني عنها الشاب
أمور لا تستغني
عنها الفتاة:
فالفتاة تتطلع
في كل شاب يتقدم لها إلى توفر أمور ضرورية فيه تعطيها الأمان لحياتها وأهم هذه
الأمور:
القدرة على الإنفاق - الشهامة والرجولة - حسن الحديث - السمعة الطيبة
أ - القدرة على الإنفاق: فتهتم الفتاة في نظرتها للشاب الذي يتقدم لاختيارها أن يكون قادرًا على الإنفاق الكافي والمنتظم لأنه لا تقوم حياة عائلية بدون هذه الإمكانية.
ب - الشهامة والرجولة: وهى تلي المال قيمة في نظر الفتاة وتظهر شهامة الشاب في المواقف المختلفة التي تحتاج إلى المروءة والإنسانية وتقديم العون للضعيف والدفاع عن المظلوم، كما تبدو في المواقف التي تحتاج إلى رجاحة الحكم وحسم الأمور والاتزان في التصرف، كما تبدو في المواقف التي تحتاج إلى القدرة البدنية والتي تفتقر الفتاة فيها بسبب ضعفها الجسدي إلى من يعينها.
حـ - حُسن الحديث: كما تميل الفتاة إلى الشاب المتكلم اللبق في حديثه مع الآخرين والمحترم في ألفاظه والذي لا ينطق بالعيب والذي يسايرها في حديثها ولا يبدي مللًا سريعًا من كلامها، والذي يتحدث إليها بتقدير عما يرى فيها من مميزات.
د - السمعة الطيبة: كما تعجب الفتاة بالشاب المحبوب بين معارفه والمشهود له بالسيرة الطيبة، والذي يحوز إعجاب الناس بما يؤدي من أعمال بارزة في مهنته أو في نشاطه الاجتماعي. كما يقول بولس الرسول: "أخيرًا أيها الإخوة كل ما هو حقٌّ، كل ما هو جليلٌ.. كل ما صيتُهُ حَسنٌ، إن كانت فضيلةٌ وإن كان مدحٌ، ففي هذه افتكروا" (فى4: 8).
والشاب يتطلع في كل فتاة يتقدم لها إلى أمور تريح نفسيته أهمها:
الجمال الطبيعي والأنوثة غير المتكلفة - إبداء الحاجة إلى المساندة - الوداعة والطاعة - العفة - الاهتمام
أ - الجمال الطبيعي والأنوثة غير المتكلفة: فإن كنا أنكرنا على الشاب والفتاة معًا جعل الجمال الجسدي هدفًا وغاية إلاَّ أن الجانب الجسدي لا يصح إسقاطه كلية من الاعتبار عند الاختيار. ومن الضروري توفر ارتياح النفس والرضى الداخلي من طرف عند رؤيته ومجالسته للطرف الآخر، بحيث لا يحس هذا الطرف أو ذاك بشيء منفر مقلق من جهة الطرف الآخر، وهذا حق للفرد عند الاختيار تمليه طبيعة الزواج كشركة بين طرفين في حياة واحدة قد تدوم لعشرات السنين.
ولتثق كل فتاة أنها تملك جوانب متعددة لجمالها، منها جمال الوجه وجمال القوام وجمال الروح. ثم هناك ما يرفع من مستوى جمالها الجسدي مثل المكياج الهادئ ذي اللمسات الخفيفة التي تتفق مع لون البشرة والتسريحة المناسبة للوجه، والملابس الأنيقة التي تزيد الإنسان تقديرًا واحترامًا. هذه كلها يجب أن تأخذ قدرًا من اهتمام الفتاة بنفسها. وما كذب المثل القائل "لَبِّس البوصة تبقى عروسة".
ولتفطن كل فتاة أن الشاب الروحي المتعقل يبتغي فيها الأنوثة في مظهرها الطبيعي الخالي من التكلف والتصنع. متمثلًا أمامه قول معلمنا بطرس: "ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية، من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قُدَّام الله كثير الثمن" (1بط3: 3-4). كما يميل إلى جمالها الهادئ المريح أكثر من الجمال الملفت.
ب - إبداء الحاجة إلى المساندة: يرغب الشاب في الفتاة التي تبدي الشعور بحاجتها إليه كرجل يسندها وتعتمد عليه ولا تستقل عنه ماديًا أو معنويًا لأن هذا الاستقلال في نظر الشاب يوحي القوة للمرأة فتتعالى عليه، وهو أمر يعتبره الشاب أنه يفقده دوره الذي يؤكد رجولته وشهامته في مساندة زوجته حسب ما يوصيه الإنجيل "كذلكم أيها الرجال، كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف، مُعطين إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثات أيضًا معكم نعمة الحياة" (1بط3: 7).
حـ - الوداعة والطاعة: وليس أحب للشاب من أن يلمح وداعة الفتاة في عينيها غير المتعاليتين وفي صوتها الهادئ واتضاعها وطاعتها. بل هو أكثر ما يجذبه إليها، مدركًا أن وداعتها هذه أساس سلام الحياة العائلية والسلام هو سر بركة البيت وسعادته. أما الضجيج والعناد وتصلب الرأي بسبب التعالي والكبرياء والرغبة في إثبات الذات أو بسبب محبة الذات فهذه كلها تسبب الانقسام، والانقسام أساس الخراب والدمار حسب كلام المسيح له المجد "إن انقسم بيتٌ على ذاتِهِ لا يَقدرُ ذلك البيتُ أن يَثبُتَ" (مر3: 25).
د - العفة: يحب الشاب الفتاة العفيفة التي تحرص على صيانة نفسها وطهارة جسدها حفظًا لكرامتها منطبقًا عليها ما قاله معلمنا بولس عن الكنيسة عروس المسيح " كنيسةً مجيدةً، لا دنس فيها ولا غَضن أو شيءٌ من مِثْل ذلك، بل تكون مُقدَّسةً وبلا عيبٍ" (أف5: 27). كما يعلو قدرها في نظره كلما بدت عفيفة في طلب الهدايا والنزهات وطلب الملبس والمأكل.
هـ - الاهتمام: يستلمح الشاب في الفتاة اهتمامها به لأنه يعتبر ذلك دليلًا على رغبتها فيه وحبها له. لأن الدافع الحقيقي للاهتمام بين الطرفين هو الحب الصادق وخوف كل طرف على الآخر وبذلك هو في نظرهما ضروري للحياة الاجتماعية والعائلية، ولولاه لما اطمأن كل طرف على محبة الآخر ورعاية هذه المحبة. فالشاب يُعجب بالفتاة التي تدرك إحساساته وتلمح مشاعره وأفكاره وتراعيها في حكمة وأدب جم.
كما أن اهتمام طرف بالطرف الآخر بحياته الروحية وتشجيعه على الاجتهاد لتفادي الزلات والضعفات، وتقديم النصيحة له من أجل قيادته في طريق النجاح والتقدم في الحياة العملية، وإنماء روح الخدمة والعطاء فيه، كلها أنواع من الاهتمامات المقدسة وتشير إلى غيرة معتدلة ومطلوبة لا غبار عليها. أما الغيرة المتطرفة فتنشأ من محبة الذات التي تدفع طرفًا إلى الرغبة في امتلاك الطرف الآخر بطريقة قد تحرمه حتى من والديه وإخوته وأحبائه ومن الخدمة أيضًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-salaib-hakim/engagement/choice-needs.html
تقصير الرابط:
tak.la/s5yraqr